النفط يسجل أعلى مستوى فى 3 أشهر بفضل انحسار مخاوف تدهور العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين

ارتفعت أسعار النفط العالمية بالسوق الأوروبية يوم الاثنين لتواصل مكاسبها لليوم الثالث على التوالي ، مسجلة أعلى مستوى فى ثلاثة أشهر ، بفضل انحسار مخاوف تدهور العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين على آثر الأزمة السياسية حول هونغ كونغ ، ويدعم الأسعار أيضا توقعات انخفاض كبير فى إنتاج أوبك خلال حزيران/يونيو ، بالإضافة إلى هبوط أنشطة الحفر والتنقيب الأمريكية لأدنى مستوى منذ عام 2009.

ارتفع الخام الأمريكي بنسبة 1.9% إلى مستوي 35.87$ الأعلى منذ 11 آذار/مارس الماضي ،من مستوى الافتتاح عند 35.19$، وسجل أدنى مستوي عند 34.78$ ،و صعد خام برنت بنسبة 1.8% إلى مستوي 38.28$ للبرميل الأعلى منذ 11 آذار/مارس ، من مستوى الافتتاح عند 37.60$ ، و سجل أدنى مستوي عند 37.34$.

عند تسوية يوم الجمعة ،حقق الخام الأمريكي ارتفاعا بنسبة 4.5% ،وصعدت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 6.5% ، في ثاني مكسب يومي على التوالي ، بعد مؤتمر الرئيس "دونالد ترامب" حول أزمة هونغ كونغ.

وعلى صعيد تعاملات شهر أيار/مايو المنصرم ، حقق الخام الأمريكي ارتفاع بنسبة 85 % ، بأكبر مكسب شهري على الإطلاق ،وصعد الخام الدولي"نفط برنت" بنسبة 41% ، بأكبر مكسب شهري منذ أيلول/سبتمبر 1990.

ويعاذ هذا المكسب الشهري القياسي الضخم ، إلى آمال تحقيق التوازن سريعا بالسوق ، فى ظل مؤشرات قوية على تعافي مستويات الطلب العالمي ، وتقلص المعروض بفضل تنفيذ تحالف " أوبك بلس" اتفاق خفض الإنتاج.

أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" يوم الجمعة عن توقيع عقوبات على بعض المسؤولين الصينيين ،وإن إدارته ستبدأ فى إلغاء المعاملة الخاصة لهونغ كونغ ، ردا على خطط الصين فرض قانون أمني جديد بالإقليم.

ولم يتطرق ترامب بالحديث عن فرض رسوم جمركية على الصين ، الأمر الذي قلص مخاوف تدهور العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين فى العالم ، والتي كانت سوف تؤثر بالسلب على مستويات الطلب على النفط فى أكبر مستهلكين له فى العالم.

تشير معظم التوقعات إلى حدوث انخفاض كبير فى إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط " أوبك" الشهر الجاري ، خاصة فى ظل تعهد بعض الأعضاء خفض الإنتاج تطوعية لدعم السوق.

أكدت السعودية إنها ستخفض إنتاجها النفطي بصورة استثنائية خارج اتفاق "أوبك بلس" اعتبارا من أول حزيران/يونيو الجاري بمقدار مليون برميل يوميا ، لينزل إجمالي إنتاج النفط حينها إلى 7.5 مليون برميل يوميا ، بانخفاض قدره 40% من مستويات الضخ فى نيسان/أبريل الماضي.

يأتي هذا الخفض الطوعي فى الإنتاج السعودي ، بهدف تسريع وتيرة تحقيق الاستقرار فى السوق ودعم الأسعار الرخيصة ،وفى هذا الإطار أيضا تعهدت دول الإمارات العربية المتحدة و الكويت بخفض إضافي للإنتاج الشهر المقبل بإجمالي 180 ألف برميل يوميا.

أظهرت بيانات رسمية لشركة"بيكر هيوز" للخدمات النفطية يوم الجمعة انخفاض منصات الحفر والتنقيب الأمريكية " الأسبوع الماضي" بنحو 15 منصة ، فى الانخفاض الحادي عشر أسبوعيا على التوالي.

لينزل إجمالي المنصات العاملة فى منطقة حقول الزيت الصخري إلى 222 منصة ،والذي يعد أدنى مستوى منذ حزيران/يونيو 2009.

الإغلاقات الواسعة الحالية فى منصات استخراج النفط الصخري فى الولايات المتحدة ، بسبب أسعار النفط الرخيصة ،والخسائر الفادحة التي يتكبدها المنتجين المحليين ، فى ظل اتساع الفجوة بين تكلفة الاستخراج وسعر البيع.

وبسبب تلك الإغلاقات أيضا تراجع إنتاج النفط الأمريكي إلى 11.4 مليون برميل يوميا فى الأسبوع المنتهي 22 أيار/مايو 2020 ،والذي يعد أدنى مستوى منذ تموز/يوليو 2019.

وعلى مدار أخر شهرين انخفض الإنتاج الأمريكي بحوالي 1.7 مليون برميل يوميا ، فبعدما قفز إلى أعلى مستوياته على الإطلاق عند 13.1 مليون برميل فى آذار/مارس الماضي ، انخفض فى أيار/مايو إلى 11.4 مليون برميل ،وبالرغم ذلك لا تزال الولايات المتحدة تتصدر قائمة أكبر منتجي النفط فى العالم.