التضخم فى أوروبا ..مستوى قياسي جديد ..أم بداية التباطؤ ؟

تتجه أنظار أسواق المال العالمية خاصة الأوروبية منها غدا الأربعاء صوب بيانات أسعار المستهلكين فى أوروبا خلال تشرين الثاني/نوفمبر ،والتي سوف تساهم كثيرا فى تسعير احتمالات رفع أسعار الفائدة لبنك أوروبا المركزي خلال اجتماع كانون الأول/ديسمبر المقبل.

سجلت وتيرة التضخم الأوروبية أعلى مستوياتها على الإطلاق فى تشرين الأول /أكتوبر عند معدل 10.6% ،فهل تستمر الأسعار فى تسجيل مستويات قياسية جديدة أم تسجل تراجعا يكون بداية مرحلة التباطؤ ؟

التوقيت

يصدر غدا الأربعاء بحلول الساعة 10:00 بتوقيت جرينتش مؤشر أسعار المستهلكين فى أوروبا المتوقع معدل 10.4% خلال تشرين الثاني/نوفمبر من 10.6% فى تشرين الأول/أكتوبر.

كريستين لاجارد

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي "كريستين لاجارد" يوم الاثنين أمام لجنة الشئون الاقتصادية والنقدية بالبرلمان الموحد فى بروكسيل أن التضخم فى منطقة اليورو لم يبلغ ذروته بعد ،وأنه يخاطر بالتحول إلى مستوي أعلى مما كان متوقعا حاليا.

التوقعات

معظم توقعات الاقتصاديين وأسواق المال العالمية تشير إلى تراجع وتيرة التضخم الأوروبي إلى 10.4% خلال تشرين الثاني/نوفمبر من 10.6% فى تشرين الأول/أكتوبر.

توقعات قد تقلص الضغوط التضخمية إلى حد ما على صانعي السياسة النقدية بالبنك المركزي الأوروبي ،لكن التراجع بتلك الوتيرة الضعيفة ،لن يؤثر كثيرا على احتمالات رفع أسعار الفائدة الأوروبية بمقدار 75 نقطة أساس خلال اجتماع 15 كانون الأول/ديسمبر المقبل.

وبالعودة إلى تصريحات كريستين لاجارد ،فمن غير المستبعد تماما الآن ،تسجيل أسعار المستهلكين فى أوروبا مستوى قياسي جديد خلال تشرين الثاني/نوفمبر ، وعليه سوف تسعر الأسواق بشكل كامل احتمالات رفع أسعار الفائدة الأوروبية بمقدار 75 نقطة أساس للمرة الثالثة على التوالي.

اليورو

مما لا شك فيه أن  تسجيل أسعار المستهلكين مستويات قياسية جديدة فى أوروبا سوف تصب فى صالح ارتفاع سعر صرف اليورو مقابل سلة من العملات العالمية.

حيث حينها سوف يحتاج البنك المركزي الأوروبي إلى الاستمرار فى رفع أسعار الفائدة الأوروبية بوتيرة كبيرة حتى يستطيع النجاح فى ترويض التضخم القياسي.

تسجيل أسعار المستهلكين تراجعا يفوق توقعات الاقتصاديين ،أمرا لن يصب فى صالح العملة الأوروبية الموحدة اليورو ،حيث تتقلص احتمالات رفع أسعار الفائدة فى أوروبا من 75 نقطة أساس إلى 50 نقطة فقط ،وحينها سوف يظل المركزي الأوروبي يقدم أسعار فائدة أقل بالمقارنة بالبنوك المركزية العالمية الأخرى.