ما الأفضل.. شراء مجوهرات الذهب أم تداول عقود الذهب بحساب اسلامي؟

يعد الذهب أحد أهم المعادن الثمينة التي تجذب نسبة كبيرة من المستثمرين حول العالم، ويرتفع الطلب عليه باستمرار، حيث أنه أحد أهم الأصول التي يتم اللجوء إليها في أوقات الركود الاقتصادي والتضخم، ومن أجل التحوط في أوقات الأزمات.

ولكن التساؤل المثار دائمًُا، هو حول الطريفة الأفضل للاستثمار في الذهب، والتي تمكن من جني أكبر قدر من الأرباح، ما بين الطريقة التقليدية من خلال شراء الذهب في صورة مجوهرات أو سبائك أو عملات وتخزينه حتى يرتفع سعره ثم بيعه، أو من خلال التداول فيه بتعدد أشكال التداول والتي من أهمها العقود المستقبلية.

والإجابة ليست بسيطة، فالنتائج النهائية التي تحققها عملية الاستثمار في الذهب ستختلف من مستثمر لآخر وفقًا للعديد من العوامل المحيطة بالعملية الاستثمارية.

1) شراء مجوهرات الذهب

يعد شراء مجوهرات الذهب أو السبائك أو النقود الذهبية الطريقة التقليدية للاستثمار في الذهب، حيث يتم شراء القطع الذهبية والاحتفاظ بها حتى زيادة سعرها ثم بيعها وبالتالي تحقيق مكاسب استثمارية، وبالرغم من أن هذه الطريقة بسيطة ولا تحتاج إلى وسيط كما هو الحال في الاستثمار في الذهب عن طريق التداول أو فهم لقواعد أسواق التداول وآلياتها، وهذا هو أهم ما يميزها، إلا أنها لا تخلو من العيوب والمخاطر.

ومن مشكلات ومخاطر الاستثمار في الذهب عن طريق شرائه بشكل مباشر التالي:

مشكلات التخزين

يمكن أن يكون شراء الذهب طريقة جيدة للاستثمار به إذا كان حجم رأس المال المخصص للاستثمار محدود وصغير وبالتالي يكون من السهل نسبيًا تخزين هذا الذهب، ولكن إذا كان حجم الاستثمار كبير فبالتالي يتم شراء كميات كبيرة من الذهب والتي سيصعب تخزينها، لذلك قد يضطر المستثمر في هذه الحالة إلى تأجير خزنة في أحد البنوك ودفع رسوم مالية كبيرة.

صعوبة التأمين

شراء الذهب بالطريقة التقليدية يثير معضلة حول كيفية حمايته عند نقله والاحتفاظ به، ففي حالة التعرض للسطو أو السرقة سيتعرض المستثمر لخسارة كبيرة.

مخاطر الاحتيال

شراء الذهب يتطلب البحث عن تاجر موثوق عند الشراء أو البيع،  لضمان عدم التعرض للاحتيال، وكذلك متابعة الأسعار الفورية للحصول على صفقة شراء عادلة.

عدم سهولة عقد الصفقات

يعد عامل التوقيت هو الأهم لتحقيق الربح عند الاستثمار في سلعة معينة، من خلال سرعة اتخاذ قرار البيع أو الشراء وتنفيذه عند وصول الأسعار لنقطة محددة، وفي حالة الاستثمار في الذهب بالطريقة التقليدية قد يواجه المستثمر مشكلة في هذا الأمر فقد لا يجد الكمية المناسبة التي يرغب في شرائها بشكل فوري عند اتخاذ قرار الشراء، وكذلك الأمر فيما يتعلق بإيجاد مشتري يتوفر لديه المال الكافي لشراء الكمية التي يرغب في بيعها عند اتخاذ قرار البيع.

2) الاستثمار في عقود الذهب المستقبلية

يعد الاستثمار في الذهب عن طريق التداول هو الطريقة الأكثر تقدمًا والتي يتم من خلالها تلافي المخاطر التابعة لشرائه وتخزينه لبيعه لاحقًا، من خلال الاستثمار فيه دون شرائه فعليًا، ونظرًا لأن التداول هو الوسيلة الأكثر تقدمًا فهي بالطبع تتطلب المواكبة والمعرفة بآليات عمل أسواق التداول والاستراتيجيات المختلفة.

وهناك عدة طرق للتداول في الذهب، ومن أهم هذه الطرق هي العقود المستقبلية، والتي يتم من خلالها الاستثمار في الذهب في وقت لاحق مع تحديد السعر عند التعاقد وهو ما يسمى بسعر التنفيذ، وتتم العقود المستقبلية من خلال وسيط بين المشتري والبائع.

ومن أهم مميزات تداول عقود الذهب المستقبلية التالي:

• يتم تحقيق الأرباح على أساس يومي طوال مدة سريان العقد.
• يمكن تسوية العقد قبل تاريخ الاستحقاق.
• هناك هامشين في العقود المستقبلية، وهما، الهامش الأساسي أي المبلغ الذي يتم إيداعه للشراء، والهامش المتغير والذي يسمى هامش الوقاية، والمخصص لتغطية أي خسائر محتملة قد تحدث عند تقلبات الأسعار خلال مدة سريان العقد.

وكما هناك مميزات عديدة توجد بعض المخاطر في تداول عقود الذهب المستقبلية، وتتمثل في:

• تحقق الخسائر بشكل يومي كما تتحقق الأرباح بشكل يومي طوال مدة سريان العقد.
• ارتفاع حجم المخاطر، حيث أنه في حالة الخسارة قد يخسر المستثمر قيمة العقد الإجمالية.

الطريقة الأفضل لجني الأرباح من الاستثمار في الذهب

كما ذكرنا سابقًا، فلكل طريقة لتداول الذهب عيوبها ومميزاتها، ولكن العامل الأهم بالنهاية هو جني الأرباح، فالطريقة التي تمكن المستثمر من تحقيق أكبر قدر من الأرباح ستكون بالطبع هي الأكثر نجاحًا بالنسبة له، ولكن هذا الأمر لا يمكن قياسه من خلال مقارنة بسيطة، وإنما يتوقف على العديد من العوامل، منها حجم رأس المال المخصص للاستثمار، ومدة الاستثمار، وملائمة كل طريقة للمستثمر وأولوياته وظروفه.

فقد يكون الاستثمار في الذهب عن طريق الشراء المباشر وسيلة لجني الأرباح إذا كان المستثمر يتبع استراتيجية المدى الطويل، أي شراء الذهب و تخزينه لفترات طويلة حتى يزيد سعره، حيث أنه لا يمكن الاستثمار في الذهب بهذه الطريقة على المدى القصير، فمن الصعوبة البيع والشراء بشكل يومي أو أسبوعي مثلًا للاستفادة من التغيرات الطفيفة في السعر، نظرًا لصعوبات البيع والشراء والنقل التي ذكرناها سابقًا، وكذلك رسوم الدمغات والضرائب التي يدفعها المستثمر عند كل صفقة.

أما إذا كان المستثمر يريد تحقيق أرباح على مدى قصير، فإن العقود المستقبلية هي الوسيلة الأفضل، حيث أنها كما ذكرنا، تحقق أرباح كلما ارتفع سعر الذهب خلال مدة سريان العقد، كما أنه يمكن تسوية العقد قبل تاريخ الاستحقاق، وجميع هذه العمليات تتم بشكل فوري وإلكتروني.

كيفية تداول عقود الذهب المستقبلية

تعد العقود المستقبلية أحد أفضل الطرق للاستثمار في الذهب عن طريق التداول، ويتم تداول عقود الذهب المستقبلية، عن طريق اختيار أحد شركات التداول الموثوقة وإنشاء حساب مع الشركة، والتسجيل على المنصة التي تدعمها الشركة ثم البدء في عقد صفقات التداول.

ويعد اختيار شركة التداول الوسيطة أحد أهم عوامل تحقيق المكاسب من تداول الذهب، حيث تقوم الشركة بتوجيهك نحو الخيارات الأفضل، وتقديم الاستشارات والدعم الفني والأدوات التحليلية اللازمة وأنواع الحسابات المختلفة من أجل التداول بسهولة.

ومن أهم شركات التداول المرخصة والموثوقة في الشرق الأوسط، والتي تقدم خدمات تداول عقود الذهب المستقبلية، شركة XM، وهي شركة دولية تقدم خدماتها من خلال مكاتبها المنتشرة حول العالم، ومن أهمها مكتبها في دبي، وأهم ما يميز الشركة هو تنفيذ الأوامر دون رفض أو إعادة تسعير، وكذلك الحماية من الرصيد السلبي.

كما تقدم الشركة خيار حسابات التداول الإسلامية، وهي حسابات مناسبة لمن يرغبون في التداول وفق مبادئ الشريعة الإسلامية، حيث أنها حسابات خالية من عمولة التبييت وهي الفوائد التي يتم دفعها للبنك مقابل ترك الحساب مفتوح لليوم التالي.