يتمتع النفط كسلعة بمكانة هامة في الاقتصاد العالمي، لكونه أحد أهم مصادر الطاقة التي تدخل في مختلف الصناعات، وفي ظل محدوديته فإنه عرضة لتقلبات كبيرة في الأسعار، وهذه التقلبات تجعله خيار جاذب لنسبة كبيرة من المستثمرين في أسواق التداول، نظرًا لفرص تحقيق الربح العالية من خلاله، وليست محدودية النفط هي المحرك الوحيد لتقلبات الأسعار، ولكن هناك العديد من العوامل الأخرى المرتبطة بالاقتصاد والسياسة التي تتحكم في أسعار النفط.

تداول النفط

يتم تداول النفط من خلال بيع وشراء الأصول المرتبطة به بهدف تحقيق الربح، من خلال الشراء عند انخفاض السعر، والبيع عند ارتفاعه، ويحظى النفط بإقبال كبير من قبل المستثمرين في أسواق التداول، نظرًا لكونه مورد محدود، ولشدة تقلبات سعره بسبب التغيرات في العرض والطلب.

ويمكن تداول النفط من خلال العقود مقابل الفروقات مع شركة أفاتريد Avatrade، والتي تتيح الاستثمار في النفط دون امتلاكه فعليًا، حيث يتمتع المستثمر بمرونة في التداول وذلك مقابل التغيرات في حركة الأسعار، ويتم احتساب الربح أو الخسارة في تداول العقود مقابل الفروقات للنفط من خلال الفارق بين سعر الشراء وسعر البيع، كما يمكن التداول من مركز البيع على المكشوف، أي القيام بعملية البيع بسعر معين، من أجل الشراء بسعر أقل في وقت لاحق عند توقع انخفاض السعر.

وتتيح شركة أفاتريد التداول من خلال منصتي ميتاتريدر 4 وميتاتريدير 5، وهما الأكثر شيوعًا وتفضيلًا بين المستثمرين، وتقدم رافعة مالية تصل إلى 200:1، بالإضافة إلى فروق أسعار تنافسية.

كما يمكن تداول النفط أيضًا مع شركة إكسنس Exness، ومن أهم مميزاتها تفعيل ميزة الحسابات الإسلامية الموسعة بشكل تلقائي إذا كان المستثمر في بلد مسلم مما يتيح التداول بدون سواب، وتثبت الشركة متطلبات الهامش الخاصة بعقود النفط دائمًا بصرف النظر عن قيمة الرافعة المالية التي يستخدمها المستثمر، كما توفر الشركة التداول من خلال منصتي ميتاتريدر 4 وميتاتريدر 5.

وهناك عدة طرق لتداول النفط، وتتمثل في:

1. الأسعار الفورية

يتمثل السعر الفوري للنفط في تكلفة شراءه أو بيعه فورًا، وتظهر الأسعار الفورية القيمة التي يساويها النفط في الوقت الحالي.

2. العقود الآجلة

يتم تداول العقود الآجلة للنفط عن طريق الاتفاق بين البائع والمشتري على إبرام صفقة لبيع كمية من النفط مقابل سعر محدد في تاريخ محدد في المستقبل بشكل ملزم، وتعكس العقود الآجلة حجم الطلب على النفط في الأسواق.

3. خيارات النفط

تشبه عقود خيارات النفط العقود الآجلة، حيث يتم الاتفاق على بيع كمية من النفط بسعر محدد في تاريخ محدد في المستقبل ولكن طرفي الصفقة غير ملزمين بتنفيذ عملية البيع والشراء.

العوامل المحركة لأسعار النفط

تشهد أسعار النفط تقلبات شديدة بشكل دائم، وهذا هو أهم ما يميز الأصول المرتبطة به في أسواق التداول، وتتعدد العوامل التي تتحكم في أسعار النفط، ويتمثل أهمها في التالي:

1. العرض والطلب

تعد المتغيرات المتعلقة بالعرض والطلب هي المحرك الرئيسي لأسعار أي سلعة، وتنطبق هذه القاعدة على النفط، فعندما يزداد الطلب مقارنة بالعرض يرتفع السعر، والعكس صحيح، ينخفض السعر إذا انخفض الطلب مقارنة بالمعروض في السوق.

وفيما يتعلق بالنفط، فإن تحديد سعره يتم بشكل فعلي في سوق العقود الآجلة، والتي تمثل اتفاق بين البائع والمشتري على سعر شراء محدد يتم في وقت لاحق في المستقبل، وكل من البائع والمشتري ملزم بتنفيذ الصفقة في هذا التاريخ.

2. معنويات السوق

تأتي معنويات السوق وهي عامل نفسي متعلق بحالة القلق والترقب في الأسواق كأحد أهم العوامل المتحكمة في أسعار النفط، بمعنى أنه إذا سادت التوقعات حول زيادة الطلب على النفط في المستقبل، يحدث ارتفاع في أسعاره في الوقت الحالي، ويقوم المتداولون بإبرام عقود النفط الآجلة، فيما إذا سادت توقعات حول انخفاض الطلب في المستقبل تنخفض الأسعار في الوقت الحالي ويعم اتجاه نحو بيع عقود النفط الآجلة، وفي كثير من الحالات يتم البيع على المكشوف.

3. قرارات المنتجين

تلعب قرارات الدول المنتجة والمصدرة للنفط دور كبير في اتجاهات الأسعار، وتضم منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك OPEC مجموعة من الدول صاحبة الحصة الأضخم من إمدادات النفط في العالم، وتقوم المنظمة باتخاذ القرارات المتعلقة بزيادة أو تخفيض مستويات الإنتاج وفقًا للطلب العالمي، مما يؤثر على السعر بالارتفاع أو التراجع.

وتلعب أوبك هذا الدور الكبير في التأثير على أسعار النفط لكون الدول الأعضاء بها تنتج 40% من النفط في العالم، ولكن هناك 60% من الإنتاج من خارجها وبالطبع تساهم أيضًا في التأثير على الأسعار، وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وهما دولتين عظمتين ولهما تأثير كبير على الاقتصاد العالمي وكلاهما خارج أوبك.

ففي عام 2020 على سبيل المثال أرادت دول الأوبك تخفيض معدلات الإنتاج استجابة لتداعيات وباء كورونا من أجل الحفاظ على الأسعار، وكان من المتوقع ارتفاع السعر نتيجة لذلك القرار، ولكن الخلاف مع روسيا أدى إلى حدوث العكس وتسبب في تراجع الأسعار بشكل كبير.

4. مؤشرات الاقتصاد العالمي

لا ينفصل أداء النفط عن أداء الاقتصاد العالمي ككل، ففي فترات الازدهار، يزداد الطلب على النفط لتغطية متطلبات القطاعات الصناعية المختلفة، بينما في حالات الركود الاقتصادي ينخفض الطلب على النفط وبالتالي ينخفض السعر إذا زاد المعروض عن حجم الطلب.

لذلك يهتم متداولو عقود النفط بالبيانات الاقتصادية المتعلقة بالناتج المحلي الإجمالي ونسب التوظيف لفهم أداء الاقتصاد وتوقع اتجاهات أسعار السعر بناءً عليه.

5. فائض النفط

في فترات انخفاض الطلب على النفط، قد يحدث فائض ويتم تخزينه، ولكن هناك حدود قصوى للسعة التخزينية للمرافق المخصصة لذلك، ولذا تسود المخاوف بتجاوز الفائض للسعة التخزينية مما يؤدي لانخفاض أسعار النفط في الأسواق، وهو ما حدث عام 2020 في أعقاب وباء كورونا، وتسبب في تراجع كبير في عقود النفط الآجلة، ووصول سعر النفط لقيمة سالبة لأول مرة.

6. بدائل النفط

أصبحت مشكلة التغير المناخي أحد أهم القضايا المطروحة على أجندات الدول والمنظمات العالمية المعنية بالاقتصاد والبيئة، ومع تزايد المخاوف من تأثيرات تغير المناخ، أصبح هناك ضغوط نحو التوجه للاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرها، وهو ما يؤدي بالتبعية إلى تراجع الطلب على النفط وانخفاض أسعاره.