توالي ارتداد العملة الموحدة اليورو من الأدنى لها في خمسة أسابيع أمام الدولار الأمريكي

تذبذبت العملة الموحدة اليورو في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتدادها للجلسة الثانية على التوالي من الأدنى لها منذ 12 من آب/أغسطس الماضي أمام الدولار الأمريكي على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الجمعة من قبل اقتصاديات منطقة اليورو والاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم.

في تمام الساعة 06:39 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفع زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.03% إلى مستويات 1.1852، مقارنة بمستويات الافتتاحية عند 1.1848 بعد أن حقق الزوج أعلى مستوى له خلال تداولات الجلسة عند 1.1862،  بينما حقق الأدنى له عند 1.1843.

هذا وتتطلع الأسواق حالياً من قبل أكبر اقتصاديات منطقة اليورو ألمانيا صدور قراءة مؤشر أسعار المنتجين الذي يعد مؤشر مبدئي للضغوط التضخمية والتي قد تظهر الثبات عند مستويات الصفر مقابل نمو 0.2% في تموز/يوليو الماضي، ويأتي ذلك قبل أن نشهد الكشف عن قراءة الحساب الجاري لاقتصاديات منطقة اليورو ككل والتي قد توضح تقلص الفائض إلى ما قيمته 12.0 مليار يورو مقابل 20.7 مليار يورو في حزيران/يونيو الماضي.

بخلاف ذلك، فقد تابعنا بالأمس أعرب كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي لملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه عن كون الأيام المقبلة ستكون حاسمة حيال مفاوضات الخروج، موضحاً أن المقترحات البريطانية حيال مصايد الأسماك تعطي بصيص أمل ولكنها غير كاقية، وأن مشروع قانون السوق الداخلي في بريطانيا سيجعل موقف الاتحاد الأوروبي أكثر صرامة، مصيفاً أن بروكسل لا تزال تأمل في التوصل لاتفاق تجاري مع لندن.

ويذكر أن المفاوضات إعادة صياغة العلاقات المستقبلية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، تشهد حالة من التعثر في أعقاب اعتزام بريطانيا على تخطي القانون الدولي بخرق اتفاق الانسحاب الذي توصلت إليه مع الاتحاد والذي يقضي بترسيم الحدود بين إنجلترا وأيرلندا الشمالية، وذلك نظراً لرفض الأخيرة الخروج من دائرة الاتحاد الجمركي الأوروبي، الأمر الذي تسعي بريطانيا لتجاوزه معلله ذلك بأنها لن تسمح بتقسيم المملكة المتحدة.

وفي سياق أخر، تابعنا بالأمس تصريحات المدير الإقليمي لأوروبا في منظمة الصحة العالمية هانز كلوج في إيجاز حول تطورات وضع جائحة كورونا في منطقة اليورو بأن "الحالات الأسبوعية التي تم الإبلاغ عنها تجاوزت الآن التي تم الإبلاغ عنها عندما بلغ الوباء ذروته لأول مرة في أوروبا في آذار/مارس"، ووفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن المنظمة فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس لقرابة 29.74 مليون ولقي 937,391 شخص مصرعهم في 216 دولة.

على الصعيد الأخر، يترقب المستثمرين من قبل الاقتصاد الأمريكي صدور قراءة الحساب الجاري والتي قد تعكس اتساع العجز إلى 158$ مليار مقابل 104$ مليار في الربع الأول، وذلك قبل أن نشهد صدور قراءة المؤشرات القائدة والتي قد تعكس تباطؤ النمو إلى 1.3% مقابل 1.4% في تموز/يوليو، وبالتزامن مع الكشف عن القراءة الأولية لمؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين والتي قد تظهر اتساع إلى 75.0 مقابل 74.1 في آب/أغسطس.

ويأتي ذلك عقب ساعات من انقضاء فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح 15-16 أيلول/سبتمبر والذي تم الإبقاء من خلاله على أسعار الفائدة عند ما بين الصفر و0.25% وعلى برنامج شراء سندات الخزانة بواقع 80$ مليار شهرياً وسندات الرهن العقاري بواقع 40$ شهرياً على الأقل والكشف آنذاك عن توقعات أعضاء اللجنة الفيدرالية لمعدلات النمو، التضخم والبطالة بالإضافة إلى مستقبل أسعار الفائدة للأعوام الثلاثة المقبلة.

وفي نفس السياق، تابعنا الأربعاء الماضي المؤتمر الصحفي الذي عقده محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عقب انقضاء فعليات الاجتماع للتعقيب على قرارات وتوجهات اللجنة والتي تضمنت التوقعات بالبقاء على القائدة عند مستوياتها صفرية حتى 2023 على الأقل، والذي أعرب من خلاله عن أهمية السياسة المالية التحفيزية لدعم الاقتصاد وسط تأكيده على التزام الاحتياطي الفيدرالي باستخدام كافة أدواته لدعم التعافي.