سهم اليوم: أرباح قياسية للبنوك الإماراتية بالربع الأول والبنوك المندمجة في المقدمة

إعداد: محمد أبو الغيط

تقرير خاص - أخبار اليوم: نتابع معكم اليوم سلسلة "سهم اليوم" والتي قمنا بنشر عدد من أجزائها خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وكما ذكرنا في الحلقة الأولى من تلك السلسلة لن يقتصر الأمر على سهم شركة بمفردها بل سنتاول من خلال تلك السلسلة بعض القضايا الاقتصادية سواء على مستوى القطاعات العاملة بالدولة أو الاقتصاد الكلي أو بعض الأمور التي تهم المستثمرين بالأسواق المالية.

نتاول اليوم أرباح القطاع البنكي الإماراتي بالربع الأول، بعد أن حقق إنجازاً تاريخياً، وسط عوامل داعمة لاستمرار هذا الوضع على الأقل خلال العامين الحالي والمقبل، مع ملاحظة أن قيادة تلك الأرباح كانت من البنوك المندمجة مؤخراً في الدولة، وهو ما يشير إلى أهمية عمليات الاندماج تلك.

11 مليار درهم

بلغت أرباح 16 بنكاً مدرجاً بسوقي أبوظبي ودبي الماليين  11.14 مليار درهم بالربع الأول من 2019 وهو ما يزيد عن الربع المقابل (10.19 مليار درهم) بنسبة 9.3%، وعن الربع السابق من العام 2018 (10.32 مليار درهم) وبنسبة 7.9%. وتُعد الأرباح المحققة هي الأعلى للبنوك الإماراتية خلال تسعة فصول قام موقع "أخبار اليوم" برصد أرباح تلك البنوك بها.

وجاء النمو الملحوظ في أرباح البنوك بالربع الأول بعد أن حققت تلك البنوك في 2018 أعلى أرباح سنوية لها في 11 عاماً وبقيمة 42.6 مليار درهم وفقا لتقارير سابقة.

ولم يعلن كل من بنكي الشارقة والاستثمار في سوق أبوظبي عن نتائج أعمالهما بالربع الأول، وحتى أمس السبت.

الأكثر مساهمة

كان بنك الإمارات دبي الوطني الأكثر مساهمة في الأرباح على أساس سنوي وعلى أساس ربع سنوي، حيث ارتفعت أرباحه إلى 2.74 مليار درهم بفارق 356.8 مليون درهم عن أرباحه الربع الأول من 2018 والبالغة 2.386 مليار درهم وبفارق 357.7 مليون درهم عن أرباحه الربع الرابع من 2018 والبالغة 2.385 مليار درهم.

والإمارات دبي الوطني هو ثاني أكبر البنوك من حيث حجم الأرباح بعد بنك أبوظبي الأول والذي بلغت أرباحه 3.11 مليار درهم وكان (أبوظبي الأول) ثالث أكثر البنوك الإماراتية من حيث المساهمة في النمو على أساس ربع ثانوي حيث ارتفعت الأرباح بفارق 174 مليون درهم عن أرباحه بالربع الرابع 2018 والبالغة 2.93 مليار درهم، ولكنه كان في المرتبة الرابع من حيث المساهمة على أساس سنوي وبفارق 108.8 مليون درهم عن الربع الأول 2018 والبالغة 2.99 مليار درهم.

وعليه وكما هو واضح من الرصد فقد تصدر الأرباح البنكان الناتجان عن آخر اندماجات تمت في القطاع، حيث الإمارات دبي الوطني ناتج عن اندماج بنك الإمارات الدولي وبنك دبي الوطني، وبنك أبو ظبي الأول هو نتيجة اندماج كل من بنك أبوظبي الوطني وبنك الخليج الأول.

5 عوامل داعمة

هناك عدد من العوامل التي من المفترض أنها ساعدت البنوك على تحقيق النمو القياسي بالربع الأول من 2019 والتي من المتوقع أن تدفع تلك البنوك على الاستمرار في النمو خلال العام الحالي كاملاً، وربما خلال العامين القادمين، وكان من تلك العوامل:

1. تحسن أوضاع التمويل والسيولة وزيادة الإنفاق على مشاريع البنية التحتية في دبي استعداداً لاستضافة معرض إكسبو 2020، وأيضاً في أبوظبي مع افتتاح مشاريع عقارية وسياحية جديدة.
2. الحديث عن عمليات الاندماج، حيث شهدت إمارة أبوظبي صفقة اندماج كبرى أخرى بين ثلاثة بنوك وهي: بنك أبوظبي التجاري، وبنك الاتحاد الوطني، ومصرف الهلال، وتمخض عنها قوة مصرفية إقليمية بلغ حجم أصولها 110 مليارات دولار، وتم تنفيذ عملية الاندماج بداية الشهر الجاري، كذلك وافق مجلس إدارة "دبي الإسلامي" مؤخراً على بدء خطوات الاستحواذ على "نور بنك"، وفي حال تم هذا الاندماج تكون الإماراتان قد تساوتا في عدد الاندماجات.
3. قرارات المركزي بتنظيف القوائم المالية للبنوك حيث وعلى أساسها تمكنت البنوك خلال الفترة الماضية من تعزيز استقرارها المالي ورفع جودة أصولها.
4. أسعار الفائدة فقد ارتفع الطلب على الإيداع لأن العائدات المصرفية أصبحت مجزية، وكان نمو الإيداعات صحياً بالنسبة للبنوك.
5. تعزيز عوامل الثقة بالاقتصاد الوطني ومؤشرات النمو الإيجابية، إضافة إلى عوامل الجذب التي يتمتع بها الاقتصاد الوطني، وارتفاع الإيرادات من القطاع النفطي نتيجة ارتفاع أسعار النفط، حيث إن إجمالي المعطيات في السوق تعزز التوقعات بنمو أفضل خلال الأشهر المقبلة، الأمر الذي سيزيد من معدلات النمو أو تسريع وتيرة النمو الاقتصادي الوطني عامة بالدولة.

معدلات نمو تصل لـ97%

كان أكثر البنوك نمواً بالربع الأول مصرف الإمارات الإسلامي وبنسبة 97.09% على أساس سنوي وبنسبة 53.74% على أساس ربع سنوي، ليصل إلى 411 مليون درهم، مقابل 208.57 مليون درهم في الربع الأول من عام 2018 وبفارق 202.5 مليون درهم ليكون ثاني أكثر المساهمين في الأرباح الإجمالية، وبفارق 143.7 مليون درهم عن الربع الرابع من 2018 ليكون بالمركز الرابع من حيث المساهمة بنمو الأرباح الإجمالية على المستوى ربع السنوي.

4 بنوك تتراجع

حقق كل من البنك التجاري الدولي (-49.37%)، البنك العربي المتحد (-39.83%)، بنك الإمارات للاستثمار (-35.86%)، وبنك أبوظبي التجاري (-4.53%).

نبذة عن القطاع

يُعد القطاع المصرفي بدولة الإمارات كما هو بجميع الدول حول العالم، من أهم القطاعات الاقتصادية بالدولة، شهد القطاع تطوراً كبيراً خلال العقود الخمسة الماضية، بأصول تزيد على 2.89 تريليون درهم، تستحوذ البنوك الأجنبية على 12.5% منها (بنهاية مارس 2019 وفقاً للمركزي الإماراتي)، والذي يُعد بها الأكبر بالمنطقة العربية.

ويعمل في السوق الإماراتية حالياً 60 بنكاً، منها 22 بنكاً وطنياً، و38 بنكاً أجنبياً، وذلك بحسب بيانات المصرف المركزي. ويُقدّر عدد الموظفين العاملين في القطاع المصرفي الإماراتي حوالي 35.79 ألف موظف، 30 ألفاً و232 موظفاً منهم في البنوك الوطنية، و5559 موظفاً في البنوك الأجنبية.

عن اقتصاد الدولة

تضاعفت موزانة دولة الإمارات بنحو 302 مرة، من 200 مليون درهم عام 1972 إلى 60.3 مليار درهم في عام 2019، والتي جرى تخصيص 42.3% منها لبرامج التنمية المجتمعية، و17% للارتقاء بمنظومة التعليم، و7.3% لتطوير قطاع الصحة، حسب تقارير سابقة.

وترتفع موزانة العام المقبل بنحو 17.3%، مقارنة بميزانية عام 2018 البالغة قيمتها نحو 51.4 مليار درهم، ومقابل 48.7 مليار درهم في عام 2017، و48.6 مليار درهم في 2016، وهو ما يصب بطبيعة الأمر في صالح الاقتصاد الكلي بشكل عام والقطاع البنكي على وجه الخصوص.

من سلسلة تقرير "سهم اليوم":

سهم اليوم: "سابك" تواصل استعادة عافيتها ومؤشرات على إمكانية مواصلة النمو

سهم اليوم: اتصالات الإمارات تحقق ثاني أعلى أرباح بتاريخها و4 مليارات للاستثمار في 2019

سهم اليوم: أرامكو التي استحوذت على سابك و10 فوائد مرجوة "إنفوجراف"

سهم اليوم: أرباح أرامكو تتضاعف سبع مرات آخر 3 سنوات لتعادل نصف إيرادات الموزانة السعودية

سهم اليوم: إعمار العقارية - أعلى أرباح بـ12 عاماً وتسليمات تؤهل لربحية جيدة في 2019

سهم اليوم: المراعي - التراجع الفصلي للمرة الرابعة على التوالي لا يعني توقف النمو

سهم اليوم: جرير تحقق أعلى أرباح تشغيلية على مستوى الربع الأول في تاريخها و10% نمواً متوقعاً في 2019

سهم اليوم: موبايلي.. بعد التحسن بالربحية للربع الخامس هل تعود لمكانتها كأحد الأسهم القيادية بالسوق؟