هل دخل الاقتصاد الأمريكي فى ركود تضخمي..؟

فى مفاجأة ارتبكت الجميع فى أسواق المال العالمية ،سجل الناتج المحلي فى الولايات المتحدة انكماشا خلال الربع الأول من هذا العام ،حيث كان من المستبعد دخول أكبر اقتصاد فى العالم فى ركود على المدى القصير ،لكنه لم يكن مستبعدا حدوث ذلك على المدى الطويل!

وانكماش النمو بالتزامن مع ارتفاع التضخم لمستويات تاريخية ،أمرا آثار هذا السؤال على نطاق واسع جدا ،هل دخل اقتصاد الولايات المتحدة فى ركود تضخمي .؟! 

الرد على هذا السؤال مع توضيح التأثير المتوقع على خطط مجلس الاحتياطي الاتحادي لتشديد السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة ،هذا ما سوف نحاول القيام بيه خلال هذا التقرير.

مفاجأة الركود

أظهرت بيانات يوم الخميس الموافق 28 نيسان/أبريل ،تسجيل الناتج المحلي الإجمالي فى الولايات المتحدة بالقراءة الأولية انكماشا بمعدل 1.4% خلال الربع الأول من هذا العام ،على خلاف توقعات الخبراء تسجيل نمو بمعدل 1.1%.

وسجل أكبر اقتصاد فى العالم نموا بمعدل 6.9% خلال الربع الأخير من العام الماضي ، بأفضل وتيرة نمو خلال عام 2021.

ودخول الاقتصاد الأمريكي فى دائرة الركود خلال الربع المنتهي آذار/مارس 2022 ، يحدث لأول مرة منذ الربع الثاني من عام 2020 ،والذي كان حدث حينها بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا.

التضخم فى الولايات المتحدة

قفزت أسعار المستهلكين فى الولايات المتحدة فى آذار/مارس إلى معدل 8.5% كأعلى مستوى منذ أواخر 1981.

إلى أي مدى سوف يصل التضخم فى الولايات المتحدة؟

وعلى حسب توقعات معظم الاقتصاديين الأسعار لا تزال مرشحة لمزيد من القفزات خلال الفترة المقبلة، مدفوعا بارتفاع تكاليف المواد الغذائية وارتفاع الإيجارات وأسعار الطاقة الجامحة.

الركود التضخمي

الركود التضخمي هو التضخم المصحوب بركود النمو ،وهو حدث اقتصادي يتميز بارتفاع التضخم "أي ارتفاع أسعار السلع والخدمات" بالتزامن مع ركود نمو الاقتصاد "أي انكماش الاقتصاد".

ويحدث الركود التضخمي بخلاف الوضع الطبيعي أنه كلما حدث نمو كلما صاحبه تضخم ، وكلما حدث تباطؤ أو انكماش للاقتصاد كلما صاحبه تباطؤ فى التضخم أو انكماش فى الأسعار.

وأسباب الركود التضخمي تعاذ بالأساس إلى عدم وجود طلب قوي على السلع و الخدمات، وهو ما يؤدي إلى انخفاض النمو أو انكماش الاقتصاد.

الاقتصاد الأمريكي

وبناءا على التفاصيل المذكورة أعلاه ،فاقتصاد الولايات المتحدة وعلى حسب البيانات الرسمية الصادرة فى البلاد ،فقد دخل بالفعل فى ركود تضخمي ،فى مفاجأة كبيرة كان مستبعد حدوثها على المدى القصير ، لكنه لم يكن مستبعدا حدوثها على المدى الطويل!

مجلس الاحتياطي الاتحادي

مما لا شك فيه أن الركود التضخمي يعقد الأمور تماما بالنسبة لمجلس الاحتياطي الاتحادي، والذي يستعد بالفعل لرفع سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار 50 نقطة أساس، عندما يجتمع منتصف الأسبوع المقبل.

كان تفكير صانعي السياسة النقدية الأمريكية منصبا الفترة الأخيرة على كيفية السيطرة على التضخم الساخن فى البلاد ،من خلال تسريع وتيرة رفع أسعار الفائدة مع البدء فى تخفيض الميزانية العمومية.

الوضع الحالي يستعدي التفكير فى كيفية تعزيز النمو الاقتصادي مرة أخرى و إبقاء التضخم وارتفاع الأسعار تحت السيطرة.

توقعاتنا

نتوقع هنا فى "أف اكس نيوز تودي" أن يستمر مجلس الاحتياطي الاتحادي فى رفع أسعار الفائدة ، لكن بوتيرة أبطأ وأقل عما كان متوقعا قبل بيانات النمو الأخيرة فى الولايات المتحدة ، مع احتمالات كبيرة لتأجيل عملية خفض الميزانية العمومية حتى يستعيد الاقتصاد عافيته مرة أخرى.