تباين في أداء العقود الآجلة أسعار النفط وسط ارتفاع مؤشر الدولار للأعلى له هذا العام

شهدت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام تباين في الأداء مع ارتفاع خام برنت بنحو الواحد بالمائة والاستقرار السلبي لخام نيمكس خلال الجلسة الأمريكية وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي للأعلى له منذ 14 من تموز/يوليو 2017 وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الخميس عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً ومع تسعير الأسواق لفرص خفض المملكة العربية السعودية صادراتها النفطة عقب أعرب المملكة بأنها "لا تحول دفع النفط إلى السوق بما يتجاوز احتياجات عملائها".

في تمام الساعة 04:10 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي نيمكس تسليم 15 آب/أغسطس المقبل 1.11% لتتداول حالياً عند مستويات 69.52$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 68.76$ للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 آيلول/سبتمبر القادم 0.12% لتتداول عند 72.81$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 72.90$ للبرميل، وسط ارتفع مؤشر مؤشر الدولار 0.45% ليتداول حالياً عند مستويات 95.51 مقارنة بالافتتاحية عند 95.08.

هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم صدور القراءة الأسبوعية لمؤشر طلبات الإعانة والتي أظهرت انخفاضاً بواقع 8 ألف طلب إلى 207 ألف طلب مقابل 215 ألف طلب، بخلاف التوقعات عند 220 ألف طلب،  بينما أوضحت قراءة طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنقضي في السابع من تموز/يوليو ارتفاعاً بواقع 8 ألف طلب إلى 1,751 ألف طلب مقابل 1,743 ألف طلب، بخلاف التوقعات عند نحو 1,729 ألف طلب.

وجاء ذلك بالتزامن مع أظهر قراءة مؤشر فيلادلفيا الصناعي اتساعاً إلى 25.7 مقابل 19.9 في حزيران/يونيو، متفوقة على التوقعات عند 21.6، وقبل تقديم عضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح راندال كوارلز ملاحظات الافتتاحية في اجتماع المائدة المستديرة للجنة أسعار الفائدة البديلة، وصولاً إلى أظهر قراءة المؤشرات القائدة ارتفاعاً 0.5% مقابل الثبات عند مستويات الصفر في أيار/مايو، متفوقة على التوقعات عند 0.4%.

ويأتي ذلك عقب ساعات من أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم أمس الأربعاء أوضح فائض 5.8 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 13 من تموز/يوليو مقابل عجز 12.6 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات التي أشارت إلى عجز 3.6 مليون برميل، لنشهد ارتفاع المخزونات إلى 411.1 مليون برميل، ولتعد بذلك المخزونات أقل 2% عن متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.

وفي نفس السياق، فقد أظهر تقرير الوكالة تراجع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 3.2 مليون برميل، وبذلك تعد المخزونات أعلى 5% من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد انخفضت 0.4 مليون برميل، وبذلك تعد المخزونات أقل 13% من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.

على الصعيد الأخر، فقد تابعنا رفض المملكة العربية السعودية ثالث أكبر منتج للنفط عالمياً بعد كل من روسيا والولايات المتحدة وأكبر مصدر للنفط في منظمة الدول المدصرة للنفك أوبك وعالمياً، التأكيد على أنها ستفرض زيادة الطلب في الأسواق العالمية للنفط "بدون أساس"، الأمر الذي دفع بعض المراقبين لتقييم الأمر بأنه سيمتد إلى خفض المملكة لصادراتها النفطية خلال الشهر المقبل بواقع 100 ألف برميل يومياً.

ويذكر أن المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أعلنت في بيان صحفي لها بالأمس عن توقف عمليات شحن النفط الخام من ميناء مصفاة الزاوية النفطي، وذلك ابتداءاً من يوم الاثنين الماضي، موضحة أن ذلك الإجراء جاء بعد تراجع مستوى الإنتاج في حقل الشرارة بسبب الهجوم الأخير واختطاف أربعة من موظفي شركة أكاكوس، وذلك على الرغم من الإفراج عن اثنان منهم في وقت لاحق.

وأفادت المؤسسة الليبية من خلال البيان بأنها قامت بإخلاء وإغلاق المحطات B 115 –IR – 186، ما أدى إلى تراجع الإنتاج في حقل الشرارة إلى 125 ألف برميل يومياً فقط، وهو ما يكفي لتلبية متطلبات مصفاة الزاوية، ولكنه لا يسمح بتوفير أي فائض للتصدير، الأمر ساهم بشكل أو بأخر في دعم أسعار النفط وأتاح المجال لدخولها في عمليات تصحيحية عقب تكبدها لخسائر موسعة منذ مطلع هذا الأسبوع مع انحسار القلق حيال نقص المعروض.

ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر الجمعة الماضي، لم تشهد منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة تغير يذكر مع استقرارها عند 863 منصة، بينما ارتفاع الإنتاج الأمريكي للنفط لأول مرة في تاريخه إلى 11 مليون برميل يومياً، ليقترب من مستويات إنتاج روسيا عند 11.1 مليون برميل، بعد أن تخطي مؤخراً إنتاج السعودية الذي ارتفع هو الأخر خلال الآونة الأخيرة إلى نحو 10.7 مليون برميل يومياً.