الدولار يعوّض بعض خسائره

ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي خلال جلسة هذا اليوم محققاً المكاسب مقابل سلّة العملات الرئيسية في العالم، و نرى بأن السلبية التي تحيط في الثقة في الأسواق المالية تكسب الدولار الأمريكي العزم الصاعد. لكن في الحقيقة، لا يجب ربط كامل حركة الدولار الأمريكي و الإيجابية فيه إلى إقبال المتداولين للدولار كملاذ آمن، أو أن نجزم بأن اتجاه المتداولين للدولار هذا اليوم كان بسبب عودة التشاؤم تجاه أزمة الديون الأوروبية، بل قد يكون ما نراه اليوم من ارتفاع في سعر صرف الدولار الأمريكي مجرّد عمليات جني أرباح لمراكز مالية سابقة في انتظار بيانات الوظائف الأمريكية يوم الجمعة القادم، بالإضافة لبيانات أوروبية و بريطانية غاية في الأهمية هذا الأسبوع.

في انتظار قرار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي هذا الأسبوع، صدرت بيانات هذا اليوم أشارت إلى انخفاض واضح في أداء قطاع الخدمات الألماني بحسب مؤشر مدراء المشتريات، حيث أظهر مؤشر قطاع الخدمات انخفاضاً من مستوى 58.3 إلى 56.7، أما   في الاتحاد الأوروبي عامة، فأشار مؤشر مدراء المشتريات لقطاع الخدمات إلى انخفاض من مستوى 54.2 إلى مستوى 53.7، فيما مؤشر مدراء المشتريات المركّب انخفض من 53.6 إلى 53.3. جاءت القاصمة من بيانات مبيعات التجزئة الأوروبية، حيث ظهر بأن مبيعات التجزئة قد انكمشت بمقدار 1.1% خلال شهر أيار الماضي.

كل تلك البيانات السلبية، إلى جانب عودة القلق تجاه أزمة الديون الأوروبية سببت بعض القلق بين المتداولين تجاه قرار البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس المقبل، حيث أن التوقعات تشير إلى احتمال رفع في سعر الفائدة، لكن مع هذه البيانات و هذه الحقائق، نرى بأن التوقعات تجاه رفع سعر الفائدة اهتزّت و لو قليلاً، مما سبب ضغوطاً سلبية واضحة على اليورو.

انخفض سعر صرف اليورو هذا اليوم مقابل الدولار الأمريكي بعد أن لامس الأعلى عند مستوى 1.4553 دولار لليورو الواحد، و انخفض بشكل واضح وصولاً إلى مستوى 1.4457 و استقرت التداولات الحالية قريباً من هذا المستوى. إن تداولات الزوج الحالية تقع فوق مستوى الدعم الهام 1.4440، و هذا المستوى يمثّل فاصلاً هاماً لاتجاه اليورو مقابل الدولار، و استقرار التداول فوقه، قد يعطي فرصة للزوج في أن يعود للارتفاع في محاولة جديدة لاختبار مستوى 1.4540، لكن كسر ذلك المستوى قد يسبب موجة هابطة لاختبار مستوى الدعم التالي حول 1.4375 دولار لليورو الواحد.

استطاع سعر صرف الجنيه الإسترليني تعويض خسائر كبيرة كان قد تكبّدها مع بداية تداولات هذا اليوم، حيث نرى بأن سعر صرف الجنيه الإسترليني انخفض نحو مستوى 1.5989 دولار خلال الفترة الصباحية المبكّرة اليوم، لكنه عاد و ارتفع نحو مستويات 1.6126 دولار للجنيه الإسترليني الواحد. يستفيد الجنيه الإسترليني من بعض التشاؤم الذي اتجاه نحو اليورو، و هذا ما يسبب ميلاً لشراء الجنيه الإسترليني. و قد ظهرت أيضاً أنباء عن محاولات رئيس الوزراء البريطاني تهدئة الناس تجاه الموازنة البريطانية على المدى البعيد و فوائد أساليب التقشّف على الفترات الزمنية البعيدة، استطاعت هذه أن تعطي بعض الاتجاه نحو الأسواق البريطانية مما أيضاً أفاد الجنيه الإسترليني.

يتداول سعر صرف الجنيه الإسترليني حالياً بين مستوى الدعم 1.6045 و قريباً من المقاوم 1.6130، و التي لو استطاع أن يحقق اختراقاً لها، فقد نرى الزوج يستمر في اتجاهه الصاعد، لكن كما أشرنا، فاختراق مستوى 1.6130 شرط لاستمرار الاتجاه الصاعد، و إلا كان على الجنيه الاتجاه نحو مستوى الدعم المشار له لمحاولة اكتساب العزم الصاعد مقابل الدولار، خصوصاً و أن الدولار الأمريكي بحد ذاته، ارتفع سعر صرفه مقابل سلّة العملات الأجنبية اليوم.

ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي هذا اليوم، رافقه ميل للانخفاض في سعر صرف الين الياباني مقابل سلّة العملات الأجنبية الرئيسية، و هذا كان دافعاً للدولار الأمريكي لأن يتداول قريباً من أعلى نطاقه الجانبي الذي بدأ مع بداية الشهر الماضي. يتداول سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني في هذه اللحظات حول مستويات 81.10 بعد أن لامس الأعلى له عند مستوى 81.18 ين للدولار الأمريكي الواحد، هذا و قد ارتفع سعر صرف الدولار بعد أن لامس الأدنى له مقابل الين الياباني عند سعر 80.51 ين للدولار.

تداولات زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني الآن قريبة من مستوى المقاومة المحوري 81.45، و التي باختراقها قد يفتح المجال نحو نشوء موجة صاعدة قوية، لكن الفشل في اختراق تلك المقاومة قد يكون بمثابة تحذير عن عودة الاتجاه الهابط لاختبار مستويات 80.75 و ربما بعيداً نحو 80.25 ين للدولار الواحد.