استقرار سلبي لأسعار النفط بالقرب من الأعلى لها في ثلاثة أعوام ونصف مع ارتفاع مؤشر الدولار للأعلى له هذا العام

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط في نطاق ضيق مائل نحو التراجع خلال الجلسة الأمريكية لنشهد ارتدادها للجلة الثانية على التوالي من الأعلى لها منذ تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2014 وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي للأعلى له منذ 18 من كانون الأول/ديسمبر الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما وسط شح البيانات الاقتصادية اليوم الجمعة من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً وفي أعقاب تصريحا وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك.

في تمام الساعة 05:31 مساءاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي "نيمكس" تسليم 15 حزيران/يونيو المقبل 0.22% لتتداول حالياً عند مستويات 71.33$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 71.49$ للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 تموز/يوليو القادم 0.23% لتتداول عند 79.12$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 79.30$ للبرميل، وسط ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.15% ليتداول حالياً عند مستويات 93.61 موضحاً الأعلى له في خمسة أشهر مقارنة بالافتتاحية عند 93.47. 

هذا وقد تابعنا في وقت سابق اليوم عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم حديث عضوة اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح ورئيسة بنك كليفلاند الاحتياطي الفيدرالي لوريتا ميستر عن السياسة النقدية في مؤتمر السياسة النقدية والاحتياطي الكلي للبنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت والذي أعرب من خلاله أن الاقتصاد الأمريكي يقترب من تحقيق أهدف بنك الاحتياطي الفيدرالي، موضحة أن التطلعات الحالية للاقتصاد الأمريكي تعد الأفضل منذ فترة مطولة من الزمان.

كما نوهت ميستر أن رفع الفائدة على الأموال الفيدرالية قد يكون أحد أدوات التصدي للمخاطر التي تهدد الاستقرار المالي، موضحة أن استقرار النظام المالي أساسي لمواجهة أية مخاطر محتملة، ومضيفة أنه قد يكون هناك حاجة لمساعدة السياسة النقدية في ضمان الاستقرار المالي، وجاء ذلك قبل أن نشهد إلقاء عضوة اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح لايل برينارد خطاباً تحت عنوان "تحديث قانون إعادة الاستثمار المجتمعي" في مؤتمر تنمية المجتمع لتنمية الجوار والإسكان في نيويورك.

ويأتي ذلك عقب ساعات من أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط عجز 1.4 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 11 من أيار/مايو الجاري مقابل عجز 2.2 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات التي أشارت لعجز 1.1 مليون برميل، لنشهد انخفاض المخزونات إلى 432.4 مليون برميل، لتظل المخزونات أدنى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.

كما أوضح تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء الماضي تراجع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 3.8 مليون برميل، بينما لا تزال المخزونات أعلى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد انخفضت 0.1 مليون برميل، لتظل بذلك المخزونات أدنى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.

على الصعيد الأخر، فقد تابعنا أعرب وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك عن كون توازن الأسواق سوف يستغرق المزيد من الوقت، وجاء ذلك تعليقاً على إعلان المملكة العربية السعودية أن الوضع في سوق النفط لا يزال غير متوازن وأن المملكة على استعداد بالتعاون مع حلفائها تعويض أي نقص محتمل في إمدادات النفط، وذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب بلاده من اتفاق إيران النووي وإعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران والتي قد تؤدي بحلول مطلع العام المقبل لتراجع صادرات النفط الإيرانية بواقع 0.5 مليون برميل يومياً.

ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر اليوم فقد استقرت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة عند إجمالي 844 منصة عقب ارتفاعها للأسبوع السادس على التوالي الأسبوع الماضي لأعلى مستوى لها منذ آذار/مارس من عام 2015، ويذكر أن أسعار النفط ارتفعت بأكثر من 50% خلال عام متغاضية عن ارتفاع الإنتاج الأمريكي للنفط للأعلى له على الإطلاق عند 10.72 مليون برميل يومياً، ليقترب من مستويات إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط عالمياً عند 11.0 مليون برميل يومياً.