انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية في بداية تداولات اليوم الإثنين – أول جلسة في شهر ديسمبر كانون الأول – وذلك في ظل ضغوط ارتفاع العائد على سندات الخزانة.

يأتي ذلك في ظل موجة مبيعات طالت أغلب أسهم القطاع التكنولوجي مع استمرار عدم اليقين بشأن تقييم شركات الذكاء الاصطناعي.

وعلى صعيد التداولات، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بحلول الساعة 17:59 بتوقيت جرينتش بنسبة 0.5% (ما يعادل 225 نقطة) إلى 47491 نقطة، وتراجع مؤشر S&P 500 الأوسع نطاقاً بنسبة 0.3% (ما يعادل 20 نقطة) إلى 6830 نقطة، في حين انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.3% (ما يعادل 77 نقطة) إلى 23288 نقطة.

ارتفعت أسعار النحاس خلال تداولات اليوم الإثنين – أولى جلسات ديسمبر كانون الأول –  وسط تزايد الرهان بشأن خفض الفيدرالي للفائدة فضلاً عن التوقعات بزيادة أسعار المعدن الصناعي.

وتوقّع بنك يو بي إس (UBS) ارتفاع أسعار النحاس خلال العام المقبل، مستنداً إلى شحّ متزايد في الإمدادات نتيجة اضطرابات مستمرة في المناجم، إضافة إلى طلب قوي طويل الأمد مدفوع بعمليات التحول الكهربائي والاستثمارات في الطاقة النظيفة، وذلك وفق مذكرة بحثية صادرة في الشهر الماضي.

وفي أحدث مراجعة لتقديراته، رفع البنك توقعه لسعر النحاس في مارس 2026 بمقدار 750 دولاراً للطن المتري ليصل إلى 11,500 دولار، كما رفع مستهدفاته لشهري يونيو وسبتمبر 2026 بمقدار 1,000 دولار للطن لتبلغ 12,000 دولار و12,500 دولار على التوالي. وقدم البنك أيضاً هدفاً جديداً لشهر ديسمبر 2026 عند 13,000 دولار للطن.

كما رفع البنك توقعاته لعجز السوق إلى 230 ألف طن في عام 2025، ارتفاعاً من تقديراته السابقة البالغة 53 ألف طن، وإلى 407 آلاف طن في عام 2026، مقارنة بـ87 ألف طن سابقاً، مشيراً إلى أن انخفاض المخزونات ومخاطر الإمدادات المستمرة سيُبقيان السوق في حالة شحّ.

وقال البنك إن اضطرابات المناجم هذا العام – بما في ذلك مشكلات الإنتاج في منجم غراسبرغ التابع لـ"فريبورت-ماكموران" في إندونيسيا، والتعافي البطيء للإنتاج في تشيلي، والاحتجاجات المتكررة في بيرو – تؤكد وجود قيود هيكلية على الإمدادات يُرجَّح أن تمتد حتى 2026.

وكانت شركة فريبورت-ماكموران (FCX.N) قد قالت الأسبوع الماضي إنها تخطط لاستئناف الإنتاج في منجم غراسبرغ للنحاس والذهب في إندونيسيا بحلول يوليو، بعد حادث مميت أدى إلى وقف العمليات قبل شهرين.

وخفض "يو بي إس" تقديراته لنمو إنتاج النحاس المكرر إلى 1.2% لعام 2025 و2.2% لعام 2026، مشيراً إلى تراجع جودة الخام والتحديات التشغيلية.

ويتوقع البنك نمو الطلب العالمي على النحاس بنسبة 2.8% في كل من عامي 2025 و2026، مدعوماً بالمركبات الكهربائية، والطاقة المتجددة، واستثمارات شبكات الكهرباء، ومراكز البيانات.

وقال البنك إن أي ضعف محتمل في الأسعار سيكون قصير الأجل، موصياً بالاحتفاظ بمراكز شرائية طويلة على النحاس أو استخدام استراتيجيات بيع التقلبات.

وعلى صعيد التداولات في الفترة الأمريكية، ارتفعت العقود الآجلة للنحاس تسليم مارس آذار في تمام الساعة 15:38 بتوقيت جرينتش بنسبة 0.4% إلى 5.29 دولار للرطل.

تراجعت عملة البيتكوين بشكل حاد في تداولات آسيا يوم الإثنين مع بداية شهر جديد شهد تجدد الاضطرابات في سوق العملات المشفرة، وذلك بعد حادثة في منصة التمويل اللامركزي Yearn Finance أثارت مخاوف جديدة بشأن السيولة.

وانخفضت أكبر عملة مشفرة في العالم بنسبة 5.3% لتتداول عند 86,075.6 دولار بحلول الساعة 01:07 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (06:07 بتوقيت غرينتش).

وتراجعت البيتكوين إلى أدنى مستوى عند 85,638.3 دولار خلال الـ24 ساعة الماضية. كما هبطت بأكثر من 16% خلال شهر نوفمبر.

وجاءت موجة البيع بعد إعلان منصة Yearn Finance أنها تحقق في “حادث” وقع في مجمع السيولة yETH. وأشارت تقارير إلى أن خللاً سمح لمهاجم بسكّ كمية ضخمة جداً من رموز yETH، ما أدى فعلياً إلى إغراق المجمع بإمدادات غير صحيحة.

وبعبارات مبسطة، مكّن هذا الاستغلال المهاجم من “إنشاء رموز من العدم”، الأمر الذي قوّض الثقة في الأصول الداعمة للمجمع ودفع المتداولين إلى الإسراع بالخروج.

وأدى هذا الاضطراب إلى إشعال تقلبات فورية في الأصول المرتبطة بالبيتكوين، إذ تراجعت العملات المشفرة الأخرى بشدة.

رهانات خفض الفائدة الأمريكية تحت المجهر

جاء التراجع بعد أن أنهت البيتكوين شهر نوفمبر على انخفاض شهري حاد، فيما استمر الضغط رغم تحسن المعنويات المرتبطة بالسياسة النقدية الأميركية، والتي كانت قد دعمت الأصول ذات المخاطر في نهاية الشهر الماضي.

وتعززت توقعات خفض الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر بشكل ملحوظ خلال الأسبوع الماضي، مدفوعة بمؤشرات ضعف في نمو الاقتصاد الأميركي وعلامات على تراجع الضغوط التضخمية.

ويُسعّر المتعاملون حالياً احتمالاً بنسبة 87% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع 9–10 ديسمبر، مقارنة بنحو 40% قبل أسبوع فقط. وكانت توقعات تيسير السياسة النقدية قد ساعدت في البداية على استقرار سوق العملات المشفرة، لكن حادثة Yearn Finance طغت على هذا التفاؤل.

وأضاف إلى الضبابية الاقتصادية أيضاً تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهاية الأسبوع بأنه يعرف بالفعل من سيرشحه لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، دون كشف الاسم. وقد كثّف هذا التصريح التكهنات بشأن المرشحين المحتملين، ومن بينهم المستشار الاقتصادي السابق للبيت الأبيض كيفن هاسيت، المعروف بميوله الحم dovish تجاه السياسة النقدية.

أسعار العملات المشفرة اليوم: تراجع الإيثر 6% وXRP يهبط بأكثر من 7%

شهدت معظم العملات البديلة تراجعاً حاداً يوم الإثنين وسط موجة من الذعر الجديد.

انخفضت الإيثريوم، ثاني أكبر عملة رقمية في العالم، بنسبة 5.7% إلى 2,826.92 دولار.

وهبطت XRP، ثالث أكبر عملة رقمية، بنسبة 7.3% إلى 2.03 دولار.

 

ارتفعت أسعار النفط بنسبة 1% يوم الإثنين، بعدما أوقفت شركة خط أنابيب قزوين (CPC) صادراتها في أعقاب هجوم كبير بطائرة مسيّرة، فيما أثارت التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا مزيداً من المخاوف بشأن الإمدادات، بينما اتفقت مجموعة أوبك+ على الإبقاء على مستويات الإنتاج دون تغيير للربع الأول من عام 2026.

وارتفعت عقود خام برنت 71 سنتاً، أو 1.14%، إلى 63.09 دولار للبرميل بحلول الساعة 11:43 بتوقيت غرينتش. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 68 سنتاً، أو 1.16%، إلى 59.23 دولار.

وقالت شركة CPC، التي تنقل نحو 1% من إمدادات النفط العالمية، يوم السبت إنها أوقفت العمليات بعد أن تسبب هجوم أوكراني بطائرة مسيّرة في إلحاق أضرار بمرساة في محطتها الروسية على البحر الأسود. وفي المقابل، قالت شركة "شيفرون"، وهي أحد المساهمين في CPC، في وقت متأخر من أمس الأحد إن عمليات التحميل لا تزال مستمرة في ميناء نوفوروسيسك الروسي.

وقال المحلل في "يو بي إس" جيوفاني ستاونوفو إن الهجمات على محطة التصدير التابعة لـ CPC دفعت أسعار النفط للصعود بفعل انخفاض كميات التصدير.

كما استهدفت أوكرانيا ناقلتي نفط كانتا في طريقهما إلى نوفوروسيسك.

وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها قد اتفقوا مبدئياً على وقف مؤقت في أوائل نوفمبر، في خطوة أبطأت مساعي استعادة الحصة السوقية مع تصاعد المخاوف من تخمة في الإمدادات.

وقالت كبيرة المحللين في "إل إس إي جي" آينه فام إن السوق تفاعلت بشكل إيجابي مع هذه الأنباء. وأضافت: "لفترة من الوقت، كان الخطاب السائد يتمحور حول فائض في المعروض النفطي، لذا فإن قرار أوبك+ الإبقاء على هدف الإنتاج منح بعض الارتياح وساعد في استقرار توقعات نمو الإمدادات خلال الأشهر المقبلة".

وكانت عقود خام برنت وغرب تكساس قد أقفلت تداولات الجمعة على انخفاض للشهر الرابع على التوالي، في أطول سلسلة خسائر منذ عام 2023، مع ضغط توقعات زيادة الإمدادات العالمية على الأسعار.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم السبت إن "المجال الجوي فوق وحول فنزويلا" يجب اعتباره مغلقاً، ما أثار حالة جديدة من عدم اليقين في سوق النفط، باعتبار أن الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية تعد منتجاً رئيسياً للخام.

وقال ترامب يوم الأحد إنه تحدث إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، لكنه لم يكشف عن تفاصيل.