ارتفاع أسعار النفط بنحو الواحد بالمائة متغاضية عن ارتداد مؤشر الدولار من الأدنى له 38 شهراً في أخر جلسات الأسبوع

ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام للجلسة الثالثة على التوالي لتعد بصدد أول مكاسب أسبوعية في ثلاثة أسابيع متغاضية عن ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي من الأدنى له منذ 17 من كانون الأول/ديسمبر من عام 2014 وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الجمعة عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً.

في تمام الساعة 05:55 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي "نيمكس" تسليم 15 آذار/مارس المقبل 0.72% لتتداول حالياً عند مستويات 61.78$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 61.34$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 نيسان/أبريل القادم 1.13% لتتداول عند 65.06$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 64.33$ للبرميل، بينما ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.40% ليتداول حالياً عن مستويات 88.95 مقارنة بالافتتاحية عند 88.59.

هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم الكشف عن بيانات سوق الإسكان التي أظهرت ارتفاع المنازل المبدوء إنشائها وتصريح البناء في الولايات المتحدة بصورة فاقت التوقعات خلال كانون الأول/يناير، حيث أوضحت قراءة مؤشر المنازل المبدوء إنشاؤها ارتفاعاً بنسبة 9.7% لنحو 1,326 ألف منزل، مقابل تراجع بنسبة 6.9% عند نحو 1,209 ألف منزل في كانون الأول/ديسمبر، متفوقة بذلك على التوقعات عند ارتفاع 3.5% لنحو 1,234 ألف منزل.

كما ارتفعت قراءة مؤشر تصريح البناء بنسبة 7.4% لنحو 1,396 ألف تصريح مقابل تراجع بنسبة 0.2% عند نحو 1,300 ألف تصريح في كانون الأول/ديسمبر، بخلاف التوقعات التي أشارت إلى تراجع 0.7% لنحو 1,290 ألف تصريح، وجاء ذلك بالتزامن مع صدور مؤشر أسعار الواردات والتي أوضحت تسارع وتيرة النمو إلى 1.0% مقابل 0.2% في كانون الأول/ديسمبر، متفوقة على التوقعات عند 0.6%.

وصولاً إلى الكشف عن القراءة الأولية لمؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين والتي قد أظهرت اتساعاً إلى ما قيمته 99.9 مقابل ما قيمته 95.7 في كانون الثاني/يناير الماضي، بخلاف التوقعات عند 95.4، وذلك مع ارتفاع مؤشر الأوضاع الاقتصادية الحالية والتوقعات الاقتصادية بالتزامن مع استقرار توقعات التضخم لعام واحد ولخمسة أعوام عند 2.7% و2.5% على التوالي دون تغير يذكر عن ما كانت عليه في كانون الثاني/يناير.

بخلاف ذلك، فقد أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة لمخزونات النفط يوم الأربعاء الماضي تقلص الفائض إلى 1.8 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في التاسع من شباط/فبراير مقابل 1.9 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات عند فائض 2.8 مليون برميل، لنشهد ارتفاع المخزونات إلى 422.1 مليون برميل، وبذلك تعد المخزونات أدنى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.

كما أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 3.6 مليون برميل، وتعد بذلك المخزونات أعلى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد تراجعت 0.5 مليون برميل، لتظل بذلك المخزونات ضمن النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.

على الصعيد الأخر، فقد تابعنا في وقت سابق اليوم التصريحات الصحفية لرئيس منظمة الدول المنتجة للنفط الخام أوبك ووزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي والتي أعرب من خلالها أن منتجي النفط بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا يعملون في الوقت الحالي على صاغية مسودة اتفاق تحالف طويل الأجل بحلول نهاية العام الجاري 2018.

كما أفاد المزروعي أن منظمة أوبك وجهت أعضاءها للعمل على زيادة المخزونات النفطية للتخفيف من أي تأثيرات مستقبلية لأي ارتفاعات كبيرة في الأسواق خلال العام، وجاء ذلك عقب ساعات من تأكيد ووزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك على أن تذبذب الأسعار في الأسواق أمر طبيعي وسوف يستمر بشكل دائم، موضحاً أنه يتوقع أن يتراوح سعر البرميل ما بين 50$ و70$ ومضيفاً أنه من المرجح أن يكون متوسط السعر 60$ للبرميل في 2018.

ويذكر أن الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو نوه في وقت سابق من هذا الأسبوع أن سوق النفط في طريقه لاستعادة التوازن مرة أخرى وأن الطلب على النفط في 2018 عند مستويات مناسبة، موضحاً أن الإطار المؤسسي الذي يحكم سوق النفط قوي جداً خلال العام الجاري ومضيفاً أن بيانات شهر كانون الثاني/يناير تشير إلى التزام المنتجين باتفاق خفض الإنتاج العالمي بواقع 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية 2018.

وقد أكد وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أيضا في وقت سابق من هذا الأسبوع على أنه من الأفضل لمنظمة أوبك ومنتجي النفط عدم التسرع في إنهاء خفض الإنتاج وذلك لحين حدث نقص طفيف في إمدادات النفط في الأسواق، موضحاً أن المنظمة وحلفائها سوف يدرسون خلال الفترة المقبلة عدة قضايا من بينها قياس متوسط الخمسة أعوام الماضية للمخزونات ومضيفاً أن بلاده وروسيا متفقتان على ضرورة التعاون من أجل العمل على إعادة التوازن لسوق النفط.

ونود الإشارة إلى أن أحدث تطلعات وكالة الطاقة الدولية لسوق النفط تضمنت في مطلع الأسبوع الجاري رفع الوكالة لتوقعاتها حيال الطلب على النفط خلال العام الجاري 2018 إلى 1.4 مليون برميل يومياً من 1.3 مليون برميل يومياً في التطلعات السابقة وأنه من المتوقع أن يرتفع المروض النفطي من خارج منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك بقيادة الإنتاج الأمريكي خلال العام بوتيرة سريعة قد تتجاوز معدلات الطلب.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية استقرار المعروض النفطي عند 59.9 مليون يومياً خلال العام الجاري 2018 مقارنة بنحو 58.2 مليون برميل يومياً خلال العام السابقة 2017، كما أفادت الوكالة أن الإنتاج النفطي الأمريكي قد يتجاوز المملكة العربية السعودية أكبر منتج لدى منظمة أوبك وثاني أكبر منتج عالمياً بعد روسيا والتي تعد أكبر مصدر للنفط الخام عالمياً وذلك بحلول نهاية العام، وأنه قد يتخطي أيضا الإنتاج الروسي.

ويذكر أن التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز أظهر الجمعة الماضي ارتفاع منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 26 منصات، ليصل بذلك إجمالي المنصات العاملة هناك نحو 791 منصة آنذاك، موضحة ثالث زيادة أسبوعية على التوالي والأعلى لها منذ الأسبوع المنقضي في 20 من كانون الثاني/يناير من 2017، مما يعزز تسارع نمو إنتاج النفط الأمريكي وتوالي تحقيقه لمستويات قياسية جديدة.

بالنظر إلى الإنتاج الأمريكي من النفط الخام فقد ارتفع بواقع 20 ألف برميل في خامس زيادة أسبوعية إلى نحو 10.27 مليون برميل يومياً ليعكس أعلى مستوى للإنتاج الأمريكي على الإطلاق عقب ارتفاعه بأكثر من 20% منذ منتصف عام 2016 ليتجاوز بذلك إنتاج المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط الخام عالمياً ويعد قريب من الإنتاج روسيا أكبر منتج للنفط الخام عالمياً.