استقرار إيجابي للعقود الآجلة لأسعار الذهب مع توالي ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي من الأعلى له في شهرين

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار الذهب في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الآسيوية وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الثانية على التوالي من الأعلى له منذ 17 من كانون الأول/ديسمبر الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب حديث عضوة اللجنة الفيدرالية ورئيسة بنك كانساس سيتي الاحتياطي الفيدرالي استير جورج حيال التوقعات الاقتصادية في مكتبة كانساس سيتي العامة وعلى أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الأربعاء من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم.

في تمام الساعة 04:13 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار الذهب تسليم 15 نيسان/أبريل القادم 0.15% لتتداول حالياً عند 1,316.20$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 1,314.30$ للأونصة، وسط انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي 0.05% إلى مستويات 96.65 موضحاً توالي ارتداده من الأعلى له في شهرين مقارنة بالافتتاحية عند 96.73.

هذا وقد تابعنا أمس الثلاثاء أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن كون الصين أبدت رغبتها في التوصل لاتفاق، موضحاً أن هناك فريق ضخم في الصين يسعى لإيجاد اتفاق متبادل وأن إدارته ترقب عن كثب المحادثات الرسمية غداً الخميس وبعد غد الجمعة بين وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين والممثل التجاري روبرت لايتايزر في بكين مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو هو الذي زار الولايات المتحدة في نهاية الشهر الماضي.

وأكد ترامب أنه لن يجتمع مع نظيره الرئيس الصيني شي جينبينج قبل نهاية هذا الشهر، إلا أنه بينما قد يكون هناك اجتماع مشترك للتصديق على الاتفاق التجاري، مع أفدته بأنه قد يتم اللجوء لمد مهلة الهدنة لما بعد مطلع آذار/مارس القادم للتوصل لاتفاق تجاري، بخلاف ذلك، نوه أيضا ترامب لكونه يتطلع للعمل مع الحزبين الديمقراطي والجمهوري للتوصل لاتفاق حيال الموازنة، واستبعد احتمالية حدوث إغلاق جزئي أخر للحكومة الفيدرالية.

وفي سياق أخر، نوه محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أيضا بالأمس لكون البيانات الاقتصادية تؤكد على أن الاقتصاد الأمريكي في وضع جيد وأن معدلات البطالة تستقر عند الأدنى لها في نصف قرن من الزمان، مع تطرقه لكون هناك بعض الفئات في المجتمع الأمريكي لا تشعر بالرخاء بعد، وأن انعكاس تحركات الفائدة على الأسواق يستغرق بعض الوقت، موضحاً أنه لا يرى أن مخاطر الركود الاقتصادي مرتفعه.

ورداً على تساؤلات بعض الصحفيين في منتدى السياسة الريفية لمؤسسة الأمل في ميسيسيبي عقب إلقاء باول لخطابه الذي كان تحت عنوان "التنمية الاقتصادية في المجتمعات الريفية عالية الفقر"، أعرب باول عن كون زيادة نسبة المشاركة في سوق العمل ذات أولوية مرتفعة للاحتياطي الفيدرالي، موضحاً أن الاقتصاد الأمريكي يقترب من مستويات التوظيف الكامل.

ويذكر أن محافظة بنك الاحتياطي الفيدرالي السابقة جانيت يلين أعرب الخميس الماضي عن كونها تتوقع أن تكون الخطوة المقبلة من قبل الاحتياطي الفيدرالي حيال أسعار الفائدة هي الخفض وبالأخص في حالة تسبب تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي ضرر بالاقتصاد الأمريكي، موضحة أن قرار خفض الفائدة سيكون متاحاً في تلك الحالة، ومضيفة أنه في حالة تنامي الضرر فأن الفيدرالي سيعود لسياسات التخفيف الكمي مجدداً.

وتتوجه أنظار المستثمرين حالياً لما سوف تسفر عنه بيانات التضخم لأكبر اقتصاد في العالم مع صدور قراءة مؤشر أسعار المستهلكين والتي قد تعكس نمو 0.1% مقابل انكماش 0.1% في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بينما قد تظهر القراءة الجوهرية للمؤشر ذاته استقرار النمو عند 0.2% دون تغير يذكر عن ما كانت عليه في كانون الأول/ديسمبر، وقد تعكس القراءة السنوية للمؤشر تباطؤ النمو إلي 1.5% مقابل 1.9%.

وفي نفس السياق، قد تظهر القراءة الجوهرية السنوية لمؤشر أسعار المستهلكين تباطؤ النمو إلى 2.1% مقابل 2.2% في القراءة السنوية السابقة لشهر كانون الأول/ديسمبر، وذلك قبل أن نشهد من قبل وزارة الخزانة الأمريكية قراءة الميزانية الخزانة والتي قد تعكس تقلص العجز إلى ما قيمته 10.5 مليار مقابل ما قيمته 204.9 مليار في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

على الصعيد الأخر، فقد تطرقت إحصائيات مجلس الذهب العالمي في نهاية الشهر الماضي لارتفاع مشتريات المصارف المركزية العالمية من الذهب خلال عام 2018 لأعلى مستوى لهم منذ عام 1967، حيث ارتفعت مشترياتهم إلى 651.5 طن متري بزيادة 74% عن ما كانت عليه في عام 2017  حينما بلغت 375 طن متري مع اتساع إقبال العديد من الدول على شراء المعدن الأصفر على رأسهم روسيا بواقع 274 طن متري والتي تفوقت على الصين أكبر مستهلك للمعادن عالمياً وتلهم كل من بولندا وكازاخستان.

وأفاد المجلس أن نسب الاستهلاك العالمي من الذهب ارتفعت خلال العام الماضي إلى 4,345.1 طن متري مقابل 4,159.9 طن متري في 2017، كما ارتفعت استثمارات التجزئة في السبائك والعملات الذهبية 4% إلى 1,090.2 طن متري بدعم زيادة الطلب الإيراني بواقع 222% إلى 62 طن متري، بينما استقر الطلب على المجوهرات قرابة 2,200 طن متري مع تعويض زيادة الاستهلاك في كل من الصين، الولايات المتحدة وروسيا لانخفاض الطلب من الشرق الأوسط والهند. 

وفي المقابل انخفض الطلب من المؤسسات المالية بواقع 67% عن ما كانت عليه في 2017، وذلك حينما ارتفع المعروض العالمي من الذهب 1% إلى إجمالي 4,490.2 طن متري في 2018، ويذكر أن العقود الآجلة لأسعار الذهب حققت الشهر الماضي رابع مكاسب شهرية لها على التوالي موضحة أطول مسيرات مكاسب شهرية لها منذ أواخر عام 2010 وذلك بعد أن أنهت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي أطول مسيرات خسائر شهرية لها منذ أواخر عام 1996.