هل تقترب طفرة صادرات الغاز المسال الأمريكي من نهايتها؟

قبل بضع سنوات، كانت الفكرة القائلة بأن الولايات المتحدة يمكن أن تصبح أكبر ‏مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم تبدو خيالية، لكنها فعلتها في العام الماضي ‏حيث صدرت الولايات المتحدة كمية من الغاز الطبيعي المسال مثل قطر في عام ‏‏2022 ، بما يزيد عن 81 مليار متر مكعب وسط توقعات بتصدير المزيد هذا العام.‏

لكن الطفرة قد تنتهي في وقت أقرب مما يتوقعه الكثيرون، فقد ذهب معظم الغاز ‏المسال في محطات خليج المكسيك العام الماضي إلى أوروبا، التي انحرفت عن ‏مسارها نحو مستقبل خالٍ من الوقود الأحفوري بسبب الحرب في أوكرانيا ورد ‏فعلها على الحرب الروسية الأوكرانية والذي أخذ شكل من أشكال العقوبات التي ‏أدت إلى رد غير مفاجئ من موسكو في شكل خفض إمدادات الغاز.‏

طفرة الغاز

قلة يتوقعون أن يكون منتجو الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة قادرين ‏على سد الفجوة التي خلفها الغاز الروسي. ومع ذلك، فقد ساعد الطقس المعتدل في ‏معظم الأوقات منذ وقت قريب لتخزين بعض كميات الغاز وخفض الاستهلاك.

ومن المتوقع أن يكون خفض استهلاك الغاز في أوروبا أكثر صرامة هذا العام مع ‏وصول كميات أقل بكثير من الغاز الروسي مقارنة بالعام الماضي.‏

حتى مع ارتفاع الواردات من الولايات المتحدة، قد تكون هناك فجوة في العرض، ‏والتي من المحتمل أن تدفع أسعار الغاز الطبيعي المسال إلى أعلى وتدمر المزيد ‏من الطلب. وقد يكون هذا في النهاية بمثابة التراجع عن طفرة الغاز الطبيعي ‏المسال الأخيرة في الولايات المتحدة.

‏
لقد أظهر العام الماضي أنه قد تكون هناك عقبات قد تزيد مؤقتًا من استخدام الوقود ‏الأحفوري - فقد ارتفع الطلب على الفحم من الاتحاد الأوروبي أيضًا العام الماضي ‏‏- ولكن لا يبدو أن هذا قد زعزع عزم الاتحاد الأوروبي على مواصلة تقليل ‏اعتماده على النفط والغاز.‏

وقد يجادل الكثيرون بأن هذا التخفيض مستحيل ماديًا لأن الاتحاد الأوروبي، مثل ‏أي منطقة أخرى، يحتاج إلى إمدادات طاقة موثوقة، ولا تستطيع طاقة الرياح ‏والطاقة الشمسية توفيرها.‏

ومع ذلك، يمكن أن تؤدي أسعار الغاز الطبيعي المسال المرتفعة إلى ردع نمو ‏الطلب الرئيسي، وربما يؤدي ذلك إلى انخفاض الطلب.‏

هذا، وحقق مصدرو الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة إيرادات بلغت 35 ‏مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، حسبما أشارت رويترز، ‏مقارنة مع 8.3 مليار دولار في فترة التسعة أشهر قبل عام.‏

على المدى القصير، ستظل الولايات المتحدة أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال في ‏أوروبا. ستواصل الشركات الأمريكية بناء محطات تصدير جديدة للغاز الطبيعي ‏المسال وسط توقعات مشرقة للطلب على السلعة ، بما في ذلك في آسيا.‏

لكن الدول الآسيوية المتعطشة للغاز الطبيعي المسال لصالح أوروبا سوف تبحث ‏عن بدائل - أي بدائل - بينما تضاعف أوروبا نفسها من خططها للطاقة المتجددة ‏لأنها تدرك أنها ببساطة حولت اعتماد الغاز إلى آخر.‏

على المدى الطويل، يمكن أن تقع ضغوط على قدرة تصدير الغاز الطبيعي المسال ‏للولايات المتحدة ما لم يفشل حلم الطاقة المتجددة في أوروبا، وهو أمر مرجح ‏تمامًا، بناءً على الحقائق الأساسية لإمدادات المعادن الهامة.‏