المعادن الثمينة ترتفع مستفيدة من وكالات التصنيف الائتماني

شهدنا يوم أمس موجة صاعدة في أسواق المعادن الثمينة، و هذه الموجة الصاعدة حصلت رغم ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي، و بمجرّد النظر إلى ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي و الذي يرافقه أيضاً ارتفاع في أسعار المعادن الثمينة و الذهب منها على وجه الخصوص، يجب علينا مباشرة عن البحث عن أسباب أخرى، و أهمها طلبات الملاذ الآمن. فارتفاع الدولار الأمريكي في الحقبة الزمنية الحالية، يجتمع مع حالة القلق في الأسواق المالية، حيث يترك المتداولين الأصول المرتفعة العائد و يتجّهون للدولار في سبيل جني الأرباح.

خفّضت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني تقييم الديون السيادية في البرتغال بواقع أربع درجات كاملة، و بذلك انخفض تقييم السندات الحكومية من Baa1 إلى Ba2، و هذا ما يدخل البرتغال ضمن خانة مسمّى السندات " عالية المخاطرة" . بذلك، ارتأى المتداولون بأن أزمة الديون السيادية في اليونان تشكّل عائقاً أمام الاتحاد الأوروبي، و في حال أفلست أحد الدول مثل اليونان أو البرتغال، فسوف يكون تأثير ذلك عاماً على الاقتصاد الدولي بما يزيد عن تأثير انهيار بنك ليمان برذرز عام 2008.

عودة القلق الكبير من أزمة الديون السيادية، سبب اتجاه المتداولين نحو المعادن الثمينة لطلب ملاذ آمن و بديل عن السندات، فاستفاد سعر الذهب من ذلك و حقق مكاسب لليوم الثاني على التوالي، فأغلق سعر الذهب تداولات نيويورك يوم أمس على ارتفاع مقداره 1.34% عند مستوى 1516.30 دولار للأونصة الواحدة. كذلك كل من سعر الفضة و البلاتين ارتفع، بل و شهدنا موجة صاعدة حادة للفضة دفعت في السعر ليغلق عند مستوى 35.48 دولار للأونصة بارتفاع مقداره 3.89%. بالنسبة للبلاتين، فقد اكتسب يوم أمس 1.10% ليغلق جلسة نيويورك عند مستوى 1739.00 دولار للأونصة الواحدة.

البيانات الاقتصادية التي تصدر خلال الفترة الحالية تشير إلى ضعف عام ساد الاقتصاديات الدولية العظمة خلال النصف الأول من هذه السنة، لكن في المقابل، نرى بأن الثقة غير ثابتة، بل نراها ترتفع تارة و تنخفض أخرى، و هذا اليوم في آسيا شهدنا أداء مختلط لمؤشرات الأسهم الآسيوية الكبرى، حيث ارفع مؤشر نيكاي الياباني بمقدار 1.10% مستفيداً من التفاؤل الذي سببه استمرار دعم بنك اليابان الاقتصاد، لكن نرى انخفاض مؤشر شنغهاي المركّب بمقدار 0.30% وسط القلق من أن تقوم الصين بتصعيب شروط الائتمان.

لكن، مع التباطؤ المتوقع في الصين، إلا أن المتداولون يتوقّعون ارتفاع الطلب في الصين على المعادن الصناعية، و هذا بفعل فقاعات عديدة ما زالت تتضخم في الصين، و الاقتصاد الصيني لم يدخل مرحلة الخطر، بل ما زال يشهد نمواً عاماً في القطاعات مما يسبب ميلاً إيجابياً للطلب. و عند دخول سيولة لأسواق المعادن الثمينة، نرى المضاربين يقومون باستغلال الفضة للمضاربة، فيما البلاتين يستفيد من الطلب الصناعي، و هذا ما سبب ارتفاع كليهما أمس إلى جانب الذهب، حيث رافقت المضاربة طلب الملاذ الآمن، إلى جانب وجود بعض الطلب الصناعي على البلاتين.

استمرت التداولات الإيجابية في أسواق المعادن الثمينة هذا اليوم، فالمضاربون أصبحوا أكثر شجاعة الآن بعد مشاهدتهم الارتفاع الكبير في سعر الفضة أمس، و كذلك نرى البلاتين أيضاً يستفيد من المضاربة، لكن الذهب هو الذي جلب السيولة في الدرجة الأولى، لكن نصيبه من الارتفاع كان الأقل، حيث جذب الذهب المتداولين في الأسواق المالية إلى أسواق المعادن الثمينة في سبيل مواجهة خطر أزمة الديون السيادية الأوروبية، و استطاع كل من سعر الفضة و سعر البلاتين أن يكتسب أكثر مما اكتسبه سعر الذهب كإجمالي تداولات اليوم و يوم أمس. إن تفسير ذلك المنطقي يكمن في الشك في موجات الذهب الصاعدة أكثر من الفضة و البلاتين، و هذا ما يراه المضاربون في السعر السوقي سبباً لطلب الفضة و البلاتين أكثر من الذهب حالياً.

نرى سعر الذهب اليوم و قد ارتفع 0.07% أخرى ليتداول حول مستوى 1517.30 دولار في هذه اللحظات، فيما سعر الفضة اكتسب اليوم 0.79% أخرى ليتداول عند 35.76 دولار للأونصة الواحدة. بالنسبة للبلاتين، فقد ارتفع بمقدار 0.17% ليتداول في هذه اللحظات حوالي مستوى 1742.00 دولار للأونصة الواحدة. هذه الأسعار كما هي في تمام الساعة 03:03 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 07:03 بتوقيت غرينتش ).

EcPulse