اليورو يتخلي عن ذروة 4 أسابيع والأنظار على بيانات التضخم الأمريكية

تراجع اليورو بالسوق الأوروبية يوم الثلاثاء مقابل سلة من العملات العالمية ،ليتخلي عن أعلى مستوى فى أربعة أسابيع مقابل الدولار الأمريكي ،فى طريقها صوب تكبد أول خسارة خلال الأربعة أيام الأخيرة ، بفعل عمليات التصحيح وجني الأرباح.

وانتعشت مستويات العملة الأمريكية بقوة من مستويات منخفضة ،بعد تعهد الرئيس الأمريكي " جو بايدن" باتخاذ إجراءات لضمان سلامة النظام المصرفي فى الولايات المتحدة ،وبعدما أطلقت السلطات الفيدرالية إجراءات طارئة بالفعل لتعزيز الثقة المصرفية.

ومع تزايد الشعور بالتفاؤل حيال نجاح تلك الإجراءات فى احتواء تداعيات إفلاس سيليكون فالي بنك وبنوك أخري ، تحولت أنظار المستثمرون إلى بيانات التضخم الأمريكية التي تصدر فى وقت لاحق اليوم ،والتي توضح مدي الضغوط التضخمية على صانعي السياسة بمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

سعر صرف اليورو اليوم

انخفض اليورو مقابل الدولار بأكثر من 0.4% إلى 1.0679$ ، من سعر افتتاح التعاملات عند 1.0726 $،وسجل أعلى مستوى اليوم عند 1.0730$.

بنهاية تعاملات يوم الاثنين ،حقق اليورو ارتفاعا بنسبة 0.8% مقابل الدولار ، فى ثالث خسارة يومية على التوالي ،وسجل أعلى مستوى فى أربعة أسابيع عند 1.0748 دولارا ،بسبب تداعيات انهيار سيليكون فالي بنك فى الولايات المتحدة.

الفائدة الأوروبية

يترقب المستثمرون هذا الأسبوع اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي ،بحثا عن المزيد من الأدلة حول وجود زيادات أخرى فى أسعار الفائدة الأوروبية بعد الزيادة المنتظرة فى هذا الاجتماع بنحو 50 نقطة أساس.

تعهدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي"كريستين لاجارد"الأسبوع الماضي بفعل "كل ما يلزم" لإعادة استقرار الأسعار فى منطقة اليورو، ،وأكدت البنك المركزي الأوروبي مفوض فى مكافحة التضخم المرتفع فى معظم دول منطقة اليورو.

قال المحلل الاستراتيجي فى نومورا "جوردان روتشستر" من المرجح أن يضرب اجتماع البنك المركزي الأوروبي هذا الأسبوع نبرة متشددة بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأساسية القوية في منطقة اليورو. 

وأضاف روتشستر إنه من المحتمل حدوث تعديلات على توقعات التضخم للبنك المركزي الأوروبي بما يعزز التكهنات حول استمرار المسار المتشدد الحالي للسياسة النقدية الأوروبية.

وقال روتشستر ،نتوقع أن يرفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في كل من اجتماعات آذار/مارس وأيار/مايو وحزيران/يونيو ، تليها زيادة أخيرة بمقدار 25 نقطة أساس في تموز/يوليو.

الدولار الأمريكي

ارتفع مؤشر الدولار يوم الثلاثاء بنحو 0.4% ،ليرتد بقوة من أدنى مستوى فى شهر عند 103.48 نقطة المسجل بالأمس ،فى طريقه صوب تحقيق أول مكسب خلال الأربع جلسات الأخيرة ،عاكسا انتعاشا قويا فى مستويات العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية و الثانوية.

تعهد الرئيس الأمريكي "جو بايدن" يوم الاثنين باتخاذ "كل ما يلزم" لحماية النظام المصرفي فى الولايات المتحدة ،وأكد أن السلطات الحكومية ستفعل كل ما هو مطلوب لدعم البنوك فى تخطي الأزمة الحالية.

وأعلنت وزارة الخزانة والاحتياطي الفيدرالي والمؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع بشكل مشترك يوم الأحد عن الجهود التي تهدف إلى تعزيز الثقة بالنظام المصرفي فى البلاد ،وحماية المؤسسات المتضررة من عدم استقرار السوق بسبب انهيار سيليكون فالي بنك.

وبعد هذا التعهد وتلك الإجراءات الطارئة ،زاد الشعور بالتفاؤل فى الأسواق حيال إمكانية التغلب سريعا على تداعيات تلك الأزمة ،وزادت التحليلات التي تشير إلى أن إفلاس بعض البنوك الأمريكية حاليا لن يتطور إلى اندلاع أزمة مالية عالمية كالتي حدثت فى عامي 2007-2008.

قال كبير الاقتصاديين فى معهد التمويل الدولي "روبن بروكس" إن إفلاس سيليكون فالي بنك قصة جزئية وليست كلية ،إنها لا تغير كثيرا التوقعات حول مسار الاقتصاد الأمريكي ،تلك التوقعات حاليا هي نفس ما كانت عليه قبل أسبوع.

وبناءا على إمكانية احتواء الأزمة ،لا تزال السوق ترجح استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي فى رفع أسعار الفائدة الأمريكية ،حيث تسعير العقود الآجلة لاحتمالات رفع أسعار الفائدة فى اجتماع 21-22 آذار/ مارس بوتيرة 25 نقطة أساس مستقرا حاليا عند 53% ،وتسعير العقود الآجلة لاحتمالات بقاء أسعار الفائدة بدون أي تغيير مستقرا فى الوقت الحالي عند 47%.

ومن أجل إعادة تسعير العقود أعلاه ،تحول تركيز المستثمرين من المخاطر المصرفية إلى مخاطر التضخم فى الولايات المتحدة ،حيث تصدر فى وقت لاحق اليوم ،بيانات أسعار المستهلكين خلال شباط/فبراير ،والتي توضح مدي الضغوط التضخمية على صانعي السياسة النقدية بمجلس الاحتياطي الفيدرالي.