الذهب و الفضة ينخفضان مع إعلان اتفاق لتفادي التخلّف عن سداد الديون

أعلن السيد أوباما بأن الزعماء الديمقراطيين و الجمهوريين قد توصّلوا لاتفاق تجاه خفض العجز الأمريكي و كذلك تفادي حدوث تخلّف عن السداد، فيما أشار أوباما أيضاً بأن الإنفاق سوف يخفّض حوالي تريليون دولار على مدى العشر سنوات القادمة. كما و قد أشار أوباما بأن التخفيضات في الإنفاق لن تكون سريعة و هذا ما سوف يجعلها غير مؤثرة سلباً في الاقتصاد، و قد أشار إلى أن الرؤية الأمريكية تجاه تخفيض العجز سوف تكون بنحو متوازن خلال الأشهر المقبلة.

إن تعديلات قد تنشأ في الضرائب الأمريكية، و هي عائدة للرئيس الأمريكي السابق " جورج بوش "، سوف يتم تطبيقها قبل عام 2013 و هي خاصة في الأمريكيين الأثرياء، فيما تم الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي  أوباما سوف يستخدم حق الفيتو ضد أي تمديد للتخفيضات التي وضعها الرئيس الأمريكي السابق له في حال لم يتم تنفيذ الإصلاح الضريبي.

إن هذا الإعلان كان بمثابة الماء البارد الذي سكب على النيران في الأسواق المالية ! فارتاح المتداولون و عمّت موجة من التفاؤل حتى مع وجود بعض المشككين في وضع الاقتصاد الأمريكي و قدرته على الوفاء بالتزاماته طويلة و متوسطة الأمد، حيث أن مساعد في مجلس الكونجرس أشار بأن مجلس الشيوخ سوف يصوّت اليوم على الاتفاقية المقترحة فيما سوف يتم عمل جلسات للنقاش لاحقاً، و سوف تكون مغلقة، و هذا ما يقلق البعض، إلا أن الميل العام في الأسواق المالية لا شك في أنه ميّال للتفاؤل بعد موجة التشاؤم التي عمّت السوق يوم الجمعة الماضي.

بعد أن ارتفع سعر الذهب خلال جلسة الجمعة الماضي بمقدار 0.62%، عاد هذا اليوم لينخفض بمقدار 0.89% ليتداول سعر الذهب اليوم حول مستوى 1612.70 دولار للأونصة الواحدة، فيما انخفض سعر الفضة هذا اليوم 1.40% بعد ارتفاعه جلسة نيويورك يوم الجمعة الماضي بمقدار 0.43%، و نرى بأن سعر الفضة الآن يتداول حول مستوى 39.34 دولار للأونصة مقارنة بإغلاق نيويورك يوم الجمعة الماضي عند مستوى 39.90 دولار. بالنسبة للبلاتين، فعلى العكس تماماً، فقد ارتفع خلال جلسة اليوم بمقدار 0.90% ليعوّض الخسائر التي تكبّدها خلال الجمعة الماضي حين انخفض بمقدار 0.45%. يتداول سعر البلاتين الآن حول مستوى 1791.00 دولار للأونصة. الأسعار المشار لها بأسعار اليوم للمعادن الثمينة هي كما نراها في تماما الساعة 01:56 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 05:56 صباحاً بتوقيت غرينتش ).

انخفاض هائل في طلبات الملاذ الآمن، و هذا ما خفّض كل من سعر الذهب و الفضة اليوم، فيما المضاربة في الذهب و الفضة فضّلت الاتجاه نحو الأسواق المرتفعة العائد و أسواق الأسهم التي وفّرت اليوم فرصاً ممتازة. بالنسبة للبلاتين، فلأنه المعدن الأكثر ارتباطاً في الثقة في الأسواق الدولية و توقعات النمو فيه، فنراه عاكس كل من حركة الذهب و الفضة، فقد انخفض خلال تداولات يوم الجمعة عندما عم التشاؤم الأسواق المالية، لكن اليوم ارتفع وسط اعتقاد المتداولين بأن الاقتصاد الدولي تجنّب كارثة اقتصادية كان من الممكن أن تحل به في حال تخلّفت الولايات المتحدة عن الوفاء بالتزاماتها.

ارتفعت مؤشرات الأسهم، و ارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية و الأوروبية، و نرى الآن بأن أسواق آسيا تداولت بشكل إيجابي جداً، و ارتفع مؤشر نيكاي بمقدار 1.30% و ارتفع مؤشر هانج سينج بمقدار 0.20%، فيما مؤشر هانج سينج حقق ارتفاعاً مقداره 1.40% و ما زال يتداول بإيجابية. إن هذه التداولات تثبت الثقة التي اندفعت لتسيطر على جمهور المتداولين رغم أن هنالك بعض المشككين.

في الحقيقة، لا يجب أن نوقن بأن الثقة سوف تبقى مسيطرة، فالمشككين حالياً ما زالوا ينظرون لاتخاذ القرار النهائي و ووضع تفاصيل الخطط الأمريكية. لا يجب أن ننسى أيضاً أزمة الديون السيادية الأوروبية و كذلك مشاكل ارتفاع مستويات التضخم في عديد من دول العالم و انخفاض أداء الاقتصاد الدولي، و هذا ما يبقي على الميل الصاعد العام لسعر الذهب. لكن، لا نستبعد أن نرى تذبذباً كبيراً و ربما موجات تصحيحية هابطة للذهب في حال بقيت حالة الثقة الحالية في الأسواق المالية.

EcPulse