استقرار إيجابي لأسعار النفط متغاضية عن توالي ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي من الأدنى له في أكثر من شهرين

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الآسيوية متغاضية عن ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الثالثة على التوالي من الأدنى لها منذ التاسع من تموز/يوليو الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الثلاثاء من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً.

في تمام الساعة 05:17 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي "نيمكس" تسليم 15 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل 0.17% لتتداول حالياً عند مستويات 72.20$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 72.08$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 تشرين الثاني/نوفمبر القادم 0.26% لتتداول عند 81.41$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 81.20$ للبرميل، بينما ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.16% إلى مستويات 94.34 مقارنة بالافتتاحية عند 94.18.

هذا وتتطلع الأسواق عن الاقتصاد الأمريكي للكشف عن بيانات سوق الإسكان والتي قد تعكس استقرار نمو أسعار المنازل عند 0.2% خلال تموز/يوليو، بالتزامن مع صدور قراءة مؤشر ستاندرد آند بورز لأسعار المنازل والتي قد توضح تباطؤ النمو إلى 6.2% مقابل 6.3% في حزيران/يونيو الماضي، وذلك قبل أن نشهد صدور قراءة مؤشر ثقة المستهلكين والتي قد تعكس تقلص الاتساع إلى ما قيمته 132.2 مقابل 133.4 في آب/أغسطس، وبالتزامن مع أظهر قراءة مؤشر راتشموند الصناعي تقلص الاتساع إلى ما قيمته 22 مقابل 24 في الشهر الماضي.

كما تتطلع الأسواق لانطلاق فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح اليوم في واشنطن الذي سيستمر إلى غداً الأربعاء والذي من المرتقب أن يقدم من خلاله صانعي السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي على المضي قدماً في تشديد السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس إلى ما بين 2.25% و2.00% مع التوسع في خفض عمليات إعادة شراء السندات الحكومية وسندات الرهن العقاري، بالإضافة للكشف عن توقعات اللجنة لمعدلات النمو والتضخم والبطالة ومستقبل أسعار الفائدة للأعوام الثلاثة المقبلة.

ونود الإشارة لكون تصريحات وزير الطاقة السعودي خالد الفالح ضمن فعليات اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفائها المنتجين من خارج المنظمة بزعامة روسيا في الجزائر يوم الأحد الماضي بأن "السوق مزود جيداً" وأن ذلك هو السبب في كون "المملكة العربية السعودية (أكبر منتج للنفط لدى منظمة أوبك وأكبر مصدر للطاقة عالمياً) لن تقوم بزيادة إنتاجها من النفط لأن جميع عملائنا يتلقون كل البراميل التي يردونها"، قد دعم أداء العقود الآجلة لأسعار النفط في ظلال القلق من تراجع الإمداد من قبل فنزويلا وإيران. 

ويذكر أن بعض التقرير أفادت مؤخراً عن تراجع إمدادات إيران ثالث أكبر منتج للنفط لدى منظمة أوبك من النفط للأسواق في أعقاب دخول العقوبات الاقتصادية الأمريكية على طهران حيز التنفيذ خلال الآونة الأخيرة والتي سوف تتسع بحلول تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، ونود الإشارة لكون تصريحات المهندس خالد الفالح جاءت عقب ساعات من انتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنظمة أوبك من خلال تغريده له عبر حسابه الرسمي على توتير ووصفها بأنها احتكارية من جديد ومطالبته بخفض الأسعار بشكل فوري.

ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، فقد انخفضت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 1 منصة إلى إجمالي 866 منصة، ويذكر أن الإنتاج الأمريكي للنفط ارتفاع مؤخراً لتحتل أمريكا المركز الثاني عالمياً في إنتاج النفط على حساب المملكة العربية السعودية، بينما لا تزال روسيا أكبر منتج للنفط عالمياً تحافظ على الصدارة مع إنتاجها 11.21 مليون برميل يومياً.