أسواق المال على صفيح ساخن قبل زيارة نانسي بيلوسي لتايوان!

تستعد رئيسة مجلس النواب الأمريكي "نانسي بيلوسي" للهبوط فى تايوان مساء اليوم الثلاثاء فى زيارة رسمية يشاع عنها منذ فترة طويلة ، وفى ثاني زيارة لمسؤول أميركي رفيع المستوي للجزيرة الخاضعة للحماية الأمريكية بعد تلك التي قام الرئيس الأسبق لمجلس النواب نيوت غينغريتش فى عام 1997.

وأصبحت أسواق المال على صفيح ساخن ،بسبب تفاقم أزمة عالمية جديدة ، خاصة فيما لو نفذت السلطات الصينية تهديداتها بالفعل ،حيث تنظر الصين إلى تايوان كجزء من أراضيها ، وعليه فإن بكين ستتخذ إجراءات حازمة وقوية للدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها.

أسباب الزيارة

هناك دعما قويا من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي لتايوان فى أوساط الرأي العام الأمريكي وفى الكونغرس ،وخلال مسيرتها السياسية التي تمتد لأكثر من 35 عاماً، كانت رئيسة مجلس النواب بيلوسي ناقدة قوية للصين.

وكانت خطة بيلوسي الأصلية أن تسافر إلى تايوان في نيسان/أبريل الماضي، لكن تلك الزيارة أُجلت بعد إصابتها بفيروس كورونا.

امتنعت نانسي بيلوسي عن الخوض في تفاصيل رحلتها، لكنها قالت الأسبوع الماضي إنه من المهم بالنسبة لنا أن نُظهر دعمنا لتايوان.

موقف البيت الأبيض

أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن الصحافيين الأسبوع الماضي بأن الجيش يعتقد أن الزيارة ليست فكرة جيدة، لكن البيت الأبيض وصف اللهجة الصينية ضد أي رحلة من هذا القبيل بأنها من الواضح أنها لا تساعد وغير ضرورية.

قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن نانسي بيلوسي لم تعلن عن أي رحلة وإن النهج الأمريكي إزاء تايوان لم يتغير.

وتحتفظ الولايات المتحدة بما تصفه بعلاقة واسعة غير رسمية مع تايوان، فى الوقت نفسه تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع الصين وليس تايوان.

اعتراض صيني

تنظر الصين إلى تايوان باعتبارها أرضا تابعة لها، وأثارت مرارا احتمال ضمها بالقوة إن اقتضت الضرورة لذلك.

وأعرب مسؤولون صينيون عن غضبهم إزاء ما يرونه انخراطا دبلوماسيا متناميا بين تايوان والولايات المتحدة ،خاصة بعد الزيارة المفاجئة التي قام بها ستة من المشرعين الأمريكيين للجزيرة في نيسان/أبريل الماضي.

وحذّر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "زهاو ليجيان" يوم الاثنين من أن بلاده ستتخذ إجراءات صارمة وحازمة إذا مضت بيلوسي قدما في زيارتها ،و أضاف إن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية عن كافة العواقب الوخيمة.

وألمح المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية الكولونيل "تان كيفي"إلى أنه قد يكون هناك حتى ردا عسكريا ،وقال إذا أصر الجانب الأمريكي على المضي قدما لتلك الزيارة ،فإن الجيش الصيني لن يقف مكتوف الأيدي  وسيتخذ إجراءات قوية لدرء أي تدخل خارجي ومحاولات انفصالية من أجل استقلال تايوان.

الحكومة التايوانية

ترحب الحكومة التايوانية بشدة بزيارة ثالث أقوى شخصية سياسية في الولايات المتحدة ،حيث تحاول الدولة الحصول على دعم سياسي من أجل الحصول على اعتراف رسمي كونها دولة ذات سيادة مستقلة من الأمم المتحدة.

وقد دعت الرئيسة التايوانية "تساي إنغوين" منذ مدة طويلة لانخراط على مستوى أعلى مع الولايات المتحدة ، ولكن هناك قلق أيضا حول سبب زيارة بيلوسي الآن وحول ما إذا كانت رحلتها ستلحق الضرر أكثر مما تجلب الفائدة للجزيرة.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية يوم الثلاثاء إنها تملك مجموعة عسكرية كاملة من الأنشطة بالقرب من تايوان وستنشر قواتها بشكل مناسب ردا على تهديدات محتملة من الصين.

الأسواق العالمية

يعزف المستثمرون فى معظم أسواق المال العالمية عن المخاطرة وبناء مراكز أي  شرائية جديدة ،انتظارا لما سوف تسفر عنه تلك الزيارة المرتقبة من رئيسة مجلس النواب الأمريكي لتايوان.

تصاعد التوترات الجيوسياسية مع احتمال وجود مواجهات عسكرية ،تطورات سلبية سوف تكون صادمة لأسواق المال العالمية ،حيث من المتوقع أن تتسارع على نطاق واسع عمليات بيع الأصول ذات العائد المرتفع "الأسهم والسندات" مع تركيز المستثمرون على شراء أصول الملاذات الآمنة مثل الذهب والين الياباني.