مورجان ستانلي: نحن على وشك اكتشاف تكلفة إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي

ما هي تكلفة إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي؟ ما الاستفادة؟ مستعد أم لا، نحن على وشك اكتشاف ذلك، لماذا ؟! لأن الأحداث الجيوسياسية تعمل على تسريع الاتجاهات العلمانية المهمة، تلك التساؤلات والإجابة عليها كتبها رئيس أبحاث السياسة العامة في مورجان ستانلي مايكل زيزاس في مذكره تطرقت لكون "إبطاء" الاقتصاد وأسعار الفائدة الوطنية يقضيان على العولمة والتحول من قاعدة اقتصاد قوي احادي إلى قاعد لـ"عالم معدد الأقطاب". 

هذا أفاد المصرف الأمريكي مورجان ستانلي أنه بينما تحظى عمليات البيع في أسواق المخاطرة بالاهتمام الآن، فإن محادثاتنا مع صانعي القرار في الشركات وصانعي السياسات يتم تناولها بشكل متزايد حول كيفية التعامل مع هذان التحولان المهمان والمتداخلان، تلك القرارات لها عواقب طويلة الأجل، لذلك يحتاج المستثمرون إلى فهم كيف يمكن أن تنتهي خياراتهم.

كما تطرق زيزاس في مذكرته إلى أن أحدث ورقتنا الزرقاء هي دليل للتنقل في هذه الاتجاهات العلمانية، مع الأطر التي طورناها في عام 2019 ("كتاب تشغيل الإبطاء") وفي عام 2020 ("الاستثمار من أجل عالم متعدد الأقطاب"، كلا التقريران متاحان للمشتركين المحترفين). وإليك ما تحتاج إلى معرفته باختصار:

تعمل الجغرافيا السياسية على تسريع تباطؤ والعالم متعدد الأقطاب، مما يوفر المزيد من الحوافز لسلاسل التوريد القريبة من الشاطئ أو "الشواطئ الصديقة": لتوضيح ذلك، لم تبدأ هذه الاتجاهات بغزو روسيا لأوكرانيا أو حتى التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. 

كانت تجارة الخدمات تتفوق بالفعل على تجارة السلع، وكانت عملية الأتمتة (الأوتوماتيكية) تقلل من أولوية العمالة منخفضة التكلفة، إلا حوافز الشركات وصانعي السياسات لإعادة التفكير في العولمة قد تضخمت بفعل التطورات الجيوسياسية الأخيرة.

هذا وظهر إجماع من الحزبين في الولايات المتحدة حول الحاجة الوجودية للتغلب على الصين. كانت النتيجة في عام 2018 هي الحواجز الجمركية وغير الجمركية (أي قيود التصدير)، والتي تهدف إلى حماية ميزة الولايات المتحدة في التقنيات الرئيسية. 

ونتوقع أن تستمر تلك الحواجز وتزيد التكاليف بما يتجاوز القطاعات الخاضعة للضرائب بشكل مباشر، مثل أشباه الموصلات وصناعات مثل بطاريات السيارات والذكاء الاصطناعي التي تتبنى تلك التقنيات الجديدة. ولقد قدم الوباء إشعاراً مؤلماً لبعض القطاعات التي قد يكون الدفع أصبح فيها "فقط تحسباً في حالة" بدلاً من "في الوقت ذاته".

وتلك هي الطريقة الوحيدة لتجنب اختناقات سلسلة التوريد التي تسببها عمليات الإغلاق أو تفويضات الإخفاء أو قيود أخرى، كما أدى الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات اللاحقة إلى قطع صادرات الطاقة والمنتجات الزراعية إلى أوروبا وأجزاء أخرى من العالم. وتباعاً الاعتماد على الحلفاء بدلاً من المنافسين يؤدي إلى تأمين سلسل التوريد.

ومع التحولات تأتي التكاليف وتضخم مستمر ... ضع في اعتبارك أن أوروبا الآن حريصة على بناء البنية التحتية لاستيراد الغاز الطبيعي من الولايات المتحدة لتجنب الاعتماد على روسيا، أو فكر في قيام شركة أمريكية افتراضية متعددة الجنسيات بنقل بعض إنتاجها من الصين لتجنب ضوابط التصدير الأمريكية الجديدة. 

ولا يأتي هذا التحول بتكلفة فحسب، بل يأتي أيضاً بأوجه عدم يقين جديدة حول العمالة والبنية التحتية في المنطقة الجديدة. يعتقد زملاؤنا في أبحاث الأسهم أن هوامش الربح يمكن أن تواجه رياحاً معاكسة في قطاعات مثل الكيماويات الأوروبية، ومرافق الغاز الطبيعي في أوروبا وآسيا، بالإضافة إلى مصنعي المعدات الأصلية للسيارات، والسلع الاستهلاكية، وأجزاء من الترفيه، والنقل.

إلا أن تلك التحولات قد تؤدي أيضاُ إلى الفرص، فكل هذا "الرأسمال الجيوسياسي" يجب أن يقود رأس المال إلى مكان ما. ومن المحتمل أن تكون بعض المناطق الجغرافية والقطاعات من المستفيدين، فبالنسبة للشركات الأمريكية والأوروبية.

يعتبر دعم الأصدقاء أكثر جاذبية في البلدان التي بها تجمعات عمالية أكبر وتكاليف أجور تنافسية واتفاقيات تجارية مع الأسواق النهائية الرئيسية. وبطرق متفاوتة وبدرجات متفاوتة، فإن المكسيك والهند وتركيا هم المرشحون المستفيدون. 

وبغض النظر عن الموقع، فإن بناء سلاسل التوريد الجديدة هذه سيؤدي بالتأكيد إلى زيادة الطلب -والأرباح- في قطاعات مثل المعدات الرأسمالية لأشباه الموصلات، والأتمتة، والتكنولوجيا النظيفة، والدفاع/الأمن السيبراني، والغازات الصناعية، وسلع الحد الأقصى، والمعادن/التعدين.

وبالطبع، هذا الانتقال يعد مشروع ذات سنوات عدة. وكما هو الحال في أي إعادة التشكيل، نتوقع ظهور العديد من التكاليف والفوائد الخفية على طول الطريق. وسنستمر في تحديث دليل التشغيل الخاص بنا، وبك، بينما نمضي قدمًا في هذه العملية.