استقرار إيجابي لأسعار الذهب مع الاستقرار السلبي لمؤشر الدولار بالقرب من الأعلى له في قرابة عامين

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار الذهب في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتدادها للجلسة الثالثة من الأدنى لها منذ 26 من كانون الأول/ديسمبر وسط انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي موضحاً ارتداده للجلسة الثانية من الأعلى له منذ 16 من أيار/مايو من عام 2017 وفقاً للعلاقة العكسية بينهما على أعتاب قرارات وتوجهات البنك المركزي الياباني بالإضافة إلى التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الخميس من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم.

في تمام الساعة 03:10 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار الذهب تسليم 15 حزيران/يونيو القادم 0.03% لتتداول حالياً عند 1,278.30$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 1,277.90$ للأونصة، وسط انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي 0.07% إلى مستويات 98.03 مقارنة بالافتتاحية عند 98.10.

هذا وتتطلع الأسواق حالياً لما سوف يسفر عنه اجتماع البنك المركزي الياباني الذي قد يبقي من خلاله صانعي السياسة النقدية لدى بنك اليابان على أسعار الفائدة عند مستوياتها السلبية 0.10% بالتزامن مع الكشف عن بيان السياسة النقدية وقبل المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك المركزي الياباني هاروهبكو كورودا في العاصمة اليابانية طوكيو.

وفي سياق أخر، تتطلع الأسواق لما سوف يسفر عنه لقاء رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي مع قادة الاتحاد الأوروبي وذلك قبل توجهه إلى واشنطون لحضور قمته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي من المرتقب أن يتباحث خلالها التوصل لاتفاق تجاري لليابان مع الولايات المتحدة، كما قد يسعى أيضا للحصول على تمديد أمد إعفاء بلاده من الوقوع تحت طائلة العقوبات الاقتصادية الأمريكي على إيران ومستوردي النفط الإيراني.

على الصعيد الأخر، يترقب المستثمرين من قبل الاقتصاد الأمريكي للكشف عن قراءة مؤشر طلبات البضائع المعمرة التي تمثل نحو نصف الإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة، والتي قد تعكس ارتفاعاً 0.7% مقابل تراجع 0.3% في شباط/فبراير الماضي، كما قد تظهر القراءة الجوهرية للمؤشر ذاته ارتفاعاً 0.2% مقابل تراجع 0.1% في شباط/فبراير.

ويأتي ذلك بالتزامن مع صدور قراءة مؤشر طلبات الإعانة والتي قد تظهر ارتفاعاً بواقع 7 ألف طلب إلى 199 ألف طلب خلال الأسبوع المنقضي يوم السبت الماضي، كما قد توضح قراءة مؤشر طلبات الإعانة المستمرة ارتفاعاً بواقع 29 ألف طلب إلى 1,682 ألف طلب خلال الأسبوع المنقضي في 13 من هذا الشهر، وذلك قبل أن نشهد الكشف عن التقرير النصف سنوي لوزارة الخزانة الأمريكية حيال السياسات الاقتصادية الدولية وأسعار الصرف.

ويذكر أن المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز صرحت الثلاثاء الماضي أن الممثل التجاري للولايات المتحدة روبرت لايتيزر ووزير الخزانة الأمريكية ستيفن موشين سيتوجهان إلى بكين بحلول نهاية الشهر الجاري لإجراء جولة أخرى من المحادثات التجارية وسيجتمعون من نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو هو والذي سيرأس وفداً صينياً سيزور واشنطون لإجراء المزيد من المناقشات والمحدثات التجارية في الثامن من أيار/مايو المقبل.

بخلاف ذلك، يتوقع الخبراء لدى مصرف ستاندرد تشارترد ارتفاع أسعار الذهب مرة أخرى نحو أعلى مستوياته التي حققها العام الماضي إلى 1,365$ للأونصة وذلك في بعد أن اقتربت أسعاره من مرحلة ذروة البيع وتراجعها للأدنى لها هذا العام، وسط إفادة الخبراء بأن أحد الافتراضات الرئيسية التي قد تدعم تعافي الأسعار هي تمسك بنك الاحتياطي الفيدرالي بسياسة الصبر وتعليق خطط تشديد السياسة النقدية ورفع الفائدة.

وأفاد الخبراء بأن تلك الافتراضية ترتكز على استعداد الاحتياطي الفيدرالي للركود المحتمل بحلول عام 2021، ما قد يدعم أداء الذهب الذي يعد ملاذ آمن، وذلك مع تطرقهم إلى ارتفاع مشتريات المصارف المركزية العالمية بشكل موسع وارتفاع الطلب على الذهب من قبل الصين والهند مؤخراً والذي قد يدعم أيضا بدورة الأسعار، ووفقاً لذلك يتوقعوا ارتفاع الأسعار إلى 1,365$ للأونصة وأن يكون متوسط الأسعار العام القادم 1,375$ للأونصة.