استقرار سلبي للعقود الآجلة لأسعار النفط مع ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الثالثة على التوالي

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط في نطاق ضيق مائل نحو التراجع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد استأنف ارتدادها من الأعلى لها منذ 24 من أيلول/سبتمبر وسط ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الرابعة من الأدنى له منذ الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر وفقاً للعلاقة العكسية بينهما على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة الخميس من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك ومنتج للطاقة وفي العالم وفي ظلال تطورات الحرب التجارية القائمة بين واشنطون وبكين والتي تخطت عامها الأول مؤخراً.

وفي تمام الساعة 04:52 صباحاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة تسليم كانون الثاني/يناير لأسعار النفط الخام "نيمكس" 0.21% لتتداول عند 56.88$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 57.00$ للبرميل، كما تراجعت عقود خام "برنت" 0.03% لتتداول عند 62.20$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 62.22$ للبرميل، وذلك مع ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي 0.03% إلى 97.89 مقارنة بالافتتاحية عند 97.86.

هذا ويترقب المستثمرين من قبل الاقتصاد الأمريكي صدور قراءة مؤشر طلبات الإعانة للأسبوع المنقضي في 16 من الشهر الجاري والتي قد تعكس تراجعاً بواقع 10 ألف طلب إلى 215 ألف طلب مقابل 225 ألف طلب في القراءة الأسبوعية السابقة، بينما قد توضح قراءة مؤشر طلبات الإعانة المستثمرين للأسبوع المنقضي في التاسع من هذا الشهر استقراراً عند 1,683 ألف طلب.

ويأتي ذلك بالتزامن مع الكشف من قبل أكبر دولة صناعية في العالم عن قراءة مؤشر فيلادلفيا الصناعي والتي قد تعكس اتساعاً إلى ما قيمته 7.0 مقابل 5.6 في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وذلك قبل أن نشهد الكشف عن بيانات سوق الإسكان مع صدور قراءة مؤشر مبيعات المنازل القائمة والتي قد توضح ارتفاع 2.1% إلى 5.49 مليون منزل مقابل تراجع 2.2% عند 5.2.2 مليون منزل في أيلول/سبتمبر الماضي.

كما تتطلع الأسواق من قبل أكبر اقتصاد في العالم للكشف عن قراءة المؤشرات القائدة والتي قد توضح استقرار التراجع عند 0.1% خلال تشرين الأول/أكتوبر، ويأتي ذلك عقب ساعات من الكشف عن محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح الذي عقد في 29-30 تشرين الأول/أكتوبر والذي تم الإقرار خلاله خفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي بواقع 25 نقطة أساس إلى ما بين 1.50% و1.75%. 

بخلاف ذلك، فقد تابعنا أمس الأربعاء الكشف عن تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط الذي أظهر تقلص الفائض متوافقة مع التوقعات إلى 1.4 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 15 من هذا الشهر مقابل 2.2 مليون برميل، لنشهد ارتفع المخزونات إلى 450.4 مليون برميل، ولتعد بذلك المخزونات 3% أعلى متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.

كما تابعنا أيضا بالأمس أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة ارتفاع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 1.8 مليون برميل، لتعد المخزونات 2% أعلى من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام، بينما انخفضت مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة 1.0 مليون برميل، لتعد المخزونات 11% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.

على الصعيد الأخر، هناك حالة من الإحباط حيال جدوى المفاوضات التجارية القائمة بين واشنطون وبكين وسط المخاوف من عدم توقيع الطرفين للصفقة التجارية "المرحلة الأولى" هذا العام وذلك على أعتاب توسع الإدارة الأمريكية في فرض تعريفات جمركية على سلع وبضائع صينية بحلول 15 من الشهر المقبل، وبالأخص عقب تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتوسع في فرض التعريفات في حالة عدم توصل بلاده لاتفاق مع الصين.

بخلاف ذلك، فقد تابعنا بالأمس أعرب العاهل السعودي الملك سلمان بن عند العزيز خلال خطابة السنوي أمام مجلس الشورى السعودي، أن السياسات التي تتخذها المملكة العربية السعودية ثالث أكبر منتج للنفط في العالم وأكبر منتج لدى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وأكبر مصدر للنفط عالمياً ولدى أوبك، تهدف لتحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمي، مما يخدم الدول المنتجة والمستهلكة للنفط على حداً سواء.

كما نوه الملك سلمان بن عبد العزيز لكون السياسة التي تتبعها الحكومة السعودية تهدف إلى توفير الأمن لإمدادات النفط، مع إشادته بقدرة شركة أرامكو السعودية على استعادة الطاقة الإنتاجية النفطية عقب الهجمات التي تعرضت لها المملكة في أيلول/سبتمبر الماضي، موضحاً قدرة المملكة على تلبية الطلب العالمي بغض النظر عن أي نقص في الإنتاج يطرأ من جراء عدون على المملكة.

وفي سياق أخر، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضا بالأمس أن بلاده ثاني أكبر منتج للنفط عالمياً ترغب في جعل أسواق النفط قابلة للتوقع ومستقرة، مع أفادته بمواصلة عمل روسيا مع المملكة العربية السعودية وأوبك لتحقيق ذلك الأمر، ومع تطرقه للزيادة المستمرة في الإنتاج النفطي لبلاده رغم القيود والتحديات القائمة، وأعربه عن عدم تأثر حصة روسيا في أسواق النفط ومن جراء نمو إنتاج أمريكا للنفط الصخري.

وفي نفس السياق، نوه وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس الأربعاء إلى أنه من المتوقع نمو الطلب العالمي على النفط بنحو واحد مليون برميل يومياً خلال العام المقبل 2020، مع أفادته بأن إنتاج روسيا النفطي خلال العام الجاري 2019 قد يتراوح ما بين 556 و560 مليون طن، وأن بلاده تعمل على الالتزام باتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط لأوبك وحلفائها المنتج للنفط من خارج المنظمة والذي يقتدي بخفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً حتى نهاية آذار/مارس المقبل، موضحاً أن بلاده تعمل على خفض الإنتاج خلال الشهر الجاري.

ويذكر أن بعض التقرير تطرقت في مطلع هذا الأسبوع لكون إنتاج روسيا من النفط ارتفع عن ما كان عليه في تشرين الأول/أكتوبر بواقع 160 ألف برميل إلى 11.246 مليون برميل يومياً خلال الشهر الجاري، الأمر الذي يعكس توسع روسيا في تجاوز اتفاق منظمة أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارج المنظمة والذي بمقتضاه أن لا يتجاوز إنتاج روسيا النفطي ما بين 11.17 و11.18 مليون برميل يومياً.

ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر الجمعة الماضية، فقد تراجعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 10 منصات إلى إجمالي 674 منصة خلال الأسبوع المنقضي في 14 من هذا الشهر، موضحة رابع تراجع أسبوعي لها على التوالي، ويذكر أن إدارة معلومات الطاقة الأمريكي أعلنت مؤخراً عن توقعاتها بارتفاع متوسط الإنتاج الأمريكي من النفط خلال 2019 إلى 12.3 مليون برميل يومياً.