ارتفعت أسعار النفط بشكل عام اليوم الخميس بعد أن ألغت محكمة أمريكية معظم الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب، في الوقت الذي يراقب فيه السوق احتمالية فرض عقوبات أمريكية جديدة قد تُقيّد صادرات النفط الروسي، بالإضافة إلى قرار متوقع من مجموعة "أوبك+" بشأن زيادة الإنتاج في يوليو.

وارتفعت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 27 سنتًا، أو ما يعادل 0.4%، لتصل إلى 65.17  دولارًا للبرميل. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 26 سنتًا، أو 0.4%، ليصل إلى 62.10 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 10:45 صباحًا بتوقيت غرينتش.

المحكمة: ترامب تجاوز سلطاته الدستورية

قضت محكمة تجارية أمريكية يوم الأربعاء بأن ترامب قد تجاوز سلطاته الدستورية عندما فرض رسومًا جمركية عامة على واردات من شركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة.

ولم يشمل الحكم بعض الرسوم المفروضة على صناعات بعينها مثل السيارات والصلب والألومنيوم، والتي فُرضت بموجب قانون مختلف.

وقال بيارني شيلدروب، كبير محللي السلع في بنك إس إي بي: "الأسواق إيجابية الآن بعد هذه النكسة التي تعرض لها ترامب بخصوص الرسوم الجمركية، مما يعني تقليصًا في العقبات أمام الاقتصاد العالمي، وبالتالي زيادة في الطلب على النفط لأن عجلة الاقتصاد العالمي ستدور بسلاسة أكبر".

ارتياح في الأسواق... ولكن مؤقت؟

أدى الحكم إلى تحسّن في شهية المخاطرة بالأسواق العالمية، التي كانت تشهد حالة من التوتر بسبب تداعيات الرسوم على النمو الاقتصادي.

لكن بعض المحللين حذّروا من أن هذا الارتياح قد يكون مؤقتًا، لا سيما وأن إدارة ترامب أعلنت أنها ستستأنف القرار.

وقال مات سيمبسون، المحلل لدى City Index في بريسبان: "لكن في الوقت الراهن، يحصل المستثمرون على استراحة من حالة عدم اليقين الاقتصادي التي يكرهونها دائمًا".

الأنظار تتجه نحو "أوبك+" والعقوبات على روسيا

على صعيد الإمدادات، هناك قلق متزايد بشأن احتمال فرض عقوبات أمريكية جديدة على النفط الروسي.

وفي المقابل، من المتوقع أن تتفق منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها، المعروفة باسم أوبك+، يوم السبت، على تسريع زيادات الإنتاج خلال يوليو المقبل.

قال محللو بنك ING في مذكرة: "نتوقع أن توافق المجموعة على زيادة كبيرة جديدة في الإمدادات بواقع 411,000 برميل يوميًا. ونتوقع زيادات مماثلة حتى نهاية الربع الثالث، مع زيادة تركيز المجموعة على الدفاع عن حصتها السوقية".

"شيفرون" توقف أنشطتها في فنزويلا بعد سحب ترخيصها

في خطوة تزيد من المخاطر المتعلقة بالإمدادات، أوقفت شركة شيفرون إنتاجها النفطي وعددًا من أنشطتها في فنزويلا، بعد أن ألغت إدارة ترامب ترخيصًا رئيسيًا كانت الشركة تعتمد عليه منذ مارس.

وكانت فنزويلا قد ألغت في أبريل شحنات نفطية كانت مخصصة لشيفرون، مشيرة إلى عدم وضوح في المدفوعات بسبب العقوبات الأمريكية.

كما تصدر الشركة نحو 290,000  برميل يوميًا من النفط الفنزويلي، أي ما يزيد عن ثلث إنتاج البلاد الكلي قبل الإيقاف.

الطلب العالمي على السوائل البترولية يتجاوز العرض

قال موكيش ساهاديف، رئيس قسم أسواق السلع العالمية في شركة Rystad Energy، في مذكرة بحثية: "تشير البيانات إلى تحيز بنّاء صعودي من مايو وحتى أغسطس، حيث يُتوقع أن يتجاوز الطلب على السوائل البترولية العرض بمقدار 600,000 إلى 700,000 برميل يوميًا".

ترقب لتقارير المخزونات الأمريكية

ينتظر المستثمرون في وقت لاحق من يوم الخميس صدور تقارير أسبوعية من كل من معهد البترول الأمريكي (API) وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، التابعة لوزارة الطاقة.

ووفقًا لمصادر في السوق مطّلعة على بيانات API، انخفضت مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير.

حرائق غابات في كندا تهدد إنتاج النفط

في تطور إضافي يهدد الإمدادات، أجبر حريق غابات في مقاطعة ألبرتا الكندية سكان بلدة صغيرة على الإخلاء، مما أدى إلى توقف مؤقت لبعض عمليات إنتاج النفط والغاز، وهو ما قد يؤثر سلبًا على الإمدادات.

خام برنت يختبر مقاومة فنية ويتجاوزها

في التداولات اليومية الأخيرة، ارتفع سعر خام برنت، متجاوزًا الضغط السلبي لمؤشر المتوسط المتحرك الأسي (EMA50)، وتمكن من اختراق مستوى المقاومة الحالي عند 64.50 دولار، وسط اتجاه تصحيحي صعودي على المدى القصير.

ورغم بداية ظهور إشارات سلبية على مؤشر القوة النسبية (RSI) بعد بلوغه مستويات التشبع الشرائي، إلا أن قوة الشراء ما تزال هي المسيطرة على حركة السعر.

أعلنت شركة تبوك للتنمية الزراعية عن حصولها على رخصة إنتاج تقاوي الأعلاف الشتوية وإكثارها من وزارة البيئة والمياه والزراعة لمدة عامين.

ووفقا لبيان الشركة، على موقع السوق السعودية "تداول" اليوم الخميس، ستعمل الشركة على استيفاء الشروط الضوابط والاشتراطات الخاصة بالوزارة والجهات الأخرى ذات العلاقة.

ونوهت الشركة إلى أن حصولها على الرخصة يأتي في إطار خططها التوسعية والمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي لإنتاج تقاوي الأعلاف الشتوية والذي يساهم في تحقيق الأمن الغذائي في المملكة العربية السعودية تماشياً مع رؤية المملكة 2030.

وأعلنت شركة تبوك للتنمية الزراعية، بتاريخ 22 مايو 2025، عن توقيع اتفاقية مع صندوق التنمية الزراعية للحصول على قرض تمويل تشغيلي بقيمة 15 مليون ريال، لدعم العمليات التشغيلية والبرنامج الزراعي بالشركة.

أعلنت شركة أسمنت الجوف عن انضمامها إلى برنامج تنافسية القطاع الصناعي، من خلال توقيع اتفاقية مع البرنامج تتضمن تقديم عدة حلول لرفع كفاءة ونوع مصادر الطاقة المستخدمة في المنشآت الصناعية.

ووفقا لبيان الشركة، على موقع السوق السعودية "تداول" اليوم الخميس، تم تعديل الأثر المالي لزيادة أسعار الوقود من 10.1% إلى 5.3%، اعتبارا من بداية يناير 2024.

ونوهت الشركة إلى أنه تم الحصول على التعويض الخاص بالفترة السابقة من برنامج تنافسية القطاع الصناعي.

وأشارت إلى أن برنامج تنافسية القطاع الصناعي سيساهم في تخفيض تكاليف الإنتاج علاوة على ما قامت به الشركة سابقاً من مشاريع لتطوير وتحسين كفاءة الطاقة.

وأكدت أنها ستعمل خلال الفترة القادمة على بحث سبل إضافية لرفع كفاءة الإنتاج وخفض التكاليف.

وكانت شركة أسمنت الجوف أعلنت بتاريخ 14 يناير 2025، عن توقعها ارتفاع تكاليف الإنتاج بنسبة 10.1% بعد زيادة أسعار الوقود الثقيل والديزل.

تراجع سعر البيتكوين (BTC-USD) بنحو 1% يوم الخميس، وذلك بعد صدور محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC) في مايو، والذي أظهر تزايد القلق بين مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن التضخم الأمريكي المستمر وإمكانية تباطؤ الاقتصاد.

تداولت البيتكوين بالقرب من مستوى 108,000 دولار (ما يعادل 80,244 جنيهًا إسترلينيًا)، ويأتي هذا التراجع بعد أن سجّلت العملة الرقمية مستوى قياسيًا جديدًا فوق 111,000 دولار في 22 مايو.

محضر الفيدرالي يحذر من "خيارات صعبة" قادمة

كشف محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، المنعقد في 6 و7 مايو، عن تحذير مسؤولي البنك المركزي من أنهم قد يواجهون قريبًا "مفاضلات صعبة" نتيجة استمرار التضخم وبدء ارتفاع معدلات البطالة.

وأشار المسؤولون أيضًا إلى مخاطر تهدد الاستقرار المالي، لافتين إلى تقلبات سوق السندات الأخيرة، ومحذرين من أن تغيّر التصورات بشأن وضع الدولار الأمريكي كملاذ آمن قد تكون له تداعيات طويلة الأمد على الاقتصاد العالمي.

تراجع في السوق الرقمية بأكملها

لم يكن البيتكوين وحده المتأثر، إذ انخفضت القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية بأكثر من 2%، لتصل إلى نحو 3.54 تريليون دولار، وفقًا لبيانات كوين جيكو.

وقال جاج كونر، رئيس قسم المشتقات في منصة بيتفينيكس: "محضر الفيدرالي هذا الأسبوع وبيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية (Core PCE) المرتقبة تأتيان في وقت حساس للأصول المعتمدة على العوامل الكلية مثل البيتكوين".

وأضاف: "المتداولون لا يراقبون فقط مؤشرات على أسعار الفائدة، بل يبحثون أيضًا عن كيفية تفسير الفيدرالي لمخاطر التضخم في ظل السياسات الجمركية الجديدة، لا سيما بعد أن فرضت الولايات المتحدة رسومًا بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي".

الأسهم الأمريكية تتراجع أيضًا

شهدت الأسهم الأمريكية تراجعًا طفيفًا يوم الأربعاء، حيث هبط مؤشر S&P 500 بنسبة 0.6%، لكنه لا يزال أقل بـ 4.2% فقط من أعلى مستوياته على الإطلاق.

كما انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 244 نقطة (ما يعادل 0.6%)، وتراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.5%.

جاء هذا التباطؤ في الأسواق قبيل إعلان نتائج شركة Nvidia التي كانت محل ترقب كبير، حيث تراجعت أسهم الشركة بنسبة 0.5% قبل صدور التقرير.

تحسّن في العقود الآجلة خلال التداولات الليلية

رغم تراجع السوق يوم الأربعاء، تحسنت المعنويات في التداولات الليلية. فقد أشارت العقود الآجلة إلى افتتاح قوي في نيويورك صباح الخميس، حيث ارتفعت عقود داو بنسبة 1.16%، وعقود S&P 500 بنسبة 1.47%، وناسداك بنسبة 1.82%.

جاء هذا التفاؤل بعد صدور قرار تاريخي من محكمة تجارية أمريكية يوم الأربعاء، ألغى معظم رسوم الرئيس السابق دونالد ترامب الجمركية المعروفة باسم "يوم التحرير"، معتبرًا أن ترامب تجاوز سلطاته الدستورية بفرض رسوم واسعة على الشركاء التجاريين الرئيسيين.

وقد قضت محكمة التجارة الدولية بأن الدستور الأمريكي يمنح الكونغرس حصريًا سلطة تنظيم التجارة الخارجية، وأن سلطة الرئيس الطارئة لحماية الاقتصاد المحلي لا تتفوق على هذه السلطة.

نائب الرئيس الأمريكي يتحدث في مؤتمر البيتكوين2025

تزامن تحرّك أسعار البيتكوين هذا الأسبوع مع مؤتمر البيتكوين السنوي الجاري حاليًا في مدينة لاس فيغاس، حيث ألقى نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، كلمة أمام جمهور من المهتمين بالعملات الرقمية.

وفي خطابه يوم الأربعاء، أشار فانس إلى أن موقف الصين المتشدد من البيتكوين يجب أن يكون دافعًا للولايات المتحدة لتبني هذا الأصل الرقمي وتعزيز تفوقها الاستراتيجي في هذا القطاع.

يُذكر أن الصين قد حظرت تداول وتعدين العملات الرقمية منذ عام 2021.

وقال فانس: "جمهورية الصين الشعبية لا تحب البيتكوين، والسؤال الذي علينا أن نطرحه هو: لماذا؟ إذا كانت أكبر خصومنا تتخذ موقفًا معاديًا من البيتكوين، فربما على الولايات المتحدة أن تسير في الاتجاه المعاكس".

وأكد أن البيتكوين سيكون "أصلًا استراتيجيًا" للولايات المتحدة خلال العقد المقبل، مشيرًا إلى الأمر التنفيذي الذي وقّعه ترامب في مارس لتأسيس احتياطي استراتيجي من البيتكوين باستخدام الرموز التي تحتفظ بها الحكومة الأمريكية.

وأشار إلى أن الأصول الرقمية تشهد انتعاشًا في ظل إدارة ترامب، الذي أعلن خلال حملته الانتخابية عن عزمه أن يكون "رئيس العملات الرقمية".

اكتتاب "سيركل" يلفت أنظار "بلاك روك"

في سياق آخر، تتواصل جهود التكامل بين التمويل التقليدي والعملات الرقمية، حيث أفادت مصادر مطّلعة، نقلًا عن بلومبرغ، بأن شركة إدارة الأصول العالمية بلاك روك (BlackRock) تخطط للاستحواذ على نحو 10% من الأسهم المطروحة في اكتتاب شركة Circle Internet Financial، الجهة المصدرة للعملة المستقرة USDC.

وكانت شركة "سيركل" قد قدمت طلبًا للطرح العام في بورصة نيويورك في 27 مايو.

ويشمل الاكتتاب طرح 24 مليون سهم من الفئة A، منها 9.6 مليون سهم من الشركة نفسها و14.4 مليون من المساهمين الحاليين.

يهدف الاكتتاب إلى جمع ما يصل إلى 624 مليون دولار، وأبدت شركة Ark Invest، التي تديرها كاثي وود، اهتمامها بشراء ما يصل إلى 150 مليون دولار من الأسهم.

كما تم تحديد خيار احتياطي للمكتتبين لطرح 3.6 مليون سهم إضافي إذا كان الإقبال قويًا، مما يساعد في احتواء تقلبات السوق وتلبية الطلب من المستثمرين.