وسط الاضطرابات التي اجتاحت القطاع المصرفي العالمي من الولايات المتحدة إلى سويسرا ،كان النفط الخام أكبر الخاسرين من الهزة التي أصابت أسواق المال العالمية ،فقد خسرت أسعار النفط العالمية أكثر من 15% وسجلت أدنى مستوى فى 15 شهراً.

خسرت "برميل" النفط نحو 12 دولاراً من قيمته فى غضون أسبوع جعلت الجميع يتساءل عن موقف تحالف أوبك+ من تلك التطورات السلبية التي أصبت السوق.

تحرك أكبر منتجين فى التحالف العالمي سريعاً لمناقشة كيفية مواجهة تلك المستجدات ،حيث التقي وزير الطاقة السعودي الأمير "عبد العزيز بن سلمان" مع نظيره الروسي "ألكسندر نوفاك" فى العاصمة السعودية الرياض.

حيث أكد البلدان التزامهما التام بسياسة أوبك+ المتمثلة في خفض إجمالي مليوني برميل يومياً من الإنتاج من الأسواق حتى نهاية 2023.

تعكس تلك التصريحات ،تبني التحالف على الأقل فى الوقت الراهن ، موقف الانتظار والترقب ،وعلى الأرجح لن يتحرك قبل اجتماعات البنوك المركزية هذا الأسبوع فى الولايات المتحدة و بريطانيا وسويسرا.

وتعكس أيضاً أن تحالف أوبك+ غير مذعور من الخسائر الأخيرة فى أسعار النفط ،وربما يكون تتصنع المجموعة الشجاعة ،حتى تكسب المزيد من الوقت قبل أن تضطر إلى اتخاذ إجراءات لتحقيق الاستقرار فى السوق مرة أخرى.

ورغم الهبوط الحاد فى أسعار النفط العالمية بصورة غير متوقعة ، ما زال تحالف أوبك+ يصب الطلب الآسيوي القوي عاملاً مشجعاً ، حيث يتحسن الطلب فى الصين بعد إعادة فتح الاقتصاد ،وتشتري الهند كميات كبيرة من النفط الخام.

السبب وراء هبوط أسعار النفط من وجهة نظر أوبك+!

يلقي تحالف أوبك+ باللائمة الأكبر فى الهبوط على أموال المضاربة التي غادرت سوق عقود مشتقات النفط ،وليس نتيجة لأي مؤشر على حدوث تدهور فى أساسيات السوق المباشرة.

بالعكس فأسعار البيع الرسمية من المملكة العربية السعودية وبلدان الشرق الأوسط الأخرى كانت أقوي منذ مطلع هذا العام عند المقارنة على أساس شهري ،وهذا يعكس متانة نمو الطلب العالمي على الوقود.

السبب وراء الهبوط الأخير هو موجة بيع تتحقق ذاتياً ، وتتركز فى العقود الآجلة وعقود الخيارات لا فى السوق الفورية ،حيث أدت موجة البيع فى أسواق الأصول ذات المخاطر العالية بسبب أزمة البنوك العالمية إلى قيام بعض صناديق التحوط التي كانت تراهن على صعود السلع للمستوي الذي تغلق عنده المراكز لوقف الخسارة إلى البيع لتفادي الخسائر ،الأمر الذي دفع أنواع النفط المعيارية إلى التراجع ، وهنا ساءت الأمور أكثر إذ بدأت التحركات في سوق عقود الخيارات.

تراجع الخام الأمريكي إلى نطاق يتراوح بين 65 إلى 70 دولاراً للبرميل الأسبوع الماضي ، حيث باع منتجو النفط الصخري الأمريكي وحكومة المكسيك كميات كبيرة من إنتاج 2023 الخاص بهم مقدماً. 

وعليه اضطرت مصارف وول ستريت إلى بيع العقود الآجلة للنفط لحماية نفسها من الخسائر الناجمة عن عقود خيارات البيع التي باعتها لشركات النفط الصخري والمكسيك، ما نجم عنه تدهور كبير في الأسعار.

وبينما انتشر الانهيار في سوق عقود المشتقات المالية، كان تحالف أوبك+ يلتمس الارتياح بمناطق أخرى، إذ بقيت هوامش ربح مصافي التكرير الأمريكية، على سبيل المثال، قوية للغاية أثناء الهبوط، ما يعد دليلاً على أن الطلب الأساسي ما يزال قوياً فى الولايات المتحدة.

وكذلك استمر شكل منحنى أسعار العقود الآجلة الخاصة بخام برنت أقوى مما كان عليه في كانون الأول/ديسمبر الماضي عندما شوهدت آخر نوبة هبوط كبيرة في أسعار النفط، إذاً ربما فقط يكون الهبوط حالياً مبالغاً فيه.

توقعات أوبك+ الإيجابية

يؤمن تحالف أوبك+ أن سوق عقود المشتقات ستبقى في حالة اضطراب لبعض الوقت ، لكن في نهاية المطاف ، يفترض أن قوة الاختلال في ميزان العرض والطلب، والمتوقعة على نطاق واسع في النصف الثاني من السنة الحالية، ستعود إلى فرض نفسها، ما سيرفع أسعار النفط فى الأسواق العالمية.

وبالنسبة إلى المضاربين على صعود أسعار النفط، ستكون الفترة الممتدة من 10 إلى 15 أسبوعاً مقبلة فترة صعبة، حتى لو كان التحالف محقاً في رأيه حول الإنتاج والطلب.

الذي يثير تحالف أوبك+ أكثر هو حقيقة أن نقص المعروض خلال النصف الثاني من العام الجاري قد يقل كثيراً عن المتوقع في الوقت الحالي.

حيث تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز الطلب حجم المعروض من النفط بأكثر من مليون برميل يومياً بين شهري تموز/يوليو و أيلول/سبتمبر القادمين، وبأكثر من 1.5 مليون برميل بين شهري تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر القادمين، إلى حد الآن يعد ذلك جيداً للغاية بالنسبة لتحالف أوبك+.

متطلبات التوقعات الإيجابية

توقعات أوبك+ الإيجابية لعام 2023 تتطلب حدوث هبوط كبير فى إنتاج روسيا من النفط الخام ، هو ما لم يتحقق حتى الوقت الراهن ، حيث ضخت موسكو 11.4 مليون برميل يومياً في كانون الثاني/يناير الماضي وهي الكمية الأكبر منذ غزوها أوكرانيا فى شباط/فبراير 2022.

وبداية من آذار/مارس الجاري، لا توجد دلائل قوية على وقوع تراجع كبير فى إنتاج روسيا، رغم إعلان الكرملين عن تقليص الإنتاج يومياً بمقدار 500 ألف برميل. 

تراهن وكالة الطاقة الدولية مرة ثانية على هبوط ضخم في إنتاج روسيا مع مرور السنة الحالية، وتتوقع أن ينكمش الإنتاج الروسي بحلول الربع الثالث إلى 10.1 مليون برميل يومياً فقط.

إذا حقق إنتاج النفط الروسي المفاجأة مجدداً وصعد، فقد يتراجع النقص المتوقع في المعروض العالمي في النصف الثاني من السنة بمقدار النصف. 

سيفرض ضعف الطلب على مستوى العالم مشكلة حقيقية على توقعات أوبك+ الإيجابية في حال تحولت أزمة القطاع المصرفي لركود اقتصادي كامل في الولايات المتحدة وأوروبا.

كشفت نتائج شركة الخريف لتقنية المياه والطاقة، لعام 2022، ارتفاع صافي الأرباح بنسبة 3.98%، مقارنة بأرباح الشركة في عام 2021، بدعم المشاريع الجديدة، وسجلت الشركة تراجعا بصافي الأرباح في الربع الرابع.

ووفقا لنتائج الشركة على موقع السوق المالية السعودية "تداول" اليوم الثلاثاء، ارتفعت أرباح الشركة إلى 107.44 مليون ريال، بالعام الماضي، مقابل 103.33 مليون ريال في العام السابق.

وعزت الشركة ارتفاع صافي الربح بالعام 2022، إلى ارتفاع الإيرادات الذي جاء نتيجة ارتفاع إيرادات قطاع الحلول المتكاملة للمياه، وقطاع المياه، وقطاع مياه الصرف الصحي، متأثرة بشكل رئيسي بالدخول بمشاريع جديدة.

ونوهت الشركة إلى أن ارتفاع صافي الربح جاء على الرغم من ارتفاع رسوم عقود تمويل المرابحة لارتفاع معدل الفائدة عالميا، بالإضافة إلى ارتفاع مخصص الخسائر الائتمانية.

وأظهرت بيانات الشركة ارتفاع الربح التشغيلي إلى 134.94 مليون ريال بالعام 2022، مقابل 113.6 مليون ريال أرباح تشغيلية في عام 2021، بارتفاع نسبته 18.79%.

وارتفع إجمالي الإيرادات في عام 2022، إلى 822.03 مليون ريال، مقارنة بـ 569.034 مليون ريال، إجمالي الإيرادات بالعام 2021، بنسبة ارتفاع بلغت 44.46%.

وعلى مستوى نتائج الربع الرابع من عام 2022، تراجعت أرباح الشركة بنسبة 14.41% لتصل إلى 27.68 مليون ريال، مقابل 32.34 مليون ريال للربع الرابع من عام 2021.

وكانت أرباح الشركة بالتسعة أشهر الأولى من عام 2022 ارتفعت إلى 79.76 مليون ريال مقارنة بـ 70.98 مليون ريال بالفترة من عام 2021، بنسبة ارتفاع بلغت 12.36%.

سجلت الشركة السعودية للعدد والأدوات (ساكو) قفزة بالخسائر خلال عام 2022، مقارنة بخسائر الشركة في عام 2021، في ظل انخفاض المبيعات وزيادة مخصصات المخزون.

ووفقا لنتائج الشركة على موقع السوق المالية السعودية "تداول" اليوم الثلاثاء، قفز صافي الخسارة إلى 142.5 مليون ريال، بالعام الماضي، مقابل خسائر بلغت 28.49 مليون ريال في العام السابق.

وأوضحت الشركة أن ارتفاع صافي الخسائر بالعام 2022، جاء نتيجة انخفاض المبيعات، وزيادة مخصصات المخزون، إلى جانب تخفيض قيمة بعض الأصول غير المالية.

وأظهرت نتائج الشركة تحقيق خسائر تشغيلية بلغت 107.75 مليون ريال بالعام 2022، مقابل ربح تشغيلي بلغ 13.7 مليون ريال في عام 2021.

وتراجع إجمالي الإيرادات إلى 1.14 مليار ريال بالعام 2022، مقارنة بـ 1.27 مليار ريال للعام السابق، بنسبة تراجع بلغت 10.68%.

وعلى مستوى نتائج الربع الرابع من عام 2022، ارتفعت خسائر الشركة بنسبة 72.27% إلى 77.21 مليون ريال، مقارنة بـ 44.69 مليون ريال صافي خسائر بالربع الرابع من عام 2021.

وكانت الشركة تحولت للخسائر بالتسعة أشهر الأولى من عام 2022 بصافي خسارة بلغ 65.29 مليون ريال مقابل صافي ربح بلغ 16.2 مليون ريال للفترة نفسها من عام 2021.

تراجعت أسعار الذهب بالسوق الأوروبية يوم الثلاثاء لتواصل خسائرها لليوم الثاني على التوالي ،بعد التخلي سريعا عن التداول فوق حاجز 2,000 دولارا للأونصة ،لتبتعد عن أعلى مستوى فى عام ،بسبب نشاط عمليات التصحيح وجني الأرباح ،بجانب ضغط انتعاش عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات.

يأتي انتعاش عوائد السندات الأمريكية مع انطلاق فعاليات اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي فى وقت لاحق اليوم ،والذي يأتي وسط اضطرابات حادة بالقطاع المصرفي فى الولايات المتحدة ،أعقبت الإعلان عن إفلاس سيليكون فالي بنك وبنكين آخرين.

حيث لا تزال السوق تميل إلى استمرار الاحتياطي الفيدرالي فى مواجهة مخاطر التضخم المرتفع فى الولايات المتحدة ،فمن المتوقع رفع أسعار الفائدة الفيدرالية بوتيرة 25 نقطة أساس ،وذلك للمرة الثانية على التوالي.

أسعار الذهب اليوم

انخفضت أسعار معدن الذهب بنسبة 0.8% إلى 1,962.89$ ، من مستوى افتتاح التعاملات عند 1,978.88$ ، وسجلت أعلى مستوي عند 1,985.16$.

فقدت أسعار الذهب بالأمس نسبة 0.5% ، فى أول خسارة فى غضون الأربعة أيام الأخيرة ،بسبب عمليات التصحيح وجني الأرباح ،بعدما سجلت فى وقت سابق من التعاملات أعلى مستوى فى عام عند 2,009.75 دولارا للأونصة.

بخلاف عمليات البيع لحجز الأرباح ،تراجعت أسعار الذهب يوم الاثنين فى ظل تحسن معنويات المخاطرة فى أسواق المال العالمية ،بعد الإعلان عن استحواذ بنك يو بي إس على منافسه كريدي سويس فى صفقة تاريخية بلغت قيمتها 3 مليار فرنك سويسري.

العائد على السندات الأمريكية

ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات يوم الثلاثاء بنسبة 1.0% ،ليواصل التعافي للجلسة الثانية على التوالي من أدنى مستوى فى ستة أشهر عند 3.291% ، الأمر الذي يضغط بالسلب على الأصول الغير مدرة للعائد.

يأتي هذا التطور فى سوق سندات الولايات المتحدة ،بعدما أصبح المستثمرون أكثر تفاؤلا باستقرار القطاع المصرفي العالمي بعد أن وافق بنك يو بي إس "أكبر بنك فى سويسرا" على شراء بنك كريدي سويس "ثاني أكبر بنك فى سويسرا".

بالإضافة إلى إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن عملية توفير سيولة مشتركة مع العديد من البنوك المركزية العالمية الأخرى ،وقال أن الإجراء الجديد سيكون بمثابة دعامة سيولة مهمة لتخفيف الضغوط في أسواق التمويل العالمية ، وبالتالي المساعدة في التخفيف من آثار مثل هذه الضغوط على توفير الائتمان للأسر والشركات.

الاحتياطي الفيدرالي

تنطلق فى وقت لاحق اليوم ،فعاليات اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ،على أن تصدر القرارات غدا الأربعاء ،أسواق المال العالمية والخبراء الاقتصاديين لا يزالون يرجحون أن يرفع المركزي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس للمرة الثانية على التوالي.

حيث يعتقد الكثيرون أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيهدف إلى إيجاد حل وسط بين متابعة هدفه المتمثل فى تهدئة الاقتصاد ودعم استقرار النظام المصرفي فى البلاد.

الفائدة الفيدرالية

تسعير العقود الآجلة لاحتمالات رفع أسعار الفائدة الفيدرالية خلال هذا الاجتماع بوتيرة 25 نقطة أساس مستقرا حاليا عند 78% ،وتسعير العقود الآجلة لاحتمالات الإبقاء على أسعار الفائدة دون أي تغيير مستقرا فى الوقت الحالي عند 22%.

توقعات

قال كبير محللي السوق في سيتي إندكس "مات سيمبسون" الذهب يتداول حول مستوي 1,980 دولارا للأونصة ضمن نطاق الأمس ،والذي من الواضح أنه يفصل بين اتجاهين.

وأوضح سيمبسون ،أنه قد يؤدي التوقف عن رفع أسعار الفائدة الأمريكية إلى صعود أسعار الذهب مرة أخرى إلى فوق 2,000 دولارا للأونصة ،ولكي يتمسك بتلك المكاسب سنحتاج إلى رؤية مخطط لأسعار فائدة أقل ومؤتمر صحفي متشائم.

وأضاف مات سيمبسون ،من المرجح أن يسفر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة بوتيرة 25 نقطة أساس والاعتماد على البيانات الاقتصادية فى تحديد أي زيادات إضافية فى أسعار الفائدة الأمريكية.

وقال المحللون فى إيه إن زد  في مذكرة "على الرغم من اندفاع المنظمين المصرفية لتعزيز ثقة السوق ، فإن الخلفية الكلية غير المؤكدة لا تزال تغري شراء الذهب.

صندوق SPDR

حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust اكبر صناديق المؤشرات العالمية المدعومة بالذهب زادت بالأمس بنحو 3.47 طن متري ، فى ثاني زيادة يومية على التوالي ، ليرتفع الإجمالي عند 924.55 طن متري ، والذي يعد أعلى مستوى فى عام 2023 ، تحديدا منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر 2022.