استقرار سلبي لأسعار الفضة دون حاجز 17$ للأونصة متغاضية عن استأنف مؤشر الدولار الارتداد من الأعلى له في عامين

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار الفضة في نطاق ضيق مائل نحو التراجع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتدادها للجلسة السادسة في عشرة جلسات من الأعلى لها منذ 30 من أيلول/سبتمبر من عام 2016 متغاضية عن انخفاض مؤشر الدولار للجلسة التاسعة في أحدى عشرة جلسة من الأعلى له منذ 12 من أيار/مايو من عام 2017 وفقاً للعلاقة العكسية بينهما على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الثلاثاء من قبل الاقتصاد الأمريكي. أكبر اقتصاد في العالم والتي تتضمن انطلاق فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح.

في تمام الساعة 05:59 صباحاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة لأسعار الفضة تسليم كانون الأول/ديسمبر 0.17% لتتداول حالياً عند 17.90$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 17.93$ للأونصة، مع العلم أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند 18.03$ للأونصة، بينما تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.04% إلى 98.61 مقارنة بالافتتاحية عند 98.65.

هذا وقد تابعنا أقدم بنك الصين الشعبي (البنك المركزي الصيني) على تسهيل الإقراض المتوسط الأجل للحفاظ توفير السيولة مع تقديمه قروضاً بقيمة 200 مليار يوان أي ما يعادل 28.27$ مليار، إلا أنه أبقى على معدل الإقراض لمدة عام دون تغير عند 3.30%، ويتوقع العديد من المحللين أن تقوم الصين بخفض الفائدة على القروض الجديدة بحلول يوم الجمعة المقبلة لمواكبة التسهيلات النقدية من قبل المصارف المركزية الأخرى.

وجاء ذلك عقب ساعات من بدأ سريان خفض متطلبات الاحتياطيات للمصارف من قبل بنك الصين الشعبي في مطلع هذا الأسبوع والذي تم الإعلان عنه في مطلع هذا الشهر وقد تم خفض معدل الاحتياطي الإلزامي للمصارف بواقع 50 نقطة أساس، كما تم خفضه لبعض المصارف المؤهلة بواقع 100 نقطة أساس، مع العلم أنه المقرر أيضا أن يتم توفير سيولة تقدر بنحو 800 مليار يوان صيني أي ما يعدل 113$ مليار في الاقتصاد الصيني.

كما تابعنا أيضا كشف بنك استراليا الاحتياطي عن محضر اجتماع البنك المركزي الاسترالي الذي عقد في الثالث من أيلول/سبتمبر والذي أقر من خلاله صانعي السياسة النقدية لدى المركزي الاسترالي تثبيت أسعار الفائدة قصيرة الآجل عند الأدنى لها على الإطلاق للاجتماع الثاني على التوالي عند 1.00%، الأمر الذي كان متوقعاً من قبل المحللين في الأسواق آنذاك.

ونود الإشارة لكون صانعي السياسة النقدية لدى المركزي الاسترالي قد أعربوا من خلال المحضر لكون الاتجاه الصعودي في نمو الأجور يبدو أنه توقف وأن المخاطر حيال الآفاق العالمية لا تزال تميل نحو الجانب السلبي، موضحين أنه سينظر في التوسع في تخفيف السياسة النقدية إذا ما استدعى الأمر، مع تأكيدهم على أنه من المعقول توقع "فترة ممتدة" من أسعار الفائدة المنخفضة لتحقيق أهدف التوظيف والتضخم.

بخلاف ذلك، تتطلع الأسواق من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر دول صناعية عالمياً لصدور قراءة مؤشر الإنتاج الصناعي والتي قد تظهر نمو 0.2% مقابل تراجع 0.2% في تموز/يوليو، بينما قد توضح قراءة مؤشر معدل استغلال الطاقة تسارع النمو إلى 77.6% مقابل 77.5%، وذلك قبل أن نشهد الكشف عن بيانات سوق الإسكان مع صدور قراءة مؤشر الإسكان من قبل الرابطة الوطنية لبناة المنازل والتي قد تعكس استقراراً عند 66 خلال أيلول/سبتمبر.

كما يترقب المستثمرين حالياً لانطلاق فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح الذي يعقد في وقت لاحق اليوم وغداً الأربعاء في واشنطون والذي المتوقع يتم من خلاله خفض الفائدة على أموال الفيدرالية بواقع 25 نقطة أساس للاجتماع الثاني على التوالي إلى ما بين 1.75% و2.00% وذلك بالتزامن مع الكشف عن توقعات أعضاء اللجنة لمعدلات النمو، التضخم والبطالة بالإضافة إلى مستقبل أسعار الفائدة للأعوام الثلاثة المقبلة.

وصولاً إلى المؤتمر الصحفي الذي سيعقده محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول غداً وتحديداً عقب نصف ساعة من انقضاء فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية للتعقيب على قرارات صانعي السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يشهد خلال الآونة الأخيرة انتقادات موسعة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يطالب الاحتياطي الفيدرالي ومحافظه باول بخفض أسعار الفائدة "للصفر أو أقل".

كما تتطلع الأسواق بعد غداً الخميس إلى فعليات اجتماع بنك اليابان في طوكيو وسط التوقعات بأنه في حالة قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة وذلك عقب أسبوع واحد من قيام البنك المركزي الأوروبي بخفض الفائدة على الودائع بواقع 10 أساس إلى سالب -0.50% مع الإعلان عن إعادة برنامج شراء الأصول بواقع 20 مليار يورو مع مطلع تشرين الثاني/نوفمبر القادم، قد يضغط ذلك على المركزي الياباني للتوسع في التحفيز.

وبالنظر إلى تطورات المحادثات التجارية فقد تابعنا بالأمس أفادت الرئيس الأمريكي ترامب بأن بلاده قد توصلت إلى اتفاقيات تجارية أولية مع اليابان، وتتطلع الأسواق لانطلاق جولة جديدة من المحادثات التجارية بين أمريكا والصين على مستوى نائبي المسئولين في واشنطون الخميس القادم تمهيداً للمحادثات رفيعة المستوى المرتقبة بين الطرفين بحلول مطلع الشهر المقبل والتي تهدف لحلحلة الخلافات التجارية القائمة بين أكبر اقتصاديان في العالم.

على الصعيد الأخر، فقد تابعنا بالأمس تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب والتي أعرب من خلالها أنه يبدو أن إيران تقف وراء الهجمات التي لحقت بالمملكة العربية السعودية وذلك على الرغم من إعلان الحوثيين في اليمن مؤخراُ مسئولتهم عن تلك الهجمات التي عطلت نحو خمسة بالمائة من إمدادات النفط العالمية، مع العلم أن التصريحات الأخيرة لترامب شدد خلالها على أنه لا يريد خوض الحرب ليعكس ذلك لهجة أقل حده من رد فعله الأولي.

ونود الإشارة لكون العقود الآجلة لأسعار الفضة استفادت مع مطلع هذا الأسبوع من الإضرابات الجيوسياسة الأخيرة من جراء الهجمات التي تمت خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي بطائرات بدون طيار على منشآت إنتاج النفط في المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط عالمياً ولدى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وثالث أكبر منتج في العالم للنفط والأكبر لدى أوبك، والتي قام بها الحوثيون في اليمن.

ويذكر أن الرئيس الأمريكي ترامب صرح الأحد الماضي بأن أمريكا "مقفلة ومحملة اعتماداً على التحقيق" من أن إيران شنت الهجوم على منشآت نفطية سعودية، وه وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري بالأمس لكون إيران هي التي هاجمت المنشآت النفطية السعودية وأنه يجب تحميلها المسئولية عن تلك الهجمات، الأمر الذي دفع المستثمرين في مطلع هذا الأسبوع لتحويل السيولة إلى الملاذات الآمنة ومن بينها الفضة.