التوترات حول إيران ..هل يدفع أسعار النفط إلى فوق 100 دولارا للبرميل ؟

تصاعدت التوترات الجيوسياسية حول إيران فى أعقاب هجوم بطائرات مسيرة على منشآت عسكرية داخل الأراضي الإيرانية اتهم الحرس الثوري الإيراني بوقوف إسرائيل بمساعدة دول غربية وراء هذا الهجوم.

تأتي تلك التطورات والأحداث وسط توترات متصاعدة بشأن برنامج إيران النووي وتزويدها روسيا بالأسلحة التي تستخدمها فى الحرب فى أوكرانيا.

ومن غير المستبعد فى الوقت الحالي ،قيام إيران بالرد على هذا الهجوم ،من خلال استهداف مواقع ومنشآت تابعة للغرب فى دول الخليج العربي أو شن هجوم على أهداف إسرائيلية.

وفى حالة التصعيد الإيراني سوف تتأثر كثيرا إمدادات النفط العالمية من منطقة الخليج العربي ،وهو ما سوف يدفع أسعار النفط إلى الارتفاع على نطاق واسع.

يتوقع خبراء الطاقة إذا تصاعدت التوترات الجيوسياسية وحدثت مواجهات عسكرية فى منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط أن ترتفع أسعار النفط إلى فوق 100 دولارا للبرميل على الأقل.

وقال مدير المحفظة لدى فانت إيدج "ستيفانو جراسو" إنه على الرغم من عدم وضوح ما يحدث في إيران بعد؛ فإن أي تصعيد هناك من المحتمل أن يعطل تدفق النفط الخام.

الهجوم على أصفهان

قالت وزارة الدفاع الإيرانية إنها أحبطت هجوما بطائرات مسيَّرة على منشأة عسكرية في مدينة أصفهان، التي تضم أيضا منشآت نووية وسط إيران.

وأضافت الوزارة أن ثلاث طائرات مسيَّرة شاركت في الهجوم لكن لم تحدث أية إصابات ،وكشفت أن أنظمة دفاع جوي إيرانية دمرت إحدى المسيرات، بينما نجحت "الفخاخ الدفاعية" في استهداف مسيّرتين مما ألحق أضرارا طفيفة بمبنى.

وذكرت وكالة إيرنا الإيرانية يوم الأحد، أن 3 طائرات مسيرة من طراز "كوادكوبتر" محملة بقنابل صغيرة نفذت هجوم أصفهان.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قالت إن المسيّرات التي استهدفت مواقع بأصفهان يعتقد أنها انطلقت من داخل إيران ،وأضافت أن الطائرات بدون طيار وتسمى "كوادكوبتر"، لديها مدى طيران قصير، ويعتقد أنها أقلعت من داخل إيران في الهجوم علي أصفهان.

فيما لم يتضح بعد مصدر الطائرات المسيرة، التي شاركت في الهجوم، وفق الصحيفة، مشيرة إلى أن أصفهان بعيدة عن الحدود الدولية لإيران، لذلك من المحتمل أيضا أن يكون الهجوم منظما من داخل إيران.

الجهة المسؤولة عن الهجوم

وحتى الآن، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار الذي يتزامن مع تصاعد التوتر مع الغرب بسبب ملف إيران النووي، وتزويدها لروسيا بالأسلحة في حربها مع أوكرانيا إضافة إلى قمع مظاهرات مناهضة للحكومة مستمرة منذ أشهر.

واتهمت إيران مرارا، إسرائيل بالتخطيط لشن هجمات باستخدام عملاء داخل إيران، وفي يوليو الماضي، قالت إنها اعتقلت ما سمتها "مجموعة مخربة" مؤلفة من نشطاء أكراد يعملون لصالح إسرائيل كانت تخطط لتفجير مركز صناعي دفاعي "حساس" في أصفهان.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" مساء الأحد أن الولايات المتحدة لم تشارك في الهجوم الذي وقع في إيران.

تصريحات إيرانية

قال وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبد اللهيان" إن الحادث "الجبان" كان محاولة لزعزعة استقرار البلاد ،وأضاف أن الحادث لن يؤثر على "تصميم إيران ونيتها فيما يتعلق بالتقدم في البرنامج النووي السلمي".

وعبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا" عن إدانة موسكو لهجوم المسيرات على مجمع صناعي تابع لوزارة الدفاع الإيرانية، محذرة من أنه قد يؤدي إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها.