الين الياباني يقبع عند قاع شهرين بسبب العائد على السندات الأمريكية

تراجع الين الياباني بالسوق الأوروبية يوم الخميس مقابل سلة من العملات العالمية ،ليواصل خسائره لليوم الثاني على التوالي مقابل الدولار الأمريكي ،على وشك ملامسة أدنى مستوى فى شهرين ، بسبب الصعود الواسع فى العائد على السندات الأمريكية.

بجانب تصريحات أحد أعضاء بنك اليابان المركزي حول الحفاظ على السياسة النقدية المرنة ، مقلصا من المخاوف حول وجود تضخم مستدام فى ثالث أكبر اقتصاد فى العالم ،الأمر الذي يعزز التكهنات حول صعوبة رفع أسعار اليابانية خلال هذا العام.

سعر صرف الين الياباني اليوم

ارتفع الدولار مقابل الين اليوم الثلاثاء بنسبة 0.5% إلى (136.87 ين) ، من سعر افتتاح تعاملات اليوم عند (136.16 ين)، وسجل أدنى مستوى عند (136.02 ين). 

أنهي الين تعاملات الأمس منخفضا بأقل من 0.1% مقابل الدولار ،ليستأنف خسائره التي توقفت على مدار يومين ضمن عمليات ارتداد مؤقت من أدنى مستوى فى شهرين عند 136.92 ينات لكل واحد دولار أمريكي.

التعاملات الشهرية

على مدار شهر شباط/فبراير الماضي ،فقد الين الياباني نسبة 4.7% مقابل الدولار الأمريكي ، فى أول خسارة شهرية فى غضون الأربعة أشهر الأخيرة ،بأول خسارة شهرية فى 2023 ،وبأكبر خسارة شهرية منذ حزيران/يونيو 2022.

تعاذ تلك الخسارة الشهرية الضخمة إلى تجدد عمليات شراء الدولار الأمريكي كأفضل استثمار متاح ، فى ظل صعود مستمر فى عوائد السندات الأمريكية ،حيث عززت سلسلة من البيانات الاقتصادية القوية فى الولايات المتحدة ،من احتمالات استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي فى رفع أسعار الفائدة لأطول فترة ممكنة هذا العام.

العائد على السندات الأمريكية

ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات يوم الخميس بنسبة 1.2% ،ليوسع مكاسبه للجلسة الثالثة على التوالي ،مسجلا أعلى مستوى فى أربعة أشهر عند 4.046% ،الأمر الذي يعزز من فرص الاستثمار فى الدولار الأمريكي.

العائد على السندات الأمريكية يتخطي حاجز 4% للمرة الأولى منذ نوفمبر

استمرار ارتفاع عوائد السندات الأمريكية ،يدعم المكاسب القوية للدولار الأمريكي مقابل الين الياباني ، حيث تتسع الفجوة بين عوائد السندات طويلة الأجل بين اليابان والولايات المتحدة.

يأتي هذا التطور فى سوق سندات الولايات المتحدة ،عقب تعليقات مشددة من أحد مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي ،عززت احتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية بوتيرة 50 نقطة أساس خلال الاجتماع المنتظر فى وقت لاحق من هذا الشهر.

تعليقات يابانية

قال عضو البنك المركزي الياباني "هاجيمى تاكاتا" يوم الخميس إنه يجب الحفاظ على السياسة النقدية المرنة لدعم الاقتصاد الياباني ،وأضاف أن التضخم فى البلاد مرتفع بسبب ارتفاع تكاليف المواد الخام ،وأن البلاد لم تشهد بعد زيادات مستدامة فى التضخم مصحوبة بزيادة فى الأجور.

وأضاف تاكاتا ،وبالتالي من المرجح أن ترتفع أسعار المستهلكين بوتيرة أقل في النصف الثاني من السنة المالية 2023 ،وقد يتجنب الاقتصاد ارتفاع التضخم بصورة مستمرة إذا ظلت الشركات حذرة بشأن رفع الأجور.

كازو أويدا

الجدير بالذكر ،أن محافظ بنك اليابان المركزي المعين "كازو أويدا" قد أعرب أمام البرلمان الياباني مؤخرا عن تأييده لأوضاع السياسة النقدية المرنة التي يتبعها البنك المركزي فى الوقت الحالي ،وحذر من أن الشكوك المتعلقة بالتعافي الاقتصادي فى البلاد لا تزال عالية جدا.

وأوضح أويدا ،أن السياسة النقدية يجب أن تحدد من خلال مراقبة التوقعات الاقتصادية و مستويات الأسعار  ،وأن الاقتصاد الياباني يتعافي من الأضرار الناجمة عن جائحة فيروس كورونا.

وأشار أويدا ،أن ارتفاع الأسعار فى البلاد ليس مدفوعا بالطلب القوي ،لكنه مرتبط بارتفاع أسعار الواردات من المواد الخام ،وأن معدل التضخم الحالي عند 4% هو أعلى من المستهدف للبنك المركزي على المدى المتوسط عند 2%.

وتوقع أويدا أن ينخفض معدل التضخم إلى أقل من 2% فى النصف الثاني من السنة المالية القادمة ،وأن السياسة النقدية ستستغرق بعض الوقت حتى يظهر تأثيرها على الاقتصاد ،وأن تلك السياسة هي وسيلة ضرورية ومناسبة لتحقيق مستهدف التضخم.

وقال أويدا ،هناك احتمالات مختلفة حول الشكل الذي يمكن أن يبدو عليه منحني عائد السندات الحكومية فى المستقبل ،وفى الوقت الحالي ، يحتاج بنك اليابان إلى مراقبة ما إذا كانت الإجراءات التي اتخذها في كانون الأول/ديسمبر الماضي ستساعد في تخفيف آثار سياسة التحكم فى المنحني أم لا.