ارتفاع أسعار النفط مع توالي ارتداد مؤشر الدولار من الأعلى له في شهرين والأنظار على المخزونات الأمريكية

ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بقرابة الواحد بالمائة خلال الجلسة الآسيوية وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الثانية على التوالي من الأعلى له منذ 17 من كانون الأول/ديسمبر الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الأربعاء من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر منتج ومستهلك للطاقة عالمياً.

والتي تتضمن الكشف عن تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط والذي قد يعكس اتساع الفائض في مخزونات النفط الأمريكي إلى 2.1 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي مع الثامن شباط/فبراير الجاري مقابل 1.3 مليون برميل في الأسبوع السابق، بالتزامن مع التطلع إلى فعليات الجولة الثالثة من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين أكبر مستورد للطاقة عالمياً في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

وفي تمام الساعة 04:27 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام "نيمكس" تسليم 15 آذار/مارس 0.60% لتتداول عند مستويات 53.66$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 53.35$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" تسلم 15 آذار/مارس 0.80% لتتداول عند 63.06$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 62.65$ للبرميل، وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.05% إلى مستويات 96.65 مقارنة بالافتتاحية عند 96.73.

هذا ويترقب المستثمرين من قبل الاقتصاد الأمريكي للكشف عن بيانات التضخم مع صدور قراءة مؤشر أسعار المستهلكين والتي قد تعكس نمو 0.1 مقابل انكماش 0.1% في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بينما قد تظهر القراءة الجوهرية للمؤشر ذاته استقرار النمو عند 0.2% دون تغير يذكر عن ما كانت عليه في كانون الأول/ديسمبر، وقد تعكس القراءة السنوية للمؤشر تباطؤ النمو إلي 1.5% مقابل 1.9%.

وفي نفس السياق، قد تظهر القراءة الجوهرية السنوية لمؤشر أسعار المستهلكين تباطؤ النمو إلى 2.1% مقابل 2.2% في القراءة السنوية السابقة لشهر كانون الأول/ديسمبر، وذلك قبل أن نشهد من قبل وزارة الخزانة الأمريكية قراءة الميزانية الخزانة والتي قد تعكس تقلص العجز إلى ما قيمته 10.5 مليار مقابل ما قيمته 204.9 مليار في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

بخلاف ذلك، فقد تابعنا أمس الثلاثاء أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن كون الصين أبدت رغبتها في التوصل لاتفاق، موضحاً أن هناك فريق ضخم في الصين يسعى لإيجاد اتفاق متبادل وأن إدارته ترقب عن كثب المحادثات الرسمية غداً الخميس وبعد غد الجمعة بين وزير الخزانة ستيفن منوشين والممثل التجاري روبرت لايتايزر في بكين مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو هو الذي زار الولايات المتحدة في نهاية الشهر الماضي.

وأكد ترامب أنه لن يجتمع مع نظيره الرئيس الصيني شي جينبينج قبل نهاية هذا الشهر، إلا أنه قد يكون هناك اجتماع مشترك للتصديق على الاتفاق التجاري، مع أفدته بأنه قد يتم اللجوء لمد مهلة الهدنة لما بعد مطلع آذار/مارس القادم للتوصل لاتفاق تجاري، بخلاف ذلك، نوه أيضا ترامب لكونه يتطلع للعمل مع الحزبين الديمقراطي والجمهوري للتوصل لاتفاق حيال الموازنة، واستبعد احتمالية حدوث إغلاق جزئي أخر للحكومة الفيدرالية.

على الصعيد الأخر، فقد تابعنا أيضا بالأمس كشف منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك عن تقريرها الشهري الذي أفادت من خلاله أنها ترى انخفاض الطلب لديها من النفط بواقع 240 ألف برميل يومياً خلال العام الجاري 2019، وأنها تتوقع أن ينخفض الطلب لديها بواقع 797 ألف برميل يومياً إلى 30.8 مليون برميل يومياً، مرجيه ذلك لتوقعاتها بزيادة المروض النفطي من قبل الدول المصدرة للنفط من خارج المنظمة خلال العام الماضي والجاري.

وفي نفس السياق، تتوقع منظمة أوبك أن يصل إنتاج المملكة العربية السعودية أكبر منتج لدى أوبك وثالث أكبر منتج عالمياً إلى 10.2 مليون برميل يومياً خلال كانون الثاني/يناير الماضي، مع العلم أن السعودية أكبر مصدر للنفط عالمياً كانت تستهدف إنتاج 10.3 مليون برميل يومياً مع دخول اتفاق أوبك لخفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً خلال النصف الأول من هذا العام حيز التنفيذ مع مطلع الشهر الماضي.

وفي المقابل، أعربت وكالة الطاقة الدولية أنه من المبكر الجزم بأنه هناك تباطؤ في نمو الطلب العالمي للنفط، مع الإفادة بأن النفط الصخري الزيتي الأمريكي يتأثر بشكل كبير بأسعار النفط الخام، وأن التوسع في خطوط الأنابيب سوف يزيد من إنتاج النفط الصخري الزيتي الأمريكي، وسط الإشارة إلى أنه على أوروبا استخدام تقنية الغاز الطبيعي المسال لتنويع إمدادات الطاقة لديها.

ونوه وزير الطاقة السعودي المهندس خالد الفالح أيضا بالأمس أن بلاده ستقوم بخفض إنتاجها النفطي إلى 9.8 مليون برميل يومياً خلال آذار/مارس المقبل، مع تأكيده على التزام السعودية باتفاق خفض الإنتاج العالم للنفط من قبل منظمة أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارج المنظمة، وأفادته بأن بلاده سوف تقوم بخفض صادراتها النفطية إلى 6.9 مليون برميل يومياً الشهر القادم.

كما أعرب المهندس الفالح أنه المملكة العربية السعودية تسعى إلى تطوير الأعمال الدولية لإنتاج واستكشف الطاقة والحد من الاعتماد على المواد الهيدروكربونية، بخلاف ذلك، تابعنا أيضا بالأمس نفى الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو ما تردد مؤخراً بأن أوبك تتلاعب في أسعار النفط، وبالأخص في أعقاب إقرار لجنة بمجلس النواب الأمريكي مشروع قانون يتيح المجال لمقاضاة منظمة أوبك على خلفية احتكار أسواق النفط.

ويذكر أن وزير الطاقة الإماراتي والرئيس الحالي لمنظمة أوبك سهيل المزروعي أعرب في مطلع هذا الأسبوع عن أهمية وصول أسواق النفط إلى التوازن بحلول نهاية الربع الأول الجاري من هذا العام، وسط أفادته بأنه من المتوقع استقرار أسعار النفط خلال ذلك الربع الفصلي، وتطرقه إلى أنه من السابق لأوانه مناقشة كيفية تعويض خسائر إنتاج النفط من بعض الدول المنتجة له.

كما نوه المزروعي آنذاك لكون التزام الدول الأعضاء لأوبك وحلفائهم المنتجين للنفط من خارج المنظمة باتفاق خفض الإنتاج خلال النصف الأول من هذا العام، مرضي إلى حد كبير، بخلاف ذلك، نود الإشارة لكون وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أفاد الخميس الماضي بأنه قد يتم مناقشة التعاون الدائم بين منظمة أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارج المنظمة وعلى رأسهم بلاده ثاني أكبر منتج للنفط عالمياً خلال اجتماع نيسان/أبريل.

ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 7 منصات إلى إجمالي 854 منصة خلال الأسبوع المنقضي في السابع من هذا الشهر، موضحة ارتدادها من الأدنى لها في عشرة أشهر، وجاء ذلك في أعقاب التقارير التي أفادت مؤخراً بأن الإنتاج الأمريكي للنفط استقر عند الأعلى له على الإطلاق عند 11.9 مليون برميل يومياً.

ويذكر أن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية قد أعلنت الشهر الماضي عن توقعاتها بارتفاع الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري إلى مستوى قياسي جديد خلال هذا الشهر إلى نحو 8,179 ألف برميل يومياً، ونود الإشارة الإنتاج النفطي للولايات المتحدة تخطي في 2018 كل من الإنتاج السعودي والروسي النفطي لتعد أمريكا أكبر منتج للنفط عالمياً.