تحذيرات من انتكاسة ..هل تتوقف الصحوة فى وول ستريت؟

سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية بجلسة الأمس الاثنين أعلى مستوى فى عدة أشهر ،لتوسع مكاسبها القوية للجلسة الرابعة على التوالي ، بالرغم من البيانات الاقتصادية الضعيفة والصادمة فى الولايات المتحدة والصين.

الانتعاش الكبير للأسهم الأمريكية، دفع العديد من الخبراء إلى التنبؤ بالخروج من نطاق السوق الهابط، والاقتراب بشدة من بداية دورة صعود جديدة، قد تدفع المؤشرات الرئيسية إلى تسجيل مستويات قياسية جديدة.

وحققت الأسهم الأمريكية مكاسب قوية الأسبوع الماضي ، فى رابع مكسب أسبوعي على التوالي ،ضمن أطول سلسلة مكاسب أسبوعية هذا العام ، في ظل تعافي المعنويات بدعم من علامات تباطؤ ضغوط الأسعار التي أثارت الآمال في تحول مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى زيادات أقل عدوانية في أسعار الفائدة، وتباطؤ تدريجي في اقتصاد الولايات المتحدة.

تنشط فى الأوقات الحالية تحذيرات من تعرض الأسهم الأمريكية لانتكاسة جديدة قد تؤدي إلى توقف الصحوة الحالية فى أسواق وول ستريت ،مكمن تلك التحذيرات يتمثل فى الموقف المحتمل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي تجاه رفع أسعار الفائدة فى الولايات المتحدة.

مؤشرات وول ستريت

أغلق مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم كبرى الشركات جلسة الاثنين مرتفعا 151.39 نقطة بما يعادل نسبة 0.45 % إلى 33,912.45 ، وسجل مستوي 33,954.71 نقطة الأعلى منذ يوم 4 أيار/مايو الماضي.

وزاد مؤشر ستاندرد أند بورز 500 الأوسع نطاقاً حوالي 17.01 نقطة بما يعادل نسبة 0.40%  إلى 4,297.15 نقطة ،وسجل أعلى مستوى فى ثلاثة أشهر عند 4,301.79 نقطة.

وقفز مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا بحوالي 101.31 نقطة بما يعادل نسبة 0.75 % إلى 12,947.97 نقطة ،وسجل الأعلى منذ يوم 22 نيسان/أبريل عند 13,685.65 نقطة.

معنويات المخاطرة

لا تزال معنويات المخاطرة تتحسن بشكل واسع فى معظم أسواق الأصول ذات العائد المرتفع ، يعكسها الانتعاش الكبير فى معظم أسواق الأسهم العالمية ، خاصة أسواق الأسهم الأمريكية. 

تحسنت معنويات المستثمرون ،عقب اجتماع السياسة النقدية للبنك الفيدرالي الأمريكي ، والذي جاء أقل تشددا عما كان متوقعا ،وقلص من احتمالات وجود زيادات كبيرة فى أسعار الفائدة الأمريكية خلال الفترة المتبقية من هذا العام.

تنعكس حالة الارتياح لنتائج الاجتماع بشكل واضح فى أسواق الأسهم ،حيث يتطلع المستثمرون إلى الوقت الذي تنتهي فيه دورة رفع أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية فى النهاية.

قطاع التكنولوجيا

سجل مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا أمس الاثنين أعلى مستوى فى أربعة أشهر ،عاكسا استمرار تسارع عمليات التعافي فى معظم أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى.

وكان القطاع الأكثر تضررا من بيئة أسعار الفائدة المرتفعة ،حيث زادت عمليات البيع المفتوحة فى أسهم القطاع ،مع انطلاق دورة تضيق السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ورفع أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية.

والانتعاش الحالي فى القطاع يعكس انحسارا بلا أدنى شك فى احتمالات استمرار رفع أسعار الفائدة الأمريكية بوتيرة كبيرة خلال الفترة المتبقية من هذا العام.

تحذيرات

قالت كبيرة مسؤولي الاستثمار فى يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت "سوليتا مارسيلي"نحذر المستثمرون من التعرض لهذا الارتفاع فى الأسهم الأمريكية أو ملاحقته ،وأضافت هناك مخاطرة جيدة تتمثل في أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة أكثر مما نتوقعه نحن والسوق حاليا.

وأضحت مارسيلي أن هذا الاحتمال من شأنه أن يهدئ معنويات التعافي بسرعة ،ومن شأن ذلك أيضا أن يزيد من مخاطر التراجع التي تهدد النمو المنتشرة بالفعل.

الاحتياطي الفيدرالي

يقوم غدا الأربعاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي بنشر تفاصيل اجتماع السياسة النقدية الذي عقد أيام 26/27 تموز/يوليو، والذي أسفر عن رفع سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار 75 نقطة أساس إلى نطاق 2.5%.

إذا قدم المحضر المزيد من الإشارات المتفائلة حيال الاقتصاد الأمريكي ،أمرا سوف يعزز التحذيرات المذكورة أعلاه ،وهو ما قد ينهي بالفعل الصحوة الحالية للأسهم الأمريكية فى وول ستريت!