كيف يؤثر سوق الفوركس على سعر القهوة؟

تعد القهوة واحدة من أهم السلع التي تجذب اهتمام المستثمرين في البورصات العالمية، فتحتل المرتبة الثانية من حيث السلع الأكثر تداولًا، وذلك لأن القهوة من السلع التي تتسم بالطلب العالي دائمًا، مما ينعكس على أسهمها في البورصة التي تتسم بارتفاع أسعارها وانتعاشها.

وتمنح القهوة فرصة للمتداولين بتنويع محافظهم الاستثمارية وتحقيق أرباح ضخمة نظرًا لتقلبات الأسعار الكبيرة، حيث تتأثر أسعار القهوة بالعديد من العوامل، والتي قد يبدو بعضها غير مرتبط بالقهوة وخاصة من وجهة نظر المستثمرين المبتدئين، ومن أهم هذه العوامل تحركات سوق الفوركس.

لذلك سنلقي الضوء في هذا التقرير على كيفية تداول القهوة بنجاح وفعالية في ظل العوامل المختلفة المحركة لأسعارها، وفي مقدمة هذه العوامل سوق العملات الأجنبية.

كيف تتداول القهوة؟

تعد قهوة الأرابيكا هي المعيار العالمي في سوق عقود القهوة الآجلة المتداولة في بورصة إنتركونتيننتال (ICE)، حيث أنها تمثل 75٪ من إنتاج العالم، ويتم زراعتها بشكل رئيسي في البرازيل التي تصدر 40٪ من الإنتاج العالمي، فيما تحتل بينما تحتل قهوة الروبوستا النسبة الباقية 25٪، ويتم إنتاجها بشكل رئيسي في فيتنام.

ويمكن الاستثمار في القهوة دون امتلاك السلعة بشكل مادي، وذلك من خلال التداول في بورصة القهوة، وذلك من خلال عدة عدة أدوات مالية مثل العقود الآجلة، أو العقود مقابل الفروقات، أو شراء أسهم في الشركات المنتجة للقهوة أو شركات التجزئة مثل Starbucks، و Nestlé، وتعد العقود الآجلة هي الأداة الأكثر إثارة لاهتمام المستثمرين، نظرًا للسيولة العالية، والتقلبات التي توفر فرص ربح كبيرة.

ولكي تبدأ التداول الناجح في بورصة القهوة عليك اختيار واحدة من شركات التداول الموثوقة حتى تتمكن من بناء استراتيجة فعالة وامتلاك أدوات التداول اللازمة لتنفيذ استراتيجيتك.

ومن أفضل شركات تداول القهوة التي يمكنك الاختيار من بينها:

شركة الباري: تتيح تداول القهوة من خلال العقود مقابل الفروقات، ومن أهم مميزاتها عدم وجود عمولات على السحب، والحد الأدنى المنخفض للإيداع.

شركة XM: يمكن الاستثمار في القهوة معها بدون رسوم تداول في الأسهم، ومن خلال حد أدنى منخفض للودائع.

تأثير سوق الفوركس على بورصة القهوة

بالرغم من أن العملات الأجنبية هي أصول متداولة منفصلة عن السلع المختلفة ومن بينها القهوة، فإن هناك ارتباط وثيق بين تحركات أسواق الفوركس وسوق القهوة، حيث أن الفوركس من بين أهم العوامل الرئيسية المحركة لأسعار هذه السلعة.

فعلى مدار التاريخ كانت أسعار القهوة وغيرها من السلع ترتبط بعملة السوق ذو الطلب الأكبر عليها، ومنذ القدم وحتى الآن تعد الولايات المتحدة الأمريكية هي السوق الأكثر طلبًا واستيرادًا للقهوة، مما أدى إلى ارتباط  تسعيرها بالدولار الأمريكي، بالإضافة إلى أن الدولار يحتل مكانة هامة في تمويل عمليات تجارة السلع العالمية، حيث أنه العملة الأكثر قبولًا واستخدامًا لدى منتجي وتجار القهوة حتى لو لم تكن الولايات المتحدة أحد أطراف عملية التجارة.

ونظرًا لهذا الارتباط مع الدولار، تؤثر أسعار صرفه مقابل العملات الأخرى في سوق العملات الأجنبية على بورصة القهوة، فكلما زادت قوة الدولار في سوق الفوركس زادت تكلفة القهوة وبالتالي ينخفض الطلب العالمي عليها، والعكس صحيح، حيث أن تراجع الدولار يعني انخفاض التكلفة وبالتالي زيادة الطلب، وهذه التحركات تنعكس بالطبع على أداء بورصاتها، وهذا يفسر الارتباط الوثيق بين سوق الفوركس وأسعار القهوة.

العوامل الأخرى المؤثرة على أسعار القهوة

يؤثر سوق الفوركس على أسعار القهوة من خلال تأثير سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى على بورصاتها، ولكن هذا يأتي في ظل مجموعة من العوامل الأخرى المحركة لأسعار القهوة والتي قد تحد من تأثير قوة الدولار، وتجعلها عرضة للتقلبات حتى في ظل ثبات سعر الدولار.

وتتمثل هذه العوامل في:

• الطلب العالمي

وفقًا لقانون العرض والطلب، كلما زاد الطلب العالمي على القهوة ارتفعت أسعارها، وكلما تراجع الطلب انخفضت الأسعار، وبالرغم من أن القهوة هي المشروب الأكثر شعبية عالميًا ويصعب الاستغناء عنه، إلا أن حجم الاستهلاك يزيد في فترات الإنتعاش الاقتصادي ويتراجع في فترات الركود، كما أن الطلب عليها موسمي، حيث يكون أكثر ارتفاعًا في الشتاء. 

• الإنتاج

يرتبط العرض والطلب بالإنتاج بالطبع، حيث أن انخفاض الإنتاج يؤدي إلى تراجع حجم المعروض وبالتالي زيادة السعر، أي أن الظروف الإنتاجية عامل مهم سواء المرتبطة بالزراعة أو التحميص أو غيرها من المراحل، ومع تركز إنتاج النسبة الأكبر من القهوة عالميًا في عدد قليل من البلدان، تؤدي أي أزمات سياسية أو اقتصادية أو غيرها من الأزمات وحالات عدم الاستقرار في هذه الدول إلى التأثير على إنتاجها وبالتالي التأثير على الإمدادات العالمية.

• الظروف المناخية

تلعب الظروف المناخية دور كبير في التأثير على أسعار السلع الزراعية بشكل عام، حيث أن التقلبات المناخية والكوارث الطبيعية قد تؤثر على حجم وجودة الإنتاج، خاصة وأن أشجار القهوة هي أشجار صغيرة، مما يجعلها عرضة للتأثر بالتقلبات الجوية وخاصة الرطوبة والبرودة الشديدة، لذلك نجد أنه في حالة وجود تنبؤات بانخفاض شديد في درجات الحرارة أو موجات صقيع ترتفع أسعار القهوة بسرعة كبيرة.

• تكاليف الزراعة

يتطلب إنتاج القهوة عالية الجودة تكاليف عالية خلال مرحلة الزراعة، حيث تعد قهوة الأرابيكا التي تسمى بالبن العربي هي الأعلى جودة وتكلفة وبالتالي الأعلى سعرًا، وتعد البرازيل أكبر مصدر لها عالميًا.

• أسعار النفط

ترتبط أسعار القهوة بأسعار النفط عالميًا، فمع ارتفاع أسعار النفط ترتفع تكاليف النقل من الدول المنتجة مثل البرازيل وفيتنام إلى الدول المستهلكة، وعند تراجع أسعاره تنخفض تكاليف النقل مما يؤثر على السعر النهائي للقهوة.

• المنافسة

بالرغم من أن قهوة الأرابيكا هى أكثر الأنواع جودة وانتشارًا، فقد اقتحمت قهوة روبوستا المنافسة وهي أقل سعرًا بنسبة 70% من الأرابيكا، وتعد فيتنام المصدر الرئيسي لها، وفي حالة المنافسة الشديدة تنخفض الأسعار.