الدولار يستأنف المكاسب أمام الين في أخر جلسات الأسبوع ويعد بصدد ثالث مكاسب أسبوعية له على التوالي

تذبذب الدولار الأمريكي في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتداده للجلسة الرابعة في ستة جلسات من الأدنى له منذ 11 من شباط/فبراير الجاري أمام الين الياباني عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها عن الاقتصاد الياباني ثالث أكبر اقتصاد في العالم وعلى أعتاب حديث أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح في نيويورك في وقت لاحق اليوم الجمعة.

في تمام الساعة 06:13 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفع زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني بنسبة 0.06% إلى مستويات 110.77 مقارنة بمستويات الافتتاحية عند 110.70 بعد أن حقق الزوج أعلى مستوى له خلال تداولات الجلسة عند 110.81، بينما حقق الأدنى له عند 110.63.

هذا قد تابعنا عن الاقتصاد الياباني صدور القراءة السنوية لمؤشر أسعار المستهلكين الوطني والتي أظهرت تباطؤ النمو إلى 0.2% متوافقة مع التوقعات مقابل 0.3% في القراءة السابقة لشهر كانون الأول/ديسمبر، بينما أوضحت القراءات السنوية للمؤشر ذاته المستثنى منها الطعام الطازج والمستثني منها الطاقة والطعام الطازج تسارع النمو إلى 0.8% متوافقة مع التوقعات مقابل 0.9%، وإلى 0.4% متوافقة أيضا مع التوقعات مقابل 0.3%.

بخلاف ذلك، فقد تابعنا الأربعاء الماضي أعرب وزير المالية الياباني تارو أسو أنه لم يتم التطرق للقضايا المتعلقة بعملة بلاده الين ضمن المحادثات التجارية الأخيرة مع الولايات المتحدة في أيلول/سبتمبر الماضي، وأنه سيقوم بمناقشة ذلك الأمر مع الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر بنفسه لاحقاً، بسبب تأثر الين بالمحادثات التجارية الجارية بين واشنطون وبكين والذي يعتبره المستثمرين دائماً ملاذ آمن يلجوا إليه مع التوترات التجارية.

وجاء ذلك عقب ساعات من أعرب محافظ بنك اليابان هاروهيكو كورودا يوم الثلاثاء الماضي أمام البرلمان الياباني عن كون البنك المركزي الياباني على أتم الاستعداد للتوسع في التحفيز إذا ما أضر الصعود القوي للين الياباني بالاقتصاد وأعاق الجهود المبذولة لدفع الضغوط التضخمية إلى هدف بنك اليابان عند اثنان بالمائة، ونود الإشارة لكون من بين السياسات التوسعية التي قد ينتهجها بنك اليابان، خفض الفائدة وزيادة حجم برنامج شراء الأصول.

ويذكر أن الحكومة اليابانية أعلنت في مطلع الشهر الجاري عن عطلة مدتها عشرة أيام بداً من السبت الموافق 27 من نيسان/أبريل المقبل وحتى الاثنين الموافق السادس من أيار/مايو القادم لاحتفالات اليابان بصعود الإمبراطور الجديد للحكم هناك خلال تلك العطلة الرسمية، وذاك على أن يتم تتويج ولي العهد مع مطلع أيار/مايو، ونود الإشارة لكون تلك العطلة التي ستدوم ستة أيام عمل كاملة ستكون الأطول في تاريخ اليابان

على الصعيد الأخر، يترقب المستثمرين لما سيسفر عنه حديث أعضاء اللجنة الفيدرالية بدايتاً من رئيس بنك نيويورك الاحتياطي الفيدرالي جون ويليامز والذي سيشرك في حلقة نقاش تحت عنوان "آفاق التضخم مع اقتصاد عالي الضغط"، وذلك قبل قيامه في وقت لاحق اليوم بتقديم الملاحظات الختامية لليوم السنوي الأول المشترك للبحوث حول الأدوات الكمية لمراقبة الأحوال الاقتصادية والمالية الكلية والذي ينظمه بنك أتلانتا وبنك نيويورك.

كما سيطل علينا في وقت لاحق نائب محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي ريتشارد كلاريدا ليلقي خطاباً تحت عنوان "مراجعة الاحتياطي الفيدرالي لاستراتيجيات السياسة النقدية والأدوات المالية والاتصالات" خلال فعليات منتدى السياسة النقدية الأمريكية، وذلك قبل أن نشهد مشاركة كل من رئيس بنك سانت لويس جيمس بولارد ونائب محافظ الفيدرالي راندال كوارلز في حلقة نقاش تحت عنوان "مستقبل الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي".

ويأتي ذلك عقب ساعات من الكشف عن محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح الذي عقد في 29-30 كانون الثاني/يناير والذي أبقى من خلاله صانعي السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة عند ما بين 2.25% و2.50% مع المضي قدماً في خفض عمليات إعادة شراء السندات بواقع 50$ مليار شهرياً، وأفادت اللجنة عزمها التحلي بالصبر ومراقبة البيانات الاقتصادية قبل استأنف تشديد السياسة النقدية.