لماذا تكبد مؤشر داو جونز أكبر خسارة فى عامين ..؟

عمليات بيع مكثفة سيطرت على أسواق الأسهم الأمريكية فى وول ستريت فى جلسة أمس الأربعاء دفعت مؤشر داو جونز الصناعي إلى تكبد أكبر خسارة يومية فى عامين ،وقبل افتتاح جلسة اليوم الخميس انخفضت العقود الآجلة للمؤشر لأدنى مستوى فى 14 شهرا.

وتعاذ تلك الخسارة الفادحة إلى العديد من الأسباب، سوف نحاول التطرق إليها خلال هذا التقرير، مع إضافة أهم التوقعات حول مستقبل أداء المؤشرات الكبرى فى وول ستريت.

مؤشر داو جونز

أغلق مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم كبرى الشركات جلسة الأربعاء منخفضاً 1,164.52 نقطة بما يعادل نسبة 3.57 % إلى 31,490.08 نقطة ، بأكبر خسارة يومية منذ 11 حزيران/يونيو 2020.

"داو جونز" يهبط بأكثر من 1100 نقطة ويغلق على أسوأ أداء يومي في عامين

انخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز يوم الخميس قرابة 1.5% ، لتواصل خسائرها الواسعة لليوم الثاني على التوالي ، مسجلة أدنى مستوى فى 14 شهرا عند 31,006 نقطة ،قبل افتتاح جلسة التداولات الرسمية فى وول ستريت.

أرباح الشركات

السبب الرئيسي فى الخسارة الفادحة لمؤشر داو جونز تقارير أرباح ربع سنوية مخيبة للآمال من وول مارت و تارجت ، والتي أظهرت تضرر الأرباح بشدة نتيجة ارتفاع تكاليف الوقود ،وتباطؤ طلب المستهلكين بسبب ارتفاع الأسعار.

انخفضت أسهم تلك الشركات بمتوسط 24% خلال جلسة الأربعاء ،وانخفضت أسعار الأسهم وقت كتابة هذا التقرير فى تداول ما قبل افتتاح جلسة اليوم الخميس.

تظهر تلك التقارير من كبرى شركات التجزئة فى الولايات المتحدة أن التضخم الذي سجل فى نيسان/أبريل أعلى مستوى منذ عام 1981 ،يؤثر بشدة على أرباح الشركات ،الأمر الذي ينذر بلا أدنى شك حدوث ركود فى أكبر اقتصاد فى العالم.

الاحتياطي الفيدرالي

تعهد رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" هذا الأسبوع بأن البنك المركزي الأمريكي سيرفع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى ممكن لمكافحة التضخم المحموم.

عززت تلك التصريحات من احتمالات استمرار أكبر بنك مركزي فى العالم فى رفع سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار 50 نقطة خلال الاجتماع المقبلة ، حتى يصل إلى أعلى مستوى ممكن فى أقرب وقت.

والخسائر الفادحة فى وول ستريت مؤخرا ،توضح مدي المعاناة التي تسيطر على الأسهم الأمريكية هذا العام فى بيئة رفع أسعار الفائدة فى الولايات المتحدة.

الركود الاقتصادي 

يظل المستثمرون قلقين من أن الإجراء الجاد من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي للحد من التضخم قد يؤدي إلى انكماش أكثر حدة. 

وأصدر العديد من المحللين الاستراتيجيين في وول ستريت بعض التوقعات السيئة للأسهم ، بعدما دفعت زيادات بنك الاحتياطي الفيدرالي الاقتصاد إلى الركود بالفعل خلال الربع الأول.

انخفض الناتج المحلي الإجمالي فى الولايات المتحدة في الربع الأول بمعدل 1.4٪ ، ويخشى الإستراتيجيون من حدوث تباطؤ أعمق في المستقبل.

التوقعات

قال الخبير الاقتصاد العالمي "محمد العريان" إن عمليات البيع فى الأسهم الأمريكية قد دخلت مرحلة جديدة ،وأوضح الخبير فى يو بي أس "أرت كاشين" إن الأسهم الأمريكية معرضة الآن لخطر عمليات أعمق.

ونتوقع هنا فى موقع "أف اكس نيوز تودي" استمرار سيطرت عمليات البيع المفتوحة على الأسهم الأمريكية ، بما يعني تحرك معظم المؤشرات الرئيسية فى وول ستريت لمستويات منخفضة جديدة فى عدة سنوات خلال الفترة القصيرة المقبلة.