إلى متى سوف يستمر المركزي الأوروبي فى رفع أسعار الفائدة بوتيرة 50 نقطة أساس ؟

أكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي"كريستين لاغارد" على الاستمرار فى مسار التشديد النقدي ورفع أسعار الفائدة لضمان عودة التضخم إلى المستهدف فى الوقت المناسب.

وقال أيضا عضو مجلس الإدارة التنفيذي فى البنك المركزي الأوروبي "فابيو بانيتا" قال إن البنك المركزي يجب ألا يلتزم مسبقا بأي تحركات سعرية محددة بعد اجتماعه فى آذار/مارس المقبل.

وتسعر أسواق المال حاليا زيادة بمقدار 50 نقطة أساس فى أسعار الفائدة الأوروبية خلال الاجتماعين المقبلين للمركزي الأوروبي فى شباط/فبراير وآذار/مارس.

لكن هناك تساؤلات هامة حول ما إذا كان البنك المركزي الأوروبي سيضطر إلى تخفيف موقفه المتشدد بعد ذلك؟ 

استخدمت رئيسة البنك المركزي الأوروبي "كريستين لاغارد" مرارا وتكرارا عبارة "البقاء فى المسار" عند الإشارة إلى قرارات أسعار الفائدة القادمة ،لكن بعض مراقبي السوق يشكون فى أن البنك سيحتفظ بموقفه المتشدد لفترة أطول.

التحركات السابقة

دخل البنك المركزي الأوروبي في مسار التشديد النقدي العام الماضي بأربع زيادات في أسعار الفائدة في محاولة للسيطرة على التضخم القياسي في جميع أنحاء منطقة اليورو.

البداية جاءت فى تموز/يوليو مع رفع أسعار الفائدة بوتيرة 50 نقطة أساس ،ثم رفعها مرتين بوتيرة 75 نقطة أساس فى أيلول/سبتمبر و تشرين الأول/أكتوبر ،ثم العودة إلى الرفع بوتيرة 50 نقطة أساس فى كانون الأول/ديسمبر الماضي وصولا لنطاق 2.50% كأعلى مستوى فى أسعار الفائدة الأوروبية منذ عام 2008 أيان اندلاع الأزمة المالية العالمية.

التضخم الأوروبي

أظهرت البيانات الأخيرة تباطؤ على مدي شهريين متتاليين فى التضخم الرئيسي فى أوروبا ، لكنه لا يزال بالقرب من مستواه القياسي عند 10.6% المسجل فى تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

ولا يزال التضخم المستقر حاليا عند 9.2% فى كانون الأول/ديسمبر ،أعلى بكثير من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%.

وعليه نجد التعليقات الأخيرة من مسؤولي البنك المركزي الأوروبي تؤكد على الاستمرار فى مسار التشديد النقدي الحالي من خلال رفع أسعار الفائدة بوتيرة كبيرة ،حتى يتم ترويض الأسعار والتضخم القياسي.

مراقبي البنك المركزي الأوروبي يسألون:إلى متى؟

قال المحلل "فرانشيسكو ماريا دي بيلا" لتليفزيون سي إن بي سي ، زادت حالة عدم اليقين بشأن تحركات البنك المركزي الأوروبي بعد شهر آذار/مارس القادم ،حيث أشار عدد قليل من أعضاء بنك أوروبا إلى مزيد من الارتفاعات فى أسعار الفائدة فى الربع الثاني من هذا العام.

وأوضح فرانشيسكو ،أن حجم الزيادات فى أسعار الفائدة بعد آذار/مارس ،سيعتمد على توقعات التضخم ،فمن المحتمل أن يسمح تباطؤ التضخم والأسعار للبنك المركزي الأوروبي بخفض وتيرة الرفع إلى 25 نقطة أساس فقط فى أيار/مايو وحزيران/يونيو.

وأظهر استطلاع أجرته رويترز في وقت سابق من هذا الأسبوع أن الأسواق توقعت أن يوقف البنك المركزي الأوروبي رفع أسعار الفائدة مؤقتا في الربع الثاني بمجرد أن يصبح سعر الفائدة على الودائع عند 3.25%.

قال المدير فى تي إس لومبارد "دافيد أونيجليا" تظهر تصريحات عضو البنك الأوروبي بانيتا أن الحمائم يعيدون تجميع صفوفهم ،لكن الصقور لا يزالون مسؤولين بقوة فى الاجتماعات التالية على الأقل.

وأوضح دافيد ،أن السيناريو الأساسي لديهم هو زيادتان بمقدار 50 نقطة أساس فى شباط/فبراير وآذار/مارس ،وقال إلى أي مدى سيكون البنك المركزي الأوروبي قادرا فعليا على المضي قدما بعد شهر آذار/مارس ، لا يزال يتعين رؤية ذلك.

وأضاف دافيد سعر الفائدة الأوروبية النهائي من 3.50 إلى 3.75٪ يبدو ممكنا ،ولكن البنك المركزي الأوروبي لا يمكن أن يتباعد كثيرا لفترة طويلة عن معدل بنك الاحتياطي الفيدرالي.

الاقتصاد الأوروبي

يبدو أن البيانات الاقتصادية في منطقة اليورو مفاجئة على الجانب الصعودي ،حيث أظهرت أرقام مؤشر مديري المشتريات المركب في منطقة اليورو الصادرة يوم الثلاثاء نموا إيجابيا.

تلك البيانات تقلل من احتمالات أن يضطر البنك المركزي الأوروبي إلى إنهاء أو حتى إعادة نبرته المتشددة، لكن المحللين لا يعتقدون أن البنك المركزي سيحتاج إلى الاستمرار في المسار المتشدد لفترة أطول.

وقال المحلل فى كابيتال إيكونوميكس "أندرو كينينغهام" لتليفزيون سي إن بي سي ،إنه يتوقع زيادة أخرى بمقدار 50 نقطة أساس فى شباط/فبراير وآذار/مارس ،ثم زيادة 25 نقطة أساس فى أيار/مايو وحزيران/يونيو.

وأضاف أندرو ،بعد ذلك ،نري أن أسعار الفائدة الأوروبية ستظل دون تغيير حتى النصف الثاني من عام 2024.