سهم اليوم: "سابك" تواصل استعادة عافيتها ومؤشرات على إمكانية مواصلة النمو

إعداد: محمد أبو الغيط
تقرير خاص – أخبار اليوم: يبدو أن عامي 2015 و2016 لن يكونا ذكرى جيدة للعديد من الشركات ومنها الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك"، ففي هذين العامين وجدنا أن الوضع  الاقتصادي على مستوى العالم بشكل عام وعلى مستوى الدول العربية وبالقلب منها المملكة العربية السعودية شهد حالة من التدهور، إلا أن عملاقة البتروكيماويات سُرعان ما بدأ في استعادة عافيته - كما هو الحالي في الدولة - في 2017 ثم واصل نموه في 2018 مع وجود دلائل تشير إلى أن العام 2019 سيكون أفضل من سابقيه، وربما تحقق به الشركة معدلات تاريخية.

في تقريرنا "سهم اليوم" سوف نلقى نظرة على ثالث أكبر شركة بتروكيماويات في العالم بعد ما حقق من نجاحات في 2018، وسوف نبدأ بإلقاء نظرة على أداء الشركة المالي خلال آخر خمس سنوات، ونظرة على الأداءالمتوقع للشركة خلال 2019، ثم نلقى الضوء على الصناعة التي تعمل بها الشركة، ثم اقتصاد الدولة، وأخيراً نبذة عن الشركة.

وسنعمل في تقريرنا اليومي "سهم اليوم" على تناول قضية من القضايا الاقتصادية المهمة في أسواق السعودية والإمارات، وهو التقرير الذي سيعمل موقع  "أخبار اليوم" على تقديمه لزواره بشكل شبه يومي.

أداء الشركة خلال آخر خمس سنوات

يُعد العام 2018 عاماً محورياً بالنسبة لشركة سابك، حيث جاء كنوع من التاكيد على مواصلة الشركة ما بدأته في 2017 من استعادة عافيتها بعد 2016 والذي كانت قد وصلت فيه إلى مستوى متدينة على مستوى الربحية أو إجمالي الأصول أو حقوق المساهمين وهو ما جاء بدوره بعد المستوى التاريخي الذي حققت الشركة بين 2011 و2012 والذي كان الأعلى بالنسبة لها في تلك الجوانب.

ووصلت أرباح سابك في 2018 إلى 21.5 مليار ريال مرتفعة وبنسبة 16.77%مقارنة بعام 2017، وكانت الشركة قد شهد تراجعا بأرباحها في أعوام 2016 و2015 و2013 و2012 بينما ارتفعت في 2013 في حين كانت قد حققت في 2011 أعلى معدل أرباح سنوية في تاريخها، حيث وصلت إلى 29.2 مليار ريال، وكان 2011 عاماً محورياً في تاريخها، حيث وصلت فيه الشركة إلى أعلى معدل في الإيرادات كذلك حيث وصلت إلى 190 مليار ريال، كما كان عام 2016 هو النقطة الفاصلة التي وصلت فيها الشركة إلى أدنى مستوى لها في الأرباح والإيرادات منذ 2011 قبل أن تبدأ تعافيها في 2017 وتؤكد على هذا التعافي في 2018.

وبالنسبة لتراجع المطلوبات الملحوظ في 2018 فارشارت الشركة إلى أنه يرجع إلى سداد ما يجب سداده من ديون خلال 2018.

وجاء النمو في الأرباح السنوية على الرغم من تراجع الأرباح الربعية بالربع الرابع إلى 3.24 مليار ريال، وهي أقل أرباح ربعية منذ الربع الرابع 2015، إلا أنه وفي العام نفسه كانت "سابك" قد حققت في الربع الثاني 6.70 مليار ريال، وهي أعلى أرباح ربعية منذ الربع الأول 2012.

نظرة متفائلة لعام 2019

من المتوقع أن تنمو صناعة البتروكيماويات العالمية بوتيرة أسرع مما كانت عليه عام 2018 م بمتوسط 4.6% (مقابل 4.4% قبل نهاية السنة). على الرغم من النمو في صناعة البتروكيماويات، من المتوقع أن تكون سلسلة الإثيلين هي السلسلة الأكثر تعرضاً للتحديات حيث أن إضافة المزيد من التوريد عبر السلسلة يمثل قوة كبح وتثبيط.

ومن المتوقع أن يتوافق أداء (سابك) في عام 2019 م مع اتجاهات صناعة البتروكيماويات العالمية. وستواصل الشركة في عام2019 م التركيز على تحقيق مزيدٍ من التحسين من خلال برامج تستهدف تخفيض التكلفة النقدية الثابتة، إلى جانب تحقيق مزايا تكامل مواقع التصنيع وتحقيق أقصى استفادة من القوى العاملة التي اكتملت في عام 2018 م.

وستبدأ عملية إعادة تطوير أعمال (سابك) في أوروبا في عام 2019 م بهدف تحسين هوامش أرباح تلك الأعمال. وفي عام 2018، وعززت "سابك" جهودها سعياً لتحقيق أهداف استراتيجيتها لعام 2025 م، مُرَكِّزةً بشكل خاص على رفع معدلات النمو، وتعزيز باقة الأعمال، والابتكار.

استمرت "سابك" في تطوير وحدات الأعمال وتوسيعها في إطار رؤيتها الطموحة. ويشمل ذلك الكثير من مشاريع التطوير والتوسع، فضلاً عن توقيع عددٍ من الاتفاقيات الاستراتيجية. وفيما يلي ملخص للمشروعات والاتفاقيات الرئيسية التي وقعت أو بدأت فيها سابك ومن المتوقع أن تؤثر إيجاباً على العام 2019 أو ما بعده.

نظرة على الصناعة

رغم تباطؤ معدل النمو في آسيا بنسبة 4.4% في 2018 مقابل 6.0% في عام 2017 ، فقد نمت صناعة البتروكيماويات العالمية بنسبة 4.4% عن نسبة النمو التي شهدها عام 2017، والتي بلغت 3.7%. وشهدت كذلك صناعة البتروكيماويات نموا في الولايات المتحدة مدفوعاً بنمو الصادرات بنسبة 6.5% في 2018 مقابل 0.3% في عام 2017. ومستفيداً من نفس محفز الصادرات، استقرمعدل نمو سوق البتروكيماويات في الشرق الأوسط عند نسبة 3.7% في عام 2018 م مقابل 1.9% في العام السابق. وفي ظل بيئة التشغيل الصعبة التي تباطأ فيها الطلب مع استمرار العرض، شهدت أوروبا نموًا بطيئًا للغاية في 2018 بنسبة 0.6% مقارنةً بنسبة 1.6% في العام السابق.

نظرة على اقتصاد الدولة

خرج الاقتصاد السعودي من دائرة الركود في عام 2018م، مع ارتفاع نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي من -0.9% في عام 2017 م إلى حوالي 2.3% في عام 2018، مدفوعًا بالنمو القوي في قطاع النفط وتعافي الأنشطة غير النفطية.

وكان إنتاج النفط قد ارتفع خلال النصف الثاني من عام 2018 بفضل قرار تحالف فيينا في يونيو 2018 برفع حصص الإنتاج في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وخارجها وسط ارتفاع أسعار النفط في ذلك الوقت. فيما استعاد كذلك الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي قوته وعززها مع ارتفاع أسعار النفط، مما سمح بسياسة مالية أكثر توسعيةً عزّزت الاستثمار الثابت بعد عامين من انكماشه. ومع ذلك، تسبب الهبوط السريع في أسعار النفط في الربع الأخير من عام 2018 في ضغط هبوطي على الاقتصاد السعودي.

نبذة عن الشركة

الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)؛ شركة عالمية يقع مركزها الرئيس في مدينة الرياض، بالمملكة العربية السعودية، ويعمل بها أكثر من 33 ألف موظف، وتدير عملياتها عبر منظومة مكثفة من المكاتب والمراكز التشغيلية التي تنتشر عبر الأمريكتين، وأوروبا، والشرق الأوسط وأفريقيا، وآسيا؛ وتدعم عمليات الإنتاج والمبيعات حول العالم لباقة كثيفة التنوع من المنتجات، تشمل: الكيماويات، والبلاستيكيات الاستهلاكية والمتخصصة، والمغذيات الزراعية، والمعادن.

وهي ثالث أكبر شركة بتروكيماويات في العالم، وتقوم ببيع منتجاتها في أكثر من 100 دولة، في حين أن عملياتها تتركز في أكثر من 50 دولة، وتُعد ضمن أكبر ثلاث شركات بتروكيماويات في العالم من حيث قيمة العلامة التجارية لها.