مخاوف مشكلة الدين الأمريكي تضرب في أسواق العملات

شهدنا هذا اليوم موجة هابطة لعديد من العملات الأجنبية مقابل الدولار الأمريكي، فيما تركّز الانخفاض على اليورو الذي يعاني في الأصل من انخفاض الثقة فيه بسبب أزمة الديون السيادية الأوروبية و مخاطر امتداداها. نقترب من الموعد النهائي لاتخاذ القرار في الولايات المتحدة تجاه رفع سقف الدين العام و تخفيض العجز الأمريكي، و هذا ما يزيد القلق في الأسواق المالية رغم أن هنالك توقعات كبيرة بأن الصفقة سوف يتم الاتفاق عليها. لكن، المشككون حالياً و عدم اليقين في عامة الأسواق، سببت موجة من عمليات جني الأرباح في عامة الأسواق انعكست على أسواق العملات لتنخفض العديد من العملات الأجنبية مقابل الدولار الأمريكي.

انخفض سعر صرف اليورو هذا اليوم مقابل الدولار الأمريكي لليوم الثاني على التوالي، فنرى الزوج و قد انخفض فاقداً الكثير من المكاسب التي حققها اليورو خلال الأسبوع الماضي، فرغم أن الاتجاه الصاعد استمر هذا الأسبوع في سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي، إلا أن الانخفاض الذي تعرّض له الزوج هذا اليوم و يوم أمس، كان كافياً لأن يقلب الاتجاه العام لهذا الأسبوع من صاعد إلى هابط.

يتداول سعر صرف اليورو الآن في ميل هابط واضح بعد أن اكتفى في الأعلى الذي حققه عند سعر 1.4400 دولار لليورو الواحد، و الموجة الهابطة اللحظية على الزوج دفعته نحو الأدنى 1.4267 دولار لليورو الواحد. الاتجاه الهابط مستمر، و كسر مستوى 1.4335 يعتبر سلبي جداً، و يقف اليورو الآن قريباً من مستوى الدعم 1.4270 و الذي بكسره قد تستمر الموجة الهابطة لملامسة مستوى الدعم التالي عند سعر 1.4215. لكن، في حال استطاع اليورو العودة للاستقرار فوق 1.4335، تخف عندها الضغوط السلبية على الزوج بشكل ملحوظ.

كذلك الأمر بالنسبة للجنيه الإسترليني، فهو يتداول اليوم في ميل هابط مقابل الدولار الأمريكي. لا يشهد الجنيه موجة هابطة قوية كما نراها مع اليورو، فالجنيه الإسترليني ليس من العملات ذات العائد المرتفع، بل قد نرى بعض الطلبات على الجنيه تتجه له تصاحب عمليات بيع اليورو. لذلك، الانخفاض الذي شهده الجنيه الإسترليني اليوم محدود جداً رغم التذبذب الكبير بين مستويات الزوج الأعلى 1.6363 و الأدنى 1.6292 دولار للجنيه الإسترليني الواحد.

التحليل الفني يميل للحيادية على الزوج، إذ أن عودة التداول ما دون مستوى 1.6365 أعادت الميل الهابط على الزوج، لكن  في المقابل، أمامنا مستوى الدعم 1.6250 و الذي في حال بقيت التداولات فوقه لكن تحت المقاومة المشار لها، قد ندخل اتجاهاً جانبياً دون وضوح في الاتجاهات.

الين الياباني يكتسب عزماً صاعداً هائلاً، و نراه يتداول على ارتفاع مقابل الدولار الأمريكي للأسبوع الرابع على التوالي، استمرت تداولات سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني هذا اليوم في ميلها الهابط رغم ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل العديد من العملات الأخرى، حيث أن الين الياباني يتم طلبه بشكل مكثّف في ظل عمليات جني الأرباح التي تحصل في الأسواق المالية و حالة القلق التي تكسب الين مزيداً من القوّة. انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي هذا اليوم مقابل الين الياباني بعد أن حقق الأعلى عند سعر 78.02 ليحقق الأدنى حتى هذه اللحظة عند 77.61.

ما يجب ملاحظته على زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني، هو أن نطاق تداول هذا اليوم يقع ضمن نطاق تداولات يوم أمس، و هذا يعتبر إشارة إلى أن الزوج يواجه طلباً على كل من العملتين رغم أن الميل الحالي هو لصالح الين الياباني في ظل القلق من أزمة دين أمريكية محتملة ، فيما الين الياباني يعتبر عملة تصفية مراكز مالية يستفيد من عمليات جني الأرباح.

الملفت للنظر في أسواق العملات هو الاتجاه الصاعد الذي يتّخذه سعر صرف الدولار الأسترالي و الدولار النيوزلندي مقابل الدولار الأمريكي، فنرى الدولار الأسترالي يتداول في مستويات قريبة من أسعاره الأعلى منذ 28 عاماً مضت و حقق الأعلى ل هذا اليوم عند 1.1074، فيما الدولار النيوزلندي يتداول حالياً بإيجابية قريباً من أسعاره القياسية التي تحققت يوم أمس عند 0.8764 دولار أمريكي. إن هذا لا يشير إلى أن الثقة مرتفعة، بل أن ذلك يعتبر انعكاساً لتوقعات فروق سعر الفائدة في أستراليا و نيوزلندا، فالتوقعات تشير إلى أن البنك الأسترالي و كذلك النيوزلندي قد يعمدان لرفع سعر الفائدة للحد من ارتفاع مستويات التضخم، فيما في الولايات المتحدة، يبدو بأنه شبه مؤكد بأن الفيدرالي لن يرفع سعر الفائدة خلال هذه السنة أبداً.