هل يعزز تقرير الوظائف احتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية بوتيرة 50 نقطة أساس فى مارس؟

على حسب الأجندة الاقتصادية العالمية، يصدر اليوم الجمعة، تقرير الوظائف الأمريكية، والذي يوفر دليلاً قوياً حول صحة سوق العمل فى الولايات المتحدة ، والذي يعول عليها كثيراً مجلس الاحتياطي الفيدرالي فى تحديد الوتيرة التي سوف يرفع بها أسعار الفائدة فى اجتماع آذار/مارس الجاري.

أدت شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" هذا الأسبوع أمام الكونغرس الأمريكي إلى حدوث انقلاباً فى تسعير العقود الآجلة لاحتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية فى اجتماع 21-22 آذار/مارس.

جيروم باول

جاءت تعليقات باول أكثر عدوانية وتشدداً عما كان متوقعا فى أسواق المال العالمية ، حيث رجح أن يرفع المركزي الأمريكي أسعار الفائدة إلى مستوي أعلى مما كان يُعتقد فى السابق ،وأنه قد يتحرك بوتيرة أسرع إذا استمرت الأرقام تشير إلى قوة النشاط الاقتصادي.

شهادة "جيروم باول" تٌحدث انقلابا فى تسعير الفائدة الأمريكية !

وشدد باول على أن أي قراراً لم يتخذ بعد ،وهذا الأمر محل نقاش ويتوقف على البيانات التي سيتم إصدارها قبل اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأمريكي فى غضون أسبوعين.

وقال باول أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب ، لدينا بعض البيانات المهمة التي تصدر قريباً ،فى إشارة إلى تقرير الوظائف المقرر صدوره اليوم الجمعة ،وبيانات أسعار المستهلكين المقرر صدورها يوم 14 آذار/مارس الجاري.

وقال الاقتصاديون في "مورجان ستانلي" إن تعليقات جيروم باول أمام الكونغرس الأمريكي فتحت الباب بقوة أمام عودة رفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة بداية من اجتماع آذار/مارس.

وبناءاً على السرد أعلاه ،يعتبر تقرير الوظائف أحد البيانات التي ينتظرها مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشغف حتى يحدد الوتيرة التي سوف يرفع بها أسعار الفائدة فى اجتماع الشهر الجاري.

سوق العمل الأمريكي

وعن بيانات سوق العمل الأمريكي الصادرة هذا الأسبوع ،فقد أظهرت تسجيل فرص العمل المتاحة فى كانون الثاني/يناير وتيرة أفضل كثيراً من توقعات الخبراء ،وأضاف القطاع الخاص الأمريكي وظائف جديدة أعلى كثيراً من التوقعات خلال شباط/فبراير.

وسجلت طلبات إعانة البطالة خلال الأسبوع المنتهي فى 4 آذار/مارس ،ارتفاعاً تجاوز التوقعات ،فى أول ارتفاع أسبوعي فى غضون الشهر الأخير ،ليتجاوز عدد المتقدمين للحصول على البطالة حاجز 200 ألف لأول مرة منذ الأسبوع المنتهي فى 7 كانون الثاني/يناير الماضي.

الجزء الأكبر والأهم من تلك البيانات جاء إيجابياً فى إشارة جديدة على المرونة الكبيرة التي تتمتع بها سوق العمل فى الولايات المتحدة، والتي تهدد ببقاء الأسعار عند مستوياتها المرتفعة ، واستمرار الضغوط التضخمية على صانعي السياسة النقدية بمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

ومن أجل إعادة تقييم تلك المرونة ،يترقب المستثمرون فى وقت لاحق اليوم ، تقرير الوظائف الشهري فى الولايات المتحدة ،والذي يتضمن عدد الوظائف الجديدة التي نجح الاقتصاد الأمريكي فى إضافتها خلال شباط/ فبراير،بالإضافة إلى معدل البطالة ومعدل الأجور بالساعة.

وعليه إذا أظهر التقرير بيانات قوية جديدة ،سوف تستمر الضغوط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي ،بما سوف يجعله أكثر عدوانية فى تشديد السياسة النقدية و العودة إلى رفع أسعار الفائدة بوتيرة 50 نقطة أساس مرة أخرى. 

التوقيت

تصدر بحلول الساعة 13:30 جرينتش بيانات الوظائف بالقطاع الغير زراعي التوقعات تشير إلي إضافة الاقتصاد الأمريكي 224 ألف وظيفة جديدة خلال شباط/فبراير من إضافة 517 ألف وظيفة في كانون الثاني/يناير ،مع استقرار معدل البطالة عند مستوي 3.4% ،ويصدر أيضا متوسط دخل الفرد بالساعة المتوقع ارتفاعاً بنسبة 0.3% بنفس القراءة السابقة.

الفائدة الفيدرالية

تسعير العقود الآجلة لاحتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية فى اجتماع 21-22 آذار/مارس بمقدار 50 نقطة أساس مستقراً فى الوقت الحالي عند 53% ،واحتمالات الرفع بمقدار 25 نقطة أساس مستقراً عند 47% حالياً.

التوقعات

إذا جاءت بيانات الوظائف الأمريكية أفضل من التوقعات ، أمراً يعطي علامة إيجابية جديدة على قوة سوق العمل فى الولايات المتحدة ،واستمرار الضغوط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وعليه سوف يرتفع تسعير احتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 50 نقطة أساس فى آذار/مارس من 53% إلى فوق 85% على الأقل ،ويتراجع تسعير احتمالات الرفع بمقدار 25 نقطة أساس من 47% إلى أقل من 15%.

حينها سوف يرتفع مؤشر الدولار الأمريكي لتسجيل مستويات أعلى جديدة فى عام 2023 والأعلى فى عدة أشهر ،عاكساً صعوداً قوياً فى مستويات العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية.

مع احتمالات قوية لانتعاش عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات مرة أخرى ،مع تسارع عمليات البيع فى أسواق الأسهم الأمريكية فى وول ستريت ، بالإضافة إلى التراجع فى أسواق السلع والمعادن.

وإذا جاءت البيانات أسوأ من التوقعات ،سوف تتراجع احتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 50 نقطة أساس فى آذار/مارس من 53% إلى دون 35% على الأقل ،ويرتفع تسعير احتمالات الرفع بمقدار 25 نقطة أساس من 47% إلى نحو 65%.

وعليه سوف تتراجع مستويات الدولار الأمريكي فى سوق صرف العملات الأجنبية ، مع استمرار هبوط عوائد سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل ، وانتعاش أسواق الأسهم فى وول ستريت ،وارتفاع أسعار المعادن والسلع.