مكاسب قوية للأسهم الأمريكية فى وول ستريت .. فهل بدأت رحلة التعافي ؟

حققت الأسهم الأمريكية فى وول ستريت مكاسب قوية فى ختام جلسة يوم الجمعة لتواصل صعودها الواسع لثاني جلسة على التوالي ، مسجلة أعلى مستوياتها فى أسبوعين ، وسط تحسن ملحوظ فى شهية المخاطرة لدى المستثمرين.

المكاسب القوية التي تعد الأكبر منذ أوائل أيار/مايو الماضي، أثارت السؤال حول هل بدأت رحلة تعافي الأسهم الأمريكية بالفعل ؟ آم المكاسب تعكس طفرة على المدى القصير يتابعها هبوطا لمستويات أدنى جديدة عن تلك المسجلة فى 19 شهرا ؟

وللإجابة على هذه الأسئلة الهامة ،يجرب التطرق فى البداية إلى الأسباب الكامنة وراء القفزة الهائلة للأسهم خلال جلسة الجمعة ،وحينها نستطيع الوصول إلى رؤية أكثر وضوحا حول الأداء المستقبلي المتوقع للأسهم الأمريكية فى وول ستريت!

مؤشرات وول ستريت

حققت مؤشرات وول ستريت بجلسة يوم الجمعة ارتفاعا بمتوسط 3% ، فى ثاني مكسب يومي على التوالي ،وبأكبر مكسب يومي منذ 4 أيار/مايو الماضي ، وسجلت أعلى مستوى فى أسبوعين.

وخلال جلسة يوم 17 حزيران/يونيو الجاري ،سجلت مؤشرات داو جونز الصناعي و ستاندرد أند بورز 500 الأوسع نطاقا أدنى مستوى فى 19 شهرا ، بينما سجل مؤشر ناسداك فى نفس الجلسة أدني مستوى فى 21 شهرا.

تحسنت شهية المخاطرة لدى المستثمرين، عقب بيانات أظهرت تباطؤ مقياس توقعات التضخم فى الولايات المتحدة ،بجانب تصريحات عضو الاحتياطي الفيدرالي التي قلصت من احتمالات حدوت ركود اقتصادي فى البلاد.

توقعات التضخم

أظهر مسح، تراجع توقعات التضخم للعام المقبل إلى 5.3% فى حزيران/يونيو من قراءة أولية عند 5.4% ،الأمر الذي قلص المخاوف حيال تسارع معدلات التضخم فى الولايات المتحدة لمستويات تاريخية جديدة.

ومع انخفاض أسعار النفط خلال الفترة الأخيرة ، يتطلع التجار إلى حدوث تراجع فعلي ملحوظ فى معدلات التضخم الأمريكية ،والتي قد تعكسها بالفعل البيانات المتوقع صدورها خلال تموز/يوليو المقبل.

جيمس بولارد

قلل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس "جيمس بولارد" من احتمالية حدوث ركود اقتصادي فى الولايات المتحدة.

وأضاف بولارد إن عملية خفض التضخم يمكن أن تكون "مؤلمة" لكن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يجب أن تستمر في رفع سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية لمنع توقعات التضخم من أن تصبح أكثر رسوخا.

اصطياد الصفقات

يري العديد من المستثمرين أن المستويات الحالية للأسهم الأمريكية فى وول ستريت مغرية لبناء مراكز شرائية جديدة.

وأشار اقتصاديون إنهم حتى اللحظة لا يستطيعون تحديد ما إذا كانت موجة البيع فى الأسهم الأمريكية قد انتهت ،وأكدوا على أن هناك فرص للمستثمرين المهرة فى التقاط الأصول المنهارة.

ومما لا شك فيه فإن تداول أغلبية الأسهم الأمريكية قرب أدنى مستوياته فى نحو العامين فرصة لهؤلاء المستثمرين ،والتي قد تكون بمثابة ارتكازا يدفع الأسعار إلى الدخول فى اتجاهات صاعدة جديدة على المدى القصير والمتوسط.

التوقعات

 قال كبير استراتيجيي الأسهم في يو إس بنك "تيري ساندفين"  لشبكة سي إن بي سي يوم الجمعة ، من المرجح أن تكون سوق الأسهم الأمريكية في وضع لا يسير بسرعة إيجابية في المستقبل المنظور.

وأضاف ساندفين ،التضخم يتزايد بسرعة ،والمشاعر ضعيفة ،والسيولة تتبخر ، والأرباح هي نقطة مضيئة ونقطة انطلاق ،لذلك بشكل إجمالي ،بالنسبة لنا نتوقع ربما تتداول الأسهم فى وضع الاتجاه العرضي لبعض الوقت.

ومن جانبا نتوقع هنا فى "أف اكس نيوز تودي" إنه استمرت أسعار النفط فى الهبوط خلال الفترة المقبلة ،مع صدور مؤشرات حقيقية تظهر تباطؤ الأسعار ومعدلات التضخم الأمريكية ، فمن المرجح استمرار تعافي الأسهم فى وول ستريت على نطاق أوسع خلال الفترة القادمة!