الدولار النيوزيلندي يتراجع بسبب تباطؤ توقعات التضخم

تراجع الدولار النيوزيلندي بالسوق الأوروبية يوم الثلاثاء مقابل سلة من العملات العالمية ،ليستأنف خسائره مقابل نظيره الأمريكي ،والتي توقفت خلال الأيام الماضية ضمن عمليات التعافي من أدنى مستوى فى خمسة أسابيع ،يأتي هذا التراجع بعد بيانات أظهرت تباطؤ توقعات التضخم فى نيوزيلندا خلال العامين المقبلين.

أضافت تلك التوقعات المزيد من الشكوك حول الوتيرة التي سوف يرفع بها الاحتياطي النيوزيلندي أسعار الفائدة عندما يجتمع الأسبوع المقبل للمرة الأولى فى 2023 ،حيث أصبحت الأسواق أكثر ترددا فى الوقت  الحالي حول الرفع بوتيرة 50 نقطة أساس.

سعر صرف الدولار النيوزيلندي اليوم

انخفض الدولار النيوزيلندي مقابل نظيره الأمريكي بحوالي 0.4% إلى 0.6329 ، من سعر افتتاح تعاملات اليوم عند 0.6352، وسجل أعلى مستوى عند 0.6366. 

حقق الدولار النيوزيلندي بالأمس ارتفاعا بنسبة 0.8% مقابل الدولار ، فى ثاني مكسب فى غضون الثلاثة أيام الأخيرة ،مستفيدا من تباطؤ مستويات العملة الأمريكية ،وبفضل عمليات التعافي من أدنى مستوى فى خمسة أسابيع عند 0.6270.

توقعات التضخم

أظهر مسح للبنك الاحتياطي النيوزيلندي ،انخفاض توقعات التضخم فى نيوزيلندا للعامين المقبلين بمقدار 32 نقطة أساس إلى 3.30% خلال الربع الأول من هذا العام من 3.62% بنهاية الربع الرابع من العام الماضي.

وتظهر قراءة الربع الرابع 2022 عند 3.62% أن توقعات التضخم لمدة عامين فى نيوزيلندا كانت عند أعلى مستوى لها فى 30 عاما ،والتراجع خلال الربع الأول بمقدار 32 نقطة أساس ،يقلص الضغوط التضخمية على صانعي السياسة النقدية بالبنك الاحتياطي النيوزيلندي.

الفائدة النيوزيلندية

قلصت التوقعات أعلاه رهانات السوق على زيادة أخرى بمقدار 50 نقطة أساس فى أسعار الفائدة النيوزيلندية عندما يجتمع البنك الاحتياطي النيوزيلندي لأول مرة فى 2023 الأسبوع المقبل.

يقول رئيس إستراتيجية نيوزيلندا فى ويستباك "إيمري سبايزر" نتوقع أن يرفع الاحتياطي النيوزيلندي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس الأسبوع المقبل ،لكن أصبحت الأسواق أكثر ترددا فى الوقت الحالي ،وهو ما يؤثر سلبا على سعر صرف الدولار النيوزيلندي.

توقعات 2023

يتوقع بنك آيه أس بي أحد أكبر البنوك فى نيوزيلندا ،أن يرتفع الدولار النيوزيلندي خلال النصف الأول من عام 2023 ،قبل أن يتحول إلى الخسائر خلال النصف الثاني.

قال المحللون فى بنك أيه أس بي ومقره أوكلاند ،إن الوضع العام لا يزال كما هو ،ارتفاع فى المدى القريب فى مستويات الدولار النيوزيلندي ،قبل اتجاه أكثر استدامة هبوطياً على المدى المتوسط ،وهو ما سوف يترك الدولار النيوزيلندي أقل من المستويات الحالية بحلول آذار/مارس 2024.

يقول الخبير الاقتصادي فى بنك آيه أس بي "ناثانيال كيل" ،إن زيادة قوة الدولار النيوزيلندي على المدى القريب تبدو وكأنها احتمالية واقعية من هنا ،حيث توفر الاتجاهات العالمية وبنك الاحتياطي النيوزيلندي الزخم لتحقيق ذلك.

وأضاف كيل ،معنويات المخاطرة المحسنة بعد إعادة فتح الاقتصاد الصيني وتوقعات النمو العالمي الأقل تشاؤماً بمثابة دعم ونعمة للدولار النيوزيلندي ،لذلك إذا استمرت المعنويات فى التحسن فمن المرجح أن يرتفع الدولار النيوزيلندي.

وأضاف كيل ،فى الوقت الذي يشير البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تباطؤ فى وتيرة رفع أسعار الفائدة يؤكد بنك الاحتياطي النيوزيلندي على قدرته بتحميل مزيد من التشديد النقدي ،وعليه فقد تكون فروق العائد مواتية للدولار النيوزيلندي على المدى القريب.

وأوضح كيل ،إن المعنويات الأفضل فى الأسواق من شأنها تساعد الدولار النيوزيلندي فى الاتجاه الصعودي مقابل الين الياباني الذي يعتبر ملاذاً آمناً ،والحفاظ على قوته مقابل الجنيه الإسترليني واليورو ،لكن من المتوقع أن تفسح المكاسب على المدى القريب المجال في النهاية لمزيد من الانخفاض في قيمة الدولار النيوزيلندي على المدى الأطول.

وقال كيل ،لا تزال توقعاتنا الجديدة تشير إلى أن زوج الدولار النيوزيلندي / الدولار الأمريكي يتجه إلى الانخفاض على المدى المتوسط نظرا لمجموعة متنوعة من العوامل الهيكلية ،حيث يبلغ عجز الحساب الجاري لنيوزيلندا عند أعلى مستوياته منذ عدة عقود حول 8٪ ومن المرجح أن يتسع أكثر خلال الأرباع القادمة قبل إغلاقه.