أصبحت أسماء مؤشرات سوق الأسهم جزءاً من المفردات اليومية للمتداولين، ومع تعددها وتنوعها أصبح التعرف عليها ضرورة اقتصادية، وخاصة إذا كنت متداول مبتدئ، لأنها تعد أحد أهم أدوات التداول في سوق الأوراق المالية والأسهم، حيث تعمل كمعايير مرجعية لأغراض مختلفة في الأسواق المالية.
ويقيس مؤشر سوق الأسهم والمعروف أيضاً بإسم مؤشر الأسهم، جزء من سوق الأسهم، وبمعنى آخر يقيس المؤشر التغير في أسعار أسهم الشركات المختلفة، ومن هنا نسعى إلى تقديم دليل شامل عن مؤشرات سوق الأسهم، وأدوات التداول بها، وما هي أبرز مزاياها، وكيفية استخدامها للتحوط من تقلبات السوق.
يعتبر مؤشر الأسهم أداة استثمارية يتم استخدامها من قبل المتداولين والاقتصاديين لمقارنة العوائد على الأصول المختلفة، أو لتتبع حركة الاقتصاد الكلي، لأنه يستخدم كمعيار لقياس مدى التطور في سوق الأسهم، وينقسم إلى المؤشرات العالمية والمؤشرات الإقليمية والمؤشرات الوطنية.
وغالباً ما يكون مؤشر الأسهم عبارة عن متوسط بسيط لمجموعة من الأسهم، أو مرجح للأسهم التي تشكل المؤشر، وفي معظم الأحيان يكون مؤشر الأسهم مؤشراً على أكبر القيم السوقية.
وتمثل مؤشرات سوق الأسهم قيمة مجموعة من الشركات الأساسية المتداولة، ويتتبع مجموعة من الأسهم لقياس الأداء العام للسوق.
فعندما ترى مقدم أخبار واسع الأفق يقول "لقد وصل السوق إلى أعلى مستوياته على الإطلاق" فإنه يشير إلى مؤشر ما، فعلى سبيل المثال في الولايات المتحدة تشمل مؤشرات الأسهم الرئيسية S&P 500 و مؤشر داو جونز الصناعي، وفي المملكة المتحدة FTSE 100.
يتم حساب معظم مؤشرات البورصة وفقاً للقيمة السوقية للشركات المكونة لها، وتعطي هذه الطريقة وزناً أكبر للشركات ذات الرسملة الكبيرة، مما يعني أن أداؤها سيؤثر على قيمة المؤشر أكثر من الشركات ذات رؤوس الأموال المنخفضة.
ومع ذلك فإن بعض المؤشرات الشائعة - بما في ذلك مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) مرجحة بالسعر، أي أنها تعطي ترجيحاً للشركات وفقً لأسعار الأسهم، بمعنى أنه يضم أغلى أسهم للشركات مهما كان حجم قيمتها السوقية، مما يعني أن التغييرات في سعر الأسهم سيكون له تأثير أكبر على السعر الحالي للمؤشر.
تداول المؤشرات يعني أنك تتخذ مركزاً في مؤشر الأسهم، وهو مقياس لأداء العديد من الشركات المختلفة، ويمكن أن يكون تداول المؤشرات وسيلة للتعرض لقطاع أو اقتصاد بأكمله في وقت واحد، دون الحاجة إلى فتح صفقات على الكثير من الأسهم المختلفة بشكل منفرد.
ويتم تداول مؤشرات سوق الأسهم بكميات كبيرة وتحظى بشعبية كبيرة في المجتمع الاستثماري، وهذا لكونها استراتيجية رائعة للمتداولين للمبتدئين، وكذلك المتداولين المحترفين ذوي الخبرة، فالمؤشرات هامة للمتداولين اليوميين والمتداولين على المدى الطويل على حد سواء.
يمكن تداول مؤشرات الأسهم مباشرة (مؤشر النقد الفوري)، أو يمكن استخدامها كبديل لمشتقات المؤشر، مثل العقود الآجلة أو خيارات مؤشر الأسهم، وهنا يمكننا استعراض هذه الأدوات على النحو التالي:
يفضل المتداول قصير الأجل (المتداولين اليوميين) تداول مؤشرات الأسهم مباشرة من خلال المؤشرات النقدية الفورية، لأنها تتسم بفروق أسعار أضيق من العقود الآجلة للمؤشرات، ويتم تداول المؤشرات النقدية بالسعر الفوري الذي يُشتق من خلال أخذ سعر العقود الآجلة للشهر الأمامي وتطبيق القيمة العادلة.
العقود مقابل الفروقات هي عقد بين طرفين لتبادل فرق السعر من النقطة التي يتم فيها فتح العقد إلى النقطة التي يتم عندها إغلاق العقد، وعند تداول المؤشرات باستخدام العقود مقابل الفروقات يمكنك الشراء أو البيع، والشراء يعني أنك تشتري لأنك تتوقع ارتفاع السعر، والبيع يعني أنك تبيع لأنك تتوقع انخفاض السعر.
والعقود مقابل الفروقات هي منتجات ذات رافعة مالية، وهذا يعني أنك تحتاج فقط إلى إيداع أولي صغير، أو ما يعرف بالهامش لفتح مركز يمنحك تعرضاُ أكبر للسوق، وعند التداول برافعة مالية يجب أن تتذكر أنه يتم حساب ربحك أو خسارتك باستخدام حجم المركز بالكامل وليس فقط الهامش الأولي المستخدم لفتحه.
العقود الآجلة للمؤشر هي مشتقات مالية يعتمد سعرها على السعر في السوق الأساسي، والذي يتأثر بالعرض والطلب والتقلب، وغالباً ما يفضل المتداول طويل الأجل تداول مؤشرات الأسهم باستخدام مشتقات العقود الآجلة.
ويتم تداول العقود الآجلة للمؤشر بسعر العقود الآجلة، وهو السعر الذي يتفق عليه متداولو العقود الآجلة في الوقت الحاضر للتسليم في المستقبل، ويمكنك المضاربة على العقود الآجلة للمؤشرات مع العقود مقابل الفروقات، وسيتم تداولها بسعر العقود الآجلة، مما يعني أنك لن تتحمل رسوم تمويل بين عشية وضحاها.
ومن الجدير بالذكر أنه يمكنك بيع العقود الآجلة قبل انتهاء الصلاحية ويخرج العديد من المتداولين من مراكزهم قبل وصول تاريخ انتهاء الصلاحية، وللقيام بذلك يمكنك بيع عقدك بشكل مباشر أو شراء عقد مقابل يلغي مركزك الحالي.
يعد تداول المؤشرات من الأدوات المالية التي تحظى بإقبال المتداولين، وتنال اهتمام المستثمرين نظراُ لحجم المزايا التي تتمتع بها، والتي تعود بالنفع على المتداول، ومن أبرز هذه المميزات هي:
تتسم المؤشرات بأنها عالية السيولة، وهو الأمر الذي يمنح المتداولين فروق أسعار ضيقة وأنماط رسوم بيانية واضحة.
تعكس المؤشرات قوة الاقتصاد الذي تتبعه، ويمكن أن تتسبب التغيرات في الوضع الاقتصادي في زيادة تقلب المؤشرات مما يؤدي إلى فرص تداول كبيرة.
تسمح المؤشرات للمتداولين بالمرهنة على سعر المؤشر صعوداً وهبوطاً، مما يؤدي إلى المزيد من الفرص، حيث يمكن للمتداولين التقاط الاتجاه الصعودي والهبوطي للحركة.
هناك مؤشرات متعددة للصناعات والقطاعات المختلفة، بحيث يمكن للمتداولين الحصول على مؤشرات تتوافق مع تفضيلاتهم، فإذا أراد المتداول الأمريكي مثلاً الحصول على مكاسب في قطاع التكنولوجيا فيمكنه تداول مؤشر US Tech 100.
قد يقوم المستثمر الذي لديه مجموعة من الأسهم المختلفة باختصار مؤشر لحماية نفسه من الخسائر في محفظته، فإذا دخل السوق في حالة انكماش وبدأت أسهمه في فقدان قيمتها فإن المركز القصير على المؤشر سيزداد من حيث القيمة لتعويض الخسائر من الأسهم، ومع ذلك، إذا زادت قيمة الأسهم، فإن مركز المؤشر القصير سيعوض نسبة من الأرباح التي تم تحقيقها.
وبدلاً من ذلك إذا كان لديك مركز قصير حالي على العديد من الأسهم الفردية التي تظهر في مؤشر ما، فيمكنك التحوط ضد مخاطر أي زيادات في الأسعار مع مركز طويل على هذا المؤشر، فإذا ارتفع المؤشر فسوف يحقق مركز المؤشر الخاص بك ربحاً مما يعادل نسبة من الخسائر في مراكز الأسهم القصيرة الخاصة بك.
ويمكنك التحوط من المخاطر باستخدام العقود الآجلة للمؤشر عن طريق اتخاذ مركز يتحول إلى ربح إذا بدأ واحد أو أكثر من مراكزك الحالية في خسارة المال، على سبيل المثال إذا كنت قد احتفظت بصفقات طويلة على مجموعة مختارة من أسهم التكنولوجيا الأمريكية، يمكنك فتح مركز قصير في مؤشر US Tech 100 لتعويض أي خسائر قد تتكبدها من الأسهم المتراجعة في القيمة.
وبدلاً من ذلك إذا كنت قد احتفظت بصفقات قصيرة المدى على مجموعة من الأسهم البريطانية ذات رؤوس الأموال الكبيرة ، فيمكنك فتح مركز طويل على مؤشر آجل لمؤشر FTSE 100 لحماية نفسك من أي زيادات محتملة في أسعار الأسهم الأساسية.
يمكن تصنيف مؤشرات سوق الأسهم بطرق مختلفة، حيث يمكن تصنيفها جغرفياً، فهناك مؤشرات عالمية مثل MSCI World أو S&P Global 100، وهناك أسهم إقليمية مثل مؤشر STOXX 50 - مؤشر أسهم منطقة اليورو، الذي يضم أكبر 50 شركة في المنطقة الأوروبية المنضمة لهذه البورصة بناءً على قيمتها السوقية.
وهناك العديد من المؤشرات الإقليمية الأخرى مثل مؤشر FTSE 100 وهو مؤشر بورصة لندن، ويرجح هذا المؤشر أكبر 100 شركة في بورصة لندن، ومؤشر DAX 40، وهو مؤشر البورصة الألمانية، ويكشف هذا المؤشر أكبر 40 شركة في بورصة فرانكفورت للأوراق المالية.
ووفقاً لهذا التصنيف نجد مؤشرات وطنية أو محلية، وهي المؤشرات التي تعكس أداء سوق الأوراق المالية لدولة محددة، وكذلك شعور المستثمرين بشأن حالة الاقتصاد في هذه الدولة، وتشمل المؤشرات الوطنية أسهم الشركات الكبيرة المدرجة في أكبر بورصات الدولة.
وهناك المؤشرات المتخصصة التي تتعقب أداء قطاعات معينة في سوق الأوراق المالية، ففي الولايات المتحدة مثلاً، هناك مؤشر Morgan Stanley Biotech ، وهو الذي يتكون من 36 شركة أمريكية في صناعة التكنولوجيا الحيوية، ومؤشر Wilshire US REIT الذي يتتبع أكثر من 80 صندوقاً للاستثمار العقاري في الولايات المتحدة.