انخفاض أسعار النفط وسط فعليات اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة للرصد لأوبك ومع الترقب لاجتماع أوبك

تراجعت العقود الآجلة لأسعار النفط خلال الجلسة الأمريكية متغاضية بذلك عن انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي لأول مرة في ثلاثة جلسات ليعكس ارتداده من الأعلى له منذ 14 من تموز/يوليو من العام الماضي 2017 وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الخميس عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً ووسط فعليات اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة للرصد لأوبك ومع الترقب لاجتماع أوبك وعلى أعتاب انطلاق فعليات اجتماع أوبك في فيينا مع نهاية الأسبوع الجاري.

في تمام الساعة 05:12 مساءاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي "نيمكس" تسليم 15 تموز/يوليو المقبل 0.03% لتتداول حالياً عند مستويات 65.69$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 65.71$ للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 آب/أغسطس القادم 1.36% لتتداول عند 73.72$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 74.74$ للبرميل، بينما انخفض مؤشر الدولار الأمريكي 0.31% ليتداول حالياً عند مستويات 94.83 موضحاً ارتداده من الأعلى له هذا العام مقارنة بالافتتاحية عند 95.12.

هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي صدور القراءة الأسبوعية لمؤشر طلبات الإعانة والتي أظهرت انخفاضاً بواقع 3 ألف طلب إلى 218 ألف طلب مقابل 221 ألف طلب، متفوقة على التوقعات عند 220 ألف طلب،  بينما أوضحت قراءة طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنقضي في التاسع من حزيران/يونيو ارتفاعاً بواقع 22 ألف طلب إلى 1,723 ألف طلب مقابل 1,701 ألف طلب، بخلاف التوقعات عند 1,710 ألف طلب.

وجاء ذلك بالتزامن مع أظهر قراءة مؤشر فيلادلفيا الصناعي تقلص الاتساع إلى ما قيمته 19.9 مقابل 34.4 في أيار/مايو الماضي، أسوء من التوقعات عند 29.0، بينما أوضحت قراءة مؤشر أسعار المنازل استقرار النمو عند 0.1% خلال نيسان/أبريل الماضي، دون التوقعات عند 0.3%، وصولاً إلى أظهر قراءة المؤشرات القائدة تباطؤ وتيرة النمو إلى 0.2% مقارنة بالقراءة السابقة لشهر نيسان/أبريل والتوقعات عند 0.4%. 

ويأتي ذلك عقب ساعات من أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط اتساع العجز إلى 5.9 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي يوم الجمعة الماضي مقابل 4.1 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات التي أشارت لتقلص العجز إلى 2.1 مليون برميل، لنشهد تراجع المخزونات إلى 426.5 مليون برميل، ولتعد بذلك أقل 2% عن متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام. 

كما أوضح تقرير إدارة معلومات الطاقة يوم أمس الأربعاء ارتفاع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 3.3 مليون برميل، وبذلك تعد المخزونات أعلى 6% من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد ارتفعت 2.7 مليون برميل، لتعد بذلك المخزونات أعلى 14% من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام. 

بخلاف ذلك، تتوجه أنظار المستثمرين حالياً لفعليات اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة للرصد لأوبك والذي يضم ممثلين من أعضاء أوبك الثلاثة عشر بالإضافة إلى ممثلين لأحد عشر دولة غنية بالنفط من خارج منظمة أوبك لمناقشة مجموعة من القضايا المتعلقة بأسواق الطاقة وبالأخص مستويات الانتاج، ونود الإشارة إلى أن هذه الاجتماعات تعد مغلقة أمام الصحافة إلى أن المسؤليين عادة ما يتحدثون إلى المراسلين على مدار اليوم وذلك قبل إصدر اللجنة لبيان رسمي يغطي التغيرات في السياسات وأهداف الاجتماع عقب إنتهاء تلك الاجتماعات.

كما تتطلع الأسواق عن كثب لما سوف يسفر عنه اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك يوم غداً الجمعة وبعد غداً السبت في فيينا وسط التوقعات بزيادة إنتاج النفط ما بين ما بين 300 إلى 600 ألف برميل يومياً فقط أقل من التوقعات الأولية عند واحد مليون برميل يومياً، ومع القلق من معارضة بعض الدول المصدرة للنفط وبالأخص كل من العراق وفنزويلا بالإضافة إلى كل من الجزائر وإيران لمقترح زيادة إنتاج النفط الذي تتبنه كل من روسيا والمملكة العربية السعودية خلال الآونة الأخيرة.

الأمر الذي قد يؤدي إلى فشل التوصل إلى اتفاق مشترك بين الدول المصدرة للنفط حيال زيادة الإنتاج في الاجتماع المرتقب للمنظمة في فيينا، ونود الإشارة إلى أن فشل التوصل إلى اتفاق بين أعضاء منظمة أوبك وحلفائها المنتجين من خارج المنظمة وعلى رأسهم روسيا، قد يدفع روسيا للانسحاب من اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط بواقع 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام الجاري وزيادة إنتاجها بشكل فردي.

ويذكر أن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قد صرح في وقت سابق من الأسبوع الجاري أن روسيا أكبر منتج للطاقة عالمياً سوف تقترح زيادة الإنتاج بواقع 1.5 مليون برميل يومياً خلال اجتماع اللجنة الفنية لأوبك، موضحاً أن الطلب العالمي على النفط ينمو وأن الأسواق تستعيد توازنها بالفعل وبالتالي سوف يكون من المنطقي زيادة الإنتاج خلال الربع الثالث من العام الجاري، مضيفاً أنه سوف يكون هناك اجتماع أخر في أيلول/سبتمبر المقبل للنظر في رد فعل الأسواق تجاه الزيادات المحتملة.

ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة إلى إجمالي 863 منصة موضحة أعلى مستوى لها منذ آذار/مارس من عام 2015، ويذكر أن أسعار النفط ارتفعت بأكثر من 50% خلال عام متغاضية عن ارتفاع الإنتاج الأمريكي للنفط للأعلى له على الإطلاق عند 10.90 مليون برميل يومياً، ليقترب من مستويات إنتاج روسيا عند 11.1 مليون برميل يومياً.