خسائر باهظة فى أوروبا بسبب أسوأ جفاف منذ 500 عام !

تسببت التغيرات المناخية العالمية في نقص كبير بمعدل هطول الأمطار، الأمر الذي أدى بالتبعية إلى موجات من الحر الشديدة التي أدت إلى جفاف بعض الأنهار الكبرى ،فالقارة الأوروبية كان لها النصيب الأكبر ،حيث تعاني من أسوأ جفاف لها منذ 500 عام.

سجلت القارة العجوز درجات حرارة قياسية ،تسببت فى تبخر مياه أنهارها الكبير ،الأمر الذي يهدد بتبخير نحو 80 مليار دولار من اقتصاد الاتحاد الأوروبي ،حيث تعطلت حركة سفن نقل البضائع والمسافرين عبر الأنهار.

فى فرنسا يمكن عبور نهر "لوار" سيرا على الأقدام ،كما أصبح نهر "الراين" الذي يمر عبر سويسرا وفرنسا وألمانيا ،سطحا لا يسمح للمراكب بمروره بسبب ضحالة المياه وانخفاض منسوبها ،وفى إيطاليا ينخفض مؤشر نهر " بو " بمقدار مترين عن مستويات المحاصيل العادية التي أصيبت بالشلل التام.

أسباب جفاف أنهار أوروبا

الأسباب الرئيسية فى جفاف أنهار أوروبا تعود إلى النقص الشديد وغير المعتاد في هطول الأمطار، وموجات الحر الشديدة التي ساهمت بشكل كبير في تجفيف الأنهار. 

وتؤدي أزمة المناخ التي يسببها الإنسان إلى تأجيج الأحوال الجوية القاسية في جميع أنحاء العالم، والتي لا تؤثر فقط على الأنهار، لكن تؤثر على الأشخاص الذين يعتمدون عليها، إذ يعتمد معظم سكان الكوكب على الأنهار بطريقة ما، سواء لمياه الشرب أو لري الطعام أو للحصول على الطاقة أو لشحن البضائع. 

وتظهر العديد من الصور من جميع أنحاء النصف الشمالي من الكرة الأرضية شدة الجفاف الذي يجتاح البلدان في جميع أنحاء أوروبا.

وامتدت موجة الجفاف إلى الولايات المتحدة والصين ،وحذر الأمم المتحدة من أن موجة الجفاف الحالية أصبحت أطول وأكثر تواترا من تلك التي حدثت فى عام 2000 ،والتغير المناخي العامل الرئيسي فى حدوثها.

خسائر باهظة 

حذر مركز الاتحاد الأوروبي للبحوث المشتركة في تنبؤات نشرها مؤخرا أن ارتفاع درجة الحرارة والجفاف ربما يؤديان إلى انخفاض إنتاج الحبوب في أوروبا بنسبة تتراوح ما بين 8 % إلى 9%.

وأدي جفاف الأنهار فى أوروبا إلى اضطرابات قوية في حركة التجارة عبر الأنهار، والتي تعد عنصرا مهما للنقل بين الدول الأوروبية، وهذا يحدث، بعد أربعة سنوات فقط من توقف مشابه لحركة النقل التاريخية عبر نهر الراين الشهير، لتراجع منسوب المياه فيه خلال 2018.

تلك الاضطرابات تزايد من الضغوط على الاتحاد الأوروبي لدعم قطاعات النقل، في وقت يواجه فيه الاتحاد العديد من التحديات الأخرى بسبب أزمة أوكرانيا ونقص الغاز الطبيعي وغيرها.

أهمية الأنهار للاقتصاد الأوروبي

للأنهار والقنوات المائية أهمية كبيرة للاقتصاد الأوروبي، إذ تساهم حركة النقل النهري بنحو 80 مليار دولار في اقتصاد منطقة اليورو، بحسب بيانات هيئة "يوروستات"، وهو مبلغ قد تفقده ميزانية دول الاتحاد الأوروبي إذا ما توقفت حركة النقل عبر الأنهار والقنوات المائية بالمنطقة.

وتشير التوقعات، والتي تفترض استمرار الظروف السيئة، إلى أن اقتصاد منطقة اليورو قد يفقد نحو 5 مليارات دولار بسبب الأضرار التي تمنع حركة التجارة عبر نهر الراين حاليا.

إن قدرة الدول الأوروبية على استخدام النقل النهري أصبحت محدودة بشكل كبير، خاصة في ظل قلة الأمطار، ما يتسبب في زيادة تكلفة بدائل النقل الأخرى بشكل كبير، ففي يوم واحد، ارتفعت أسعار الشحن بنحو 30%.

وتأتي المفارقة، أن أوروبا كانت تنوي الاعتماد بشكل كبير على الممرات المائية كجزء من جهودها لمكافحة التغير المناخي وتقليل انباعاث الغازات الدفيئة، إذ كانت تستهدف المفوضية الأوروبية زيادة النقل عبر الممرات المائية بنحو 25% بحلول 2030.

الجفاف لا يتوقف

الجفاف لا يتوقف عن الانتشار فى كامل القارة الأوروبية ،حيث أكد المرصد الأوروبي لمراقبة الجفاف أن قرابة ثلثي القارة الأوروبية عرضة لتهديد الجفاف.

وقال المرصد أن أحدث البيانات التي تم جمعها أظهرت أن 60% من أوروبا عرضة حاليا لخطر الجفاف، وأشار إلى أن 45% من أراضي القارة الأوروبية تعرضت للجفاف بحلول منتصف شهر تموز/يوليو الماضي.

وحذر المرصد الأوروبي من حدوث عجز مائي شديد في 15% من القارة، مما يؤثر على إنتاج الغذاء والطاقة ومياه الشرب والحياة البرية.

الانبعاثات الحرارية

يحتل الاتحاد الأوروبي المركز الثالث بنسبة 7.52% بين أكبر 10 كيانات مسببة للانبعاثات الحرارية في العالم، بعد الصين المسئولة عن 26.1% من الانبعاثات العالمية، ثم الولايات المتحدة التي تساهم بنسبة 12.67% ثم الهند رابعا بنسبة 7.08%.