استقرار سلبي للعقود الآجلة لأسعار النفط لأول مرة في ثمانية جلسات مع ارتفاع الدولار

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط في نطاق ضيق مائل نحو التراجع لنشهد ارتداد عفود خام نيمكس للجلسة الثانية وارتداد عقود خام برينت من الأعلى لها منذ 26 من تشرين الثاني/نوفمبر، حينما عكست أسوء أداء يومي لها منذ نيسان/أبريل 2020 من جراء القلق من سلاسة فيروس كورونا الجديدة أوميكرون، وذلك مع ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الثالثة من الأدنى لها منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر وفقاً للعلاقة العكسية بينهم وفي أعقاب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الجمعة عن الاقتصاد الصيني أكبر مستورد للنفط عالمياً.

وفي تمام الساعة 03:49 صباحاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة لأسعار خام النفط "نيمكس" تسليم شباط/فبراير القادم 0.31% لتتداول عند مستويات 76.42$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند مستويات 76.66$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند مستويات 76.99$ للبرميل.

كما تراجعت العقود الآجلة لأسعار خام برنت تسليم آذار/مارس المقبل 0.23% لتتداول عند 78.97$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 79.15$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت التداولات أيضا على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند 79.53$ للبرميل، وذلك مع ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي 0.06% إلى 96.05 مقارنة بالافتتاحية عند 95.99، مع العلم أن المؤشر اختتم تداولات الأمس عند 95.97.

هذا وقد تابعنا كشف اتحاد الصين للوجستيات والمشتريات (CFLP) عن قراءات مؤشران مدراء المشتريات الصناعي والخدمي واللتان أفادتا باتساع القطاع الصناعي في أكبر دولة صناعية عالمياً إلى ما قيمته 50.3 مقابل 50.1 قي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أفضل من التوقعات التي أشارت لتقلص الاتساع إلى 50.0، واتساع القطاع الخدمي إلى ما قيمته 52.7 مقابل 52.3، أيضا أفضل من التوقعات التي أشارت لتقلص الاتساع إلى 52.0.

بخلاف ذلك، فقد تابعنا الأربعاء الماضي أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط للأسبوع المنقضي في 24 من كانون الأول/ديسمبر تقلص العجز إلى نحو 3.6 مليون برميل مقابل نحو 4.7 مليون برميل، بخلاف التوقعات التي أشارت لتقلص العجز إلى نحو 2.7 مليون برميل، لنشهد تراجع المخزونات إلى نحو 420.0 مليون برميل، لتعد المخزونات 7% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.

كما أوضح تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية آنذاك انخفاض مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر منتج ومستهلك للطاقة عالمياً وثاني أكبر دولة صناعية عالمياً، 1.5 مليون برميل، لتعد بذلك المخزونات 6% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام، كما تراجعت مخزونات المشتقات المقطرة 1.7 مليون برميل، لتعد بذلك المخزونات 14% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.

على الصعيد الأخر، ووفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والتي تم تحديثها الأربعاء في تمام 03:14 مساءاً بتوقيت جرينتش، فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس التاجي لقرابة 281.81 مليون حالة مصابة ولقي نحو 5,411,759 شخص مصرعهم، في حين بلغ عدد جرعات اللقاح المعطاة وفقاً لأخر تحديث من قبل منظمة الصحة العالمية حتى الثلاثاء الماضي، أكثر من 8,687 مليون جرعة.

بخلاف ذلك، فقد أظهر التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الأسبوع الماضي ارتفاع منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في أمريكا بواقع 5 منصات إلى 480 منصة، لتعكس الأعلى لها منذ نيسان/أبريل 2020 مع ارتفاعها للأسبوع الثالث على التوالي والثامن في تسعة أسابيع، وقد شهد الإنتاج الأمريكي للنفط الأسبوع السابق ارتفاعاً بواقع 200 ألف برميل يومياً إلى 11.8 مليون برميل يومياً، موضحاً الأعلى له منذ مطلع أيار/مايو 2020.

ويذكر أن الإنتاج الأمريكي للنفط تراجع 1.3 مليون برميل يومياً أو 11% من الأعلى له على الإطلاق عند 13.1 مليون برميل يومياً في آذار/مارس 2020 وذلك من جراء إغلاق بعض منصات حفر وتنقيب مسبقاً نظراً لاتساع الفجوة بين تكلفة الاستخراج وسعر البيع وبالأخص عقب جائحة كورونا، مع العلم، أن الإنتاج الأمريكي للنفط بلغ أدنى مستوى له في آب/أغسطس 2020 عند 9.7 مليون برميل يومياً قبل أن يشهد تعافي ملحوظ مؤخراً.