وسط أزمة مصرفية متصاعدة ..ما هي التوجهات المنتظرة من اجتماع البنك المركزي الأوروبي ؟

وسط أزمة مصرفية متصاعدة فى الولايات المتحدة وأوروبا ،تتجه أنظار الجميع فى أسواق المال العالمية اليوم الخميس صوب اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي ،حيث من المرجح رفع أسعار الفائدة الأوروبية بوتيرة 50 نقطة أساس ، للمرة الثالثة على التوالي.

وبعد إفلاس سيليكون فالي بنك فى الولايات المتحدة وتعثر بنك كريدي سويس فى أوروبا ، و تزايد مؤشرات إمكانية اندلاع أزمة مالية عالمية جديدة كتلك التي حدث أيان عامي 2007-2008 ،أصبح ما يشغل الجميع الآن معرفة هل تستمر البنوك المركزية فى محاربة التضخم آم تتمهل فى تشديد السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة حتى لا تتفاقم المخاطر المصرفية.

سيليكون فالي بنك

حيث أن السبب الرئيسي والمباشر وراء انهيار سيليكون فالي بنك هو ارتفاع أسعار الفائدة فى الولايات المتحدة ،حيث لجاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى التشديد النقدي ورفع تكاليف الاقتراض حتى يستطيع ترويض التضخم التاريخي فى البلاد.

وأسعار الفائدة الأمريكية المرتفعة، والتي وصلت إلى نطاق 4.75% كأعلى مستوى منذ أيلول/سبتمبر من عام 2007 ،أدت إلى خسائر فادحة فى أسهم شركات التكنولوجيا التي كان البنك يستفيد منها على نطاق واسع.

كريدي سويس

وعلى ما يبدو أن العدوى المالية انتقالا سريعا إلى أوروبا ،حيث هوت أسهم بنك كريدي سويس أمس الأربعاء بما يصل إلى 30% مسجلة أدنى مستوياتها على الإطلاق ، بعد أن قال أكبر مساهم في البنك إنه لا يمكنه تقديم المزيد من الدعم للبنك.

اقتربت مقايضات التخلف عن السداد لمدة عام لبنك كريدي سويس من المنطقة المتعثرة ، فى الوقت نفسه استبعد البنك الوطني السعودي المساهم بنسبة 9% فى البنك السويسري تقديم أي مساعدات مالية.

حيرة البنوك المركزية

وجدت البنوك المركزية نفسها أمام تحديا لم يكن فى الحسبان ،والذي يتمثل فى كيفية إعطاء الأولوية لمحاربة التضخم، الذي لا يزال مرتفع للغاية فى معظم الاقتصادات الكبري، في ظل تزايد المخاطر التي تواجه الاستقرار المالي العالمي.

توجهات المركزي الأوروبي

تنتظر أسواق المال بشغف اجتماع البنك المركزي الأوروبي كونه هو الأول لبنك من البنوك المركزية للاقتصادات العالمية يأتي فى غضون اضطرابات عنيفة طالت النظام المصرفي العالمي.

دخل المركزي الأوربي بالفعل على خط أزمة كريدي سويس ،وقام بالاتصال مباشرة بالبنوك التي تقع تحت إشرافه لاستجوابهم بشأن تعرضهم لبنك كريدي سويس.

وبناءا على الترجيح الحالي بأن البنك المركزي الأوروبي سوف يلتزم برفع أسعار الفائدة الأوروبية بوتيرة 50 نقطة أساس ،أصبح ما يشغل الأسواق هو معرفة التوجهات المستقبلية للبنك ،وهل يستمر فى محاربة التضخم؟ وما هي الزيادات الإضافية المنتظرة فى أسعار الفائدة الأوروبية؟ آم يتوقف البنك قريبا عن التشديد النقدي حتى لا يتأزم الاستقرار المالي.

توقيت القرارات

قرار الفائدة الأوروبية وبيان السياسة النقدية يأتي بحلول الساعة 13:15 بتوقيت جرينتش ، وتتحدث رئيسة المركزي الأوروبي "كريستين لاجارد" بحلول الساعة 13:45 بتوقيت جرينتش.

قرار الفائدة الأوروبية

غيرت أسواق المال رهاناتها على رفع أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي وسط اضطراب البنوك الأوروبية وتفاقم أزمة كريدي سويس.

تضع الأسواق الآن فرصة بنسبة 60٪ لرفع أسعار الفائدة في منطقة اليورو اليوم بمقدار 50 نقطة أساس ، وقبل تفاقم الأزمة كان تسعير الرفع مستقرا عند 90%.

قالت محللة العملات في بنك الكومنولث الأسترالي "كارول كونغ " هناك بالتأكيد خطر ألا يتابع البنك المركزي الأوروبي التزامه المسبق برفع 50 نقطة أساس بسبب مخاوف الاستقرار المالي.

وقال الخبراء فى بنك يو أو بي أنه من المتوقع أن يرفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال هذا الاجتماع.

التوجهات المحتملة

كون أغلب الترجيحات والتوقعات تشير إلى قيام البنك المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة الأوروبية بمقدار 50 نقطة أساس ، حتى لا يفقد المصداقية التي يتمتع بها.

سيكون تركيز الأسواق منصبا على بيان السياسة النقدية والمؤتمر الصحفي لرئيسة البنك كريستين لاجارد ،بهدف الحصول على إشارات حول مستقبل السياسة النقدية فى منطقة اليورو ،وحول الوضع الاقتصادي والمالي فى أوروبا.

إذا رجح البنك توجهات محاربة التضخم المرتفع ،والتأكيد على الاستمرار فى رفع أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة ،الأمر الذي سوف ينعكس بالإيجابي على سعر صرف اليورو أمام سلة من العملات العالمية .

إذا رجح البنك توجهات مخاطر الأزمة المصرفية ،مع الإشارة إلى التوقف مؤقتا عن التشديد النقدي ورفع أسعار الفائدة ، حينها سوف يتكبد سعر صرف اليورو خسائر فادحة أمام سلة من العملات العالمية.