توالي ارتداد أسعار القمح من الأعلى لها في ثلاثة أعوام متغاضية عن الاستقرار السلبي لمؤشر الدولار في أخر جلسات الأسبوع

انخفضت العقود الآجلة لأسعار القمح لأول مرة في خمسة جلسات لنشهد ارتدادها من الأعلى لها منذ السابع من تموز/يوليو من العام السابق 2015، بينما تعد بصدد ثالث مكاسب أسبوعية على التوالي متغاضية عن انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي لأول مرة في أربعة جلسات موضحاً ارتداده من الأعلى له في أسبوعين وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الجمعة عن الاقتصاد الأمريكي ثاني أكبر مصدر للقمح عالمياً ومع الطقس الجاف في ظلال درجات الحرارة المرتفعة.

في تمام الساعة 07:51 مساءاً بتوقيت جرينتش تراجعت العقود الآجلة لأسعار القمح تسليم 15 كانون الأول/ديسمبر المقبل 0.51% إلى 5.7975$ للبوشل مقارنة بالافتتاحية عند 5.8275$ للبوشل، بينما انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.02% إلى مستويات 95.15 موضحاً ارتداده من الأعلى له منذ 19 من تموز/يوليو الماضي مقارنة بالافتتاحية عند 95.17.

هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم الكشف عن بيانات سوق العمل لشهر تموز/يوليو والتي أظهرت انخفاض معدلات البطالة إلى 3.9% متوافقة بذلك مع التوقعات مقابل 4.0% في القراءة السابقة لشهر حزيران/يونيو الماضي، كما أوضحت قراءة مؤشر متوسط الدخل في الساعة تسارع وتيرة النمو إلى 0.3% متوافقة بذلك أيضا مع التوقعات مقابل 0.1% في حزيران/يونيو.

وفي نفس السياق، فقد تابعنا أيضا صدور قراءة مؤشر التغير في وظائف القطاعات عدا الزراعية والتي أظهر تباطؤ وتيرة خلق الوظائف إلى 157 ألف مقابل 248 ألف وظيفة مضافة في حزيران/يونيو، أسوء من التوقعات عند 191 ألف وظيفة مضافة، وجاء ذلك بالتزامن مع أظهر قراءة مؤشر الميزان التجاري اتساع العجز إلى 46.3$ مليار مقابل 43.2$ مليار في أيار/مايو الماضي، متفوقة على التوقعات التي أشارت لاتساع العجز إلى 46.5$ مليار.

وصولاً إلى الكشف عن قراءة مؤشر معهد التزويد الخدمي والتي أوضحت تقلص الاتساع إلى ما قيمته 55.7 مقابل 59.1 في حزيران/يونيو، أسوء من التوقعات عند 58.6، ونود الإشارة إلى أن مؤشر التزويد الخدمي الذي يعد مؤشر مركب حيال ظروف المرافق وتجارة التجزئة بالإضافة للإسكان, الرعاية الصحية والتمويل، تكمن أهميته في كون القطاع الخدمي في الولايات المتحدة يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي.

على الصعيد الأخر، فقد تابعنا كشف وزارة الزراعة الأمريكية عن توقعاتها بأن يبلغ محصول القمح الشتوي في الولايات المتحدة خلال العام التسويقي الذي بدء مع مطلع حزيران/يونيو الماضي نحو 657 مليون بوشل مقارنة بنحو 750 مليون بوشل في العام التسويقي السابق، وأن يبلغ محصول القمح الربيعي نحو 584 مليون بوشل مقارنة بنحو 385 مليون بوشل في العام السابق.

مع العلم أن جولة الربيع السنوية التي قامت أجريت في نورث داكوتا مؤخراً أوضحت أن التوقعات حيال المحاصيل تعد أقل من المتوسط، وجاء ذلك مع كشف وزارة الزراعة الأمريكية أيضا عن مبيعات القمح من المحاصيل الجديدة تسليم السنة التسويقية الجديدة والتي بلغت 382.5 ألف طن خلال الأسبوع المنقضي في 27 من تموز/يوليو بانخفاض 1% عن الأسبوع السابق، بينما تعد مرتفعة 21% عن متوسط الأربعة أسابيع الماضية.

وكانت تايوان على رأس قائمة المشترين بواقع 104.9 ألف طن، وتلتها الفلبين 104.0 ألف طن، ثم تلهما كل من إندونيسيا وسريلانكا 70.0 ألف طن و60.0 ألف طن علي التوالي، واشترت المكسيك 30.7 ألف طن، بينما ألغى مشتريين مجهولين شحنة 32.9 ألف طن، ورفضت الجزائر طلبية شراء 22.8 ألف طن، وذلك وفقاً لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية.

ونود الإشارة لكون ارتفاع أسعار العقود الآجلة لأسعار القمح للأعلى لها في ثلاثة أعوام عند مستويات 5.93$ للبوشل في وقت سابق يوم أمس الخميس، في أعقاب التقرير التي تطرقت إلى أن أوكرانيا سوف تحد من صادراتها من الحبوب بسبب الجفاف التي يضرب أوروبا وروسيا مؤخراً والعديد من المناطق عالمياً، الأمر الذي تم نفيه م نقبل وزارة الزراعة الأوكرانية عقب ذلك والتي أوضحت أن تخطط عوضاً عن ذلك مناقشة حجم الصادرات.